أكد الدكتور وليد عتلم، الخبير السياسي، أن المشهد الانتخابي في مصر يشهد تحولًا جذريًا في إدراك المواطنين وتفاعلهم مع العملية السياسية، مشيرًا إلى أن المال السياسي لم يعد قادرًا على التأثير في اختيارات الناخبين كما كان يحدث في فترات سابقة، وأن زمن شراء الأصوات انتهى أمام وعي شعب يضع المصداقية والعمل الحقيقي معيارًا للاختيار.
وقال عتلم، إن الدولة المصرية اتخذت خلال السنوات الأخيرة خطوات حاسمة لضمان الاستحقاقات الانتخابية بنزاهة وشفافية، سواء من خلال التشريعات المنظمة أو آليات الرقابة والمتابعة التي تمنع أي ممارسات خارج الإطار القانوني.
وأضاف: "المواطن المصري اليوم أصبح أكثر وعيًا.. لم يعد يتأثر بالشعارات ولا المغريات، بل يبحث عن من يملك رؤية واضحة وقدرة حقيقية على خدمة الناس".
وأوضح الخبير السياسي، أن الحديث عن المال السياسي يُستخدم أحيانًا كوسيلة للتشكيك في المنافسين، لكنه في الوقت نفسه يعكس حالة إحباط لدى البعض ممن لم يتمكنوا من بناء قواعد شعبية حقيقية أو تقديم خطاب سياسي مقنع، مضيفًا أن السوق السياسية المصرية باتت مفتوحة أمام المنافسة النزيهة، وأن المواطن أصبح هو الحكم الفعلي في صناديق الاقتراع.
وأشار عتلم، إلى أن صعود الشباب والأسماء الجديدة في العديد من الدوائر يمثل مؤشرًا مهمًا على تغير معايير الاختيار لدى الناخبين، حيث باتت الكفاءة والحضور المجتمعي أكثر تأثيرًا من الإنفاق الدعائي، داعيًا المرشحين إلى التركيز على العمل الميداني وتقديم برامج واقعية تلبي احتياجات المواطنين، قائلًا: "التاريخ أثبت أن المال لا يصنع قيادة، وما نراه اليوم هو انتصار للإرادة الشعبية.. الناخب المصري أصبح يرى ويقيّم ويحاسب، ومن لا يملك مشروعًا حقيقيًا لن يحجز مكانه في المستقبل مهما أنفق".