انطلاقًا من ثوابته الوطنية وإيمانه العميق بأهمية العمق الإفريقي لمصر، يرحّب "حزب الوعي" بالزيارة الرسمية التي يقوم بها سيادة الرئيس "يوري موسيفيني"، رئيس جمهورية أوغندا الشقيقة، إلى القاهرة في الفترة من 11 إلى 13 أغسطس 2025، بدعوة كريمة من سيادة الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، والتي تمثل محطة دبلوماسية عملية على مسار تعزيز الشراكة الثنائية، وتكريس التعاون البنّاء بين البلدين في ملفات المياه والاستثمار والأمن الإقليمي.
حيث نري ان هذه الزيارة تأتي في توقيت استراتيجي يعكس الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين نحو تعميق الحوار حول حوكمة موارد نهر النيل وتوسيع قنوات التشاور الثنائي والإقليمي بما يعزز الاستقرار ويقلّل من مصادر التوتر بين دول الحوض.
وكذلك، فتح آفاق استثمارية متبادلة عبر تشجيع القطاع الخاص المصري على الاستثمار في أوغندا، خاصة في مجالات الزراعة والصناعات التحويلية والطاقة المتجددة والأدوية واللقاحات، بما يسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.
إضافة إلي تعزيز التعاون الأمني والدفاعي والاستخباراتي لمواجهة التحديات المشتركة، وخاصة في منطقة القرن الإفريقي وحوض النيل والبحر الأحمر ووسط وشرق القارة، وتوسيع التعاون التقني والمؤسسي من خلال المنح الدراسية، وبرامج التبادل، والمشروعات المشتركة في مجالات الري والزراعة والبنية التحتية المائية.
هذا حيث، ترتبط مصر وأوغندا بعلاقات دبلوماسية متينة، شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الزيارات المتبادلة بين القيادتين، والتي أفضت إلى توقيع اتفاقيات مهمة في مجالات الكهرباء والزراعة والطاقة الشمسية ومكافحة الحشائش المائية، إضافة إلى التعاون في التدريب العسكري وبناء القدرات، وبالتالي فإن تعزيز العلاقات المصرية–الأوغندية يخدم رؤية مصر الاستراتيجية لبناء تحالفات متينة داخل حوض النيل، وتدعيم أمن البحر الأحمر والقرن الإفريقي، وتهيئة بيئة إقليمية داعمة لمشروعات البنية التحتية والنقل والطاقة التي تربط شمال القارة بجنوبها.
ويؤكد "حزب الوعي" أن هذه الزيارة تمثل نموذجًا للعلاقات الإفريقية–الإفريقية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ويشدد على ضرورة تحويل الاتفاقيات إلى مشروعات ملموسة ضمن جداول زمنية واضحة وآليات متابعة مشتركة.
ودعم وتأمين مشاركة واسعة للقطاع الخاص المصري في تنفيذ المشروعات الاستثمارية في أوغندا، والعمل علي دمج التعاون المائي ضمن إطار تنموي شامل يخدم دول الحوض كافة ويعزز التنمية المستدامة في إفريقيا.
ويختتم "حزب الوعي" بيانه بالتأكيد على أن القارة الإفريقية تمثل البعد الاستراتيجي لمصر، وأن دعم الشراكات الثنائية مع دولها، ومنها دولة أوغندا، هو ركيزة من ركائز الأمن القومي المصري، وعنصر أساسي في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للشعوب الإفريقية كافة.