كتب محسن البديوي
أكد النائب أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ، ونائب رئيس الأمانة الفنية لحزب الجبهة الوطنية، أن عمليات الإنزال الجوي المتواصلة للمساعدات المصرية فوق قطاع غزة، تمثل تعبيرًا صادقًا عن المعنى الأعمق للدبلوماسية المصرية، التي لم تُبنَ على الشعارات ولا على خطب المنصات، بل تأسست على فعلٍ يُراكم الثقة ويؤكد ثبات الموقف، حتى في ذروة الضجيج والابتزاز السياسي.
وأضاف زكريا أن الدولة المصرية – بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي – لا ترد على من يحاولون تشويه دورها المركزي في القضية الفلسطينية بالخطابات أو المهاترات، بل ترد بمشهد مهيب لطائرات تُحلّق فوق غزة، تُسقِط العون والغذاء والدواء، وترفع – دون أن تقول – راية الضمير القومي الذي لم يسقط يومًا، مشددًا على أن مصر لم تكن طرفًا طارئًا في هذا الملف، بل هي قلبه، وتاريخه، ومفتاح حله الوحيد.
وأشار إلى أن ما يُنقل يوميًا من معبر كرم أبو سالم ضمن حملة “زاد العزة”، وما يُعدّ ليلًا في مطبخ الشيخ زويد الإنساني، وما يُنزل جوًا فوق مناطق الاحتياج العاجل، هو امتداد لعقيدة مصرية ترى في نصرة المظلوم التزامًا لا يتجزأ عن أمنها القومي، وعن مكانتها الإقليمية التي لا تُزاح.
واستنكر النائب استهداف السفارات المصرية ومحاولات جرّ القاهرة إلى مساحات الرد الانفعالي أو السياسي، معتبرًا أن هذه الأفعال لا تدل إلا على عجز خصوم مصر عن فهم منطقها، أو تعطيل تحركها، أو تشويه رسالتها، مشيرًا إلى أن الدولة التي تنقل آلاف الأطنان من المساعدات بينما تُستهدف رموزها، هي دولة لا تنكسر ولا تنكفئ، بل تزداد ثباتًا واتزانًا.
وأوضح زكريا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يقود فقط مهمة دعم إنساني، بل يُعيد تثبيت موقع مصر كقوة ضامنة للاستقرار الإقليمي، وكسندٍ دائم للشعب الفلسطيني في لحظاته الأكثر ألمًا واحتياجًا، مضيفًا: “في الوقت الذي تتوقف فيه لغة المصالح، تختار القاهرة أن تتكلم بلغة والواجب والشرف”.