أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن كلمات الشكر الصريحة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس عبد الفتاح السيسي، وإقراره بأن ساهم بشكل كبير في الوصول إلى خطة بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة، هي بمثابة شهادة دولية جديدة تعكس الثقل المحوري والمكانة الاستثنائية للدولة المصرية في إدارة وحلحلة الأزمة الفلسطينية، وتؤكد أن جهود القاهرة لم تكن مجرد وساطة عابرة، بل كانت محركاً أساسياً على طريق وقف العدوان، بل وتؤكد أن الدور المصري يظل محورياً وعمودياً في دعم القضية الفلسطينية وحلحلة الأزمة الراهنة، فقد نجحت الدبلوماسية المصرية، على مدار العامين الماضيين، في أن تلعب دور الوسيط الحكيم في اتفاقيات وقف إطلاق النار، حيث استطاعت، بالشراكة مع الشركاء الإقليميين، إدارة مفاوضات معقدة وتحت ضغوط هائلة، على الرغم من كل التعنت والمعوقات الإسرائيلية.
وأضاف "أبو الفتوح"، أن الدور المصري تجاوز طاولة المفاوضات إلى المحافل الدولية والقانونية، حيث كانت القاهرة هي صوت الحق وكاشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن المرافعة المصرية الشهيرة أمام محكمة العدل الدولية كانت لحظة تاريخية قلبت الموازين، فقد نجحت مصر من خلال فريقها القانوني والدبلوماسي البارع في كشف الحقائق والرد على الأكاذيب والادعاءات المغلوطة التي كان يروج لها الاحتلال لتشويه الصورة الحقيقية أمام الغرب، موثقاً بالبراهين والوقائع مخططات التهجير التي ترفضها مصر رفضاً قاطعاً وتعتبرها تصفية للقضية.
وشدد عضو مجلس الشيوخ، على أن التحرك الدبلوماسي المصري المكثف، والرسائل الواضحة التي حملها الرئيس السيسي للعواصم الغربية، لعبت دوراً حاسماً في تغير الرأي العالمي الغربي ضد الاحتلال، فلم يعد الغرب ينظر إلى القضية بعين واحدة، بل بدأت العواصم الأوروبية تراجع مواقفها، وهو ما تجلى بوضوح في نجاح الدبلوماسية المصرية في تحقيق اختراق غير مسبوق، حيث نجحت في إقناع فرنسا في التعبير عن نيتها الواضحة بـالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.
وأوضح الدكتور جمال أبو الفتوح، أن هذا التحول الكبير، قد جاء بعد زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الشهيرة إلى مصر، وهي الزيارة التي شكلت نقطة تحول حقيقية، وقلبت الموازين ووجهت القضية نحو مسار دبلوماسي صحيح يرتكز على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.