انطلقت صباح اليوم، فعاليات منتدى البرلمانيين العربي الآسيوي للسكان والتنمية برئاسة الدكتور عبد الهادي القصبي عضو مجلس الشيوخ، وبمشاركة رفيعة المستوى من عدد من الوزراء وممثلي المنظمات الدولية وسفراء الدول العربية والآسيوية، في مقدمتهم المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان ورئيس المجلس القومي للسكان، والسفير أوي فوميو سفير اليابان بالقاهرة، والبروفيسور تاكيمي كيزو وزير الصحة الياباني الأسبق ورئيس منتدى البرلمانيين الآسيويين، ودومينيك ألين نائب المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان – المكتب الإقليمي العربي، إلى جانب الدكتور محمد الصمادي الأمين العام لمنتدى البرلمانيين العرب للسكان والتنمية، وعدد من ممثلي الوزارات والهيئات المصرية والمجلس القومي للمرأة والتنمية المحلية، وبحضور عربي وآسيوي واسع يجسد عمق التعاون البرلماني بين المنطقتين.
وفي كلمته الافتتاحية، أعرب الدكتور عبد الهادي القصبي عن سعادته بانعقاد المنتدى في مصر أرض الحضارة والتاريخ، مؤكداً فخره بأن تكون بلاده بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي نموذجاً في احتضان السلام ودعم قيم الإنسانية ورفض كل أشكال الاحتلال والتعذيب والاعتداء على سيادة الدول وانتهاك حقوق الشعوب.
وقال القصبي، إن الاجتماع يأتي في لحظة فارقة يشهد فيها العالم تحديات متصاعدة وحروباً وصراعات تلقي بظلالها على الأوضاع التنموية في المنطقة العربية والآسيوية، مشيراً إلى أن منطقتنا تواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب مضاعفة الجهود وتنسيق المواقف وتبادل الخبرات بين البرلمانيين لدعم السياسات السكانية والتنموية التي تضع الإنسان في صدارة الأولويات.
وأكد رئيس المنتدى أن مصر حققت نقلة نوعية في مجال التشريعات الداعمة للتنمية والعدالة الاجتماعية، حيث أولت القيادة السياسية اهتماماً كبيراً بتمكين الشباب والمرأة، وتحسين جودة الحياة للفئات الأكثر احتياجاً، بما يعكس رؤية وطنية شاملة ترتكز على بناء الإنسان وتعزيز قيم المواطنة والكرامة.
وشهدت جلسات المنتدى مناقشات معمقة تناولت قضايا الصحة الإنجابية والحقوق المرتبطة بها، وسبل تعزيز الأطر التشريعية والرقابية لضمان العدالة الصحية، كما تناولت قضية العنف القائم على النوع الاجتماعي وضرورة مواجهته من خلال إصلاحات قانونية ومجتمعية متكاملة، مع إبراز الدور الحيوي للبرلمانيين في سنّ التشريعات الوقائية وضمان المساءلة وحماية الضحايا.
وتطرقت الجلسات إلى تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في صياغة السياسات العامة، من خلال خلق بيئات حاضنة تشجع على الحوار بين الأجيال وتؤمن بدور الشباب في قيادة المستقبل، كما ناقش المنتدى بناء شراكات إقليمية فاعلة مع القطاع الخاص لتعزيز التنمية المستدامة، وتوسيع نطاق التعاون العربي الآسيوي في مجالات الاستثمار المسؤول، ونقل التكنولوجيا، ودعم الابتكار.
وأكد القصبي في ختام كلمته أن هذا المنتدى ليس مجرد تظاهرة برلمانية، بل منصة حوار جاد لصياغة رؤية موحدة تجاه قضايا السكان والتنمية، وتبادل التجارب الناجحة بين الدول العربية والآسيوية، موضحاً أن التعاون بين البرلمانات يمثل خط الدفاع الأول عن قيم العدالة والسلام، وعن حقوق الشعوب في التنمية والعيش الكريم.
وقال القصبي: "نطمح أن تكون توصيات هذا المنتدى خريطة طريق واقعية تُترجم إلى تشريعات ومبادرات ملموسة، تُعزز من مكانة الإنسان العربي والآسيوي، وتدعم بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً."
