الخميس، 01 مايو 2025 08:24 ص

بيان "حزب الوعي" بشأن التحركات المصرية الاستراتيجية في القارة الإفريقية»

بيان "حزب الوعي" بشأن التحركات المصرية الاستراتيجية في القارة الإفريقية» باسل عادل
الخميس، 01 مايو 2025 03:00 ص
كتبت هند عادل

 

يدرك "حزب الوعي"، انطلاقًا من التزامه الوطني العميق ودوره في الحياة السياسية والحزبية المصرية، أن التحركات المصرية الأخيرة تجاه القارة الإفريقية تمثل نمطًا استراتيجيًا بالغ الدقة، يعكس وعيًا متقدمًا بأبعاد الأمن القومي المصري، ويُجسِّد فهماً راسخًا لوحدة المصير والمصلحة بين مصر وعمقها الإفريقي.

لقد تابع الحزب، بحسٍّ وطني مسؤول، الزخم المتصاعد في علاقات الدولة المصرية مع معظم، إن لم يكن جميع، دول القارة الإفريقية. هذا الزخم لم يأت من فراغ، وإنما تأسس على إدراك مصري متجدد بأن أمن مصر واستقرارها، وكذلك طموحاتها الاقتصادية والتنموية، لا تنفصل بحال عن حاضر ومستقبل القارة التي تنتمي إليها حضاريًا وجغرافيًا وسياسيًا.

وفي هذا الإطار، يُثمن "حزب الوعي" ما تقوم به الدولة المصرية من جهود متواصلة لتعزيز التعاون والتكامل مع دول القارة، في مشهد يتسم بالندية والاحترام المتبادل، قائم على المصالح المشتركة والعادلة، بعيدًا عن أي منطق استعلائي أو استغلالي طالما ارتبط بتاريخ القوى الاستعمارية في إفريقيا.

لقد باتت "القاهرة"، وبكل وضوح، بوصلة للحركة الإفريقية، ومرتكزًا مركزيًا لصياغة المصالح المشتركة بين دول وشعوب القارة. ويمكن لأي مراقب موضوعي أن يلحظ كيف أن مطار القاهرة الدولي قد أصبح قِبلة للزيارات الرئاسية ورفيعة المستوى الإفريقية؛ فلا يكاد يغادره رئيس أو مسؤول إفريقي، حتى يستقبله آخر، في مشهد يحمل دلالات واضحة على إدراك القيادة الإفريقية لأهمية الدور المصري، وعلى احترامها لثقل مصر الإقليمي، وثقتها في توجهاتها النزيهة.

إن مصر اليوم، بما تحمله من قيم حضارية وموقع جغرافي وتاريخي فريد، وبما تملكه من أدوات تأثير سياسي واقتصادي وتنموي، تسير بخطى ثابتة نحو تعظيم روابطها مع شركائها الأفارقة، واضعةً نصب أعينها أن مستقبلها يتشكل بالتوازي مع مستقبل القارة، وأن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا بتكامل اقتصادي وشبكات تعاون فعّالة ومتوازنة بين الشمال والجنوب الإفريقي، وبين الشرق والغرب في القارة، وأن "مصر دولة قوية، تتعاظم قوتها بقوة دول القارة الإفريقية كافة"، وبثقل "الكتلة الإفريقية" السياسية والاقتصادية وتأثيرها في العالم، وقدراتها على مواجهة التحديات.

وفي المقابل، فإننا في "حزب الوعي"، نلحظ بارتياح كيف أن دول القارة باتت تدرك أن التعاون مع مصر ليس مجرد خيار سياسي، بل ضرورة استراتيجية لمصر ولها. فكما تسعى مصر لفتح مجالات التعاون والاستثمار والتكامل، فإن دول القارة كافة تبادلها الرغبة ذاتها، في مشهد من التناغم غير المسبوق، يعكس انتقال إفريقيا من مرحلة التبعية والتفكك، إلى مرحلة الشراكة والتكامل.

ويؤكد "حزب الوعي" أن هذه الدينامية المصرية في إفريقيا ينبغي أن تكون محل دعم وتحصين داخلي، وتكامل بين مؤسسات الدولة ومجتمعاتها السياسية والمدنية، بما يعزز من قدرة مصر على البناء على ما تحقق، وتوسيع أطر الشراكة مع عمقها الإفريقي، بما يخدم المصالح المشتركة، ويُرسّخ مكانة مصر كبوابة إفريقيا نحو المستقبل.

 

 


print