أدانت نقابة الصحفيين المصريين بأشد العبارات الهجوم الإرهابى الذى شنته قوات الاحتلال الصهيونى على أسطول الصمود العالمى، الذى كان فى طريقه الإنسانى إلى كسر الحصار الجائر وإغاثة ملايين الفلسطينيين فى قطاع غزة.
وقالت النقابة فى بيان لها: لقد تحوّل الاعتداء على السفن الإغاثية، مثل "ألما" و"سيروس" و"أدارا" و"دير ياسين"، واعتقال المشاركين فيها من نشطاء وأطباء وأكاديميين، وخصوصًا الصحفيين، من مجرد جريمة حرب إلى عمل إرهابي بامتياز، يضاف إلى سجل العار للاحتلال. إن اقتحام سفن الأسطول واعتقال الصحفيين أثناء قيامهم بواجبهم المهني هو اعتداء سافر على حرية الصحافة، وقواعد القانون الدولي، وكل المواثيق والأعراف الإنسانية.
وتحمّل النقابة سلطات الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن سلامة جميع المشاركين في الأسطول، ولا سيما الزملاء الصحفيين، ومن بينهم أولئك الذين انقطع الاتصال بهم، وتطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم جميعًا. إن هذا الاعتداء يشكل خرقاً واضحاً لاتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية التي تنص على حماية المدنيين والصحفيين في حالات النزاع، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية.
إن الاعتداء على أسطول الصمود بينما يستمر العدوان على أهلنا في كامل الأراضي الفلسطينية وفي القلب منها غزة، بينما يتم فرض حلول إذعانية على الشعب الفلسطيني ترسخ صيغًا قديمة للاحتلال، وتكشف التواطؤ الأمريكي وسعيه لفرض الهيمنة الصهيونية على كامل قطاع غزة بالوكالة عبر فرض مندوب سامٍ جديد يحقق أهداف الحكومة الصهيونية المتطرفة، يكشف الأهداف الحقيقية لمبادرة الرئيس الأمريكي والتي تم تعديلها لتناسب رغبة العدو الصهيوني وحكومته المتطرفة التي تقود المنطقة لصراع سيدفع الجميع ثمنه لفترة طويلة.
باسم الدماء التي تُزهق في غزة، وباسم الأطفال الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة تحت وطأة الحصار والإبادة، وباسم ما تبقى من ضمير إنساني، تؤكد نقابة الصحفيين المصريين، وهي تشجب هذا العمل الإرهابي، على ما يلي:
1. مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة واليونسكو بالإعلان عن هذا الاعتداء كعمل إرهابي، وعدم الاكتفاء بإدانات لفظية، والتحرك العاجل لضمان سلامة الصحفيين والمشاركين، ومحاسبة المعتدين.
2. تدين النقابة بأقسى العبارات الصمت الدولي المخزي على الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، والتي امتدت الآن لمواجهة من يحملون المعونات الإنسانية وإغراق سفنهم، في مشهد يكرس سياسة الإبادة بالجوع والتجويع.
3. تطالب بفتح تحقيق دولي مستقل ومحايد في ملابسات اعتراض الأسطول واعتقال من كانوا على متنه، وتقديم نتائجه إلى المحاكم الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب.
4. تؤكد أن الصحفيين في مناطق النزاع، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2222 لعام 2015، يتمتعون بالحماية، وأن استهدافهم متعمد بهدف إسكات صوت الحقيقة ومنع العالم من رؤية فظائع الإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة.
5. تحذر من أي انتهاكات قد يتعرض لها الصحفيون والمعتقلون، وتؤكد على ضرورة حمايتهم من التعذيب أو أي معاملة قاسية أو لا إنسانية، وتعد بمتابعة القضية عبر كل المحافل الدولية.
إن نقابة الصحفيين المصريين، وهي تعلن تضامنها الكامل مع كل المشاركين في أسطول الصمود، وتنحني إجلالًا لشجاعة الصحفيين الذين خاطروا بحياتهم لنقل الحقيقة، تؤكد أن الكلمة ستظل سلاحًا في مواجهة آلة التعتيم والتزييف الصهيونية. إن معركة أسطول الصمود هي معركة إنسانية قبل أن تكون سياسية، وهي اختبار حقيقي للضمير العالمي، الذي إن لم يتحرك اليوم فسيُسجّل في التاريخ كأول حضارة تشهد إبادة شعب وتُغمض عينيها.