كتبت: سمر سلامة
أدان الدكتور أيمن محسب وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رام الله واستهدافها المباشر للمدنيين الفلسطينيين، معتبرا أن ما جرى يمثل جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالانتهاكات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، مؤكدا أن استمرار الاحتلال في هذا النهج العدواني لن يؤدي إلا إلى مزيد من زعزعة الاستقرار، وإشعال دائرة العنف والصراع في المنطقة.
وقال محسب، إن ما تمارسه الحكومة الإسرائيلية من اقتحامات واغتيالات واعتداءات على المدنيين، في ظل صمت دولي مريب، يعكس بوضوح عقلية متطرفة لا تؤمن بالسلام، وتسعى فقط لفرض سياسة الأمر الواقع على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، موضحا أن إسرائيل لا تكتفي بارتكاب الجرائم اليومية في غزة التي وصلت إلى حد المجاعة، بل تواصل أيضا تصعيدها الدموي في الضفة الغربية، وكأنها تسعى لتوسيع رقعة الصراع وإفشال أي مساعٍ لتهدئة الأوضاع.
وشدد وكيل لجنة الشؤون العربية، على أن مصر تتحرك على كافة الأصعدة الدبلوماسية، سواء عبر اتصالات وزير الخارجية المكثفة مع نظرائه في أوروبا والعالم، أو من خلال جهودها المتواصلة داخل المؤسسات الدولية، من أجل تشكيل رأي عام دولي ضاغط يضع حدا للغطرسة الإسرائيلية، ويدفع باتجاه وقف إطلاق النار وبدء مسار سياسي جاد يفضي إلى تسوية شاملة، موضحا أن القاهرة تسعى لإقناع الشركاء الدوليين بضرورة التحرك الفوري لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها والالتزام بالقانون الدولي.
وحذر محسب، من أن استمرار سياسة التراخي الدولي تجاه ممارسات الاحتلال يبعث برسالة سلبية ويمنح إسرائيل غطاء لمواصلة انتهاكاتها، مؤكدا أن السلام الحقيقي والاستقرار المستدام لن يتحققا إلا عبر حل جذري وعادل للقضية الفلسطينية يقوم على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، قائلا:" أي محاولة لتجاهل هذه الحقيقة أو الالتفاف عليها لن تجلب للمنطقة إلا المزيد من التوتر والعنف وعدم الاستقرار".
وأشار محسب، إلى أن استمرار إسرائيل في أوهامها التوسعية، وتشبثها بمشروع "إسرائيل الكبرى"، لن يحقق لها أمنا أو سلاما، بل سيضاعف من عزلتها على الساحة الدولية ويكشف حقيقتها كقوة احتلال خارجة على القانون، قائلاً: " آن الأوان للمجتمع الدولي أن يدرك أن إسرائيل هي الخطر الأكبر على الأمن والسلم الدوليين، وأن أي تسوية لا تتضمن إنهاء الاحتلال وإنهاء الحلم التوسعي الإسرائيلي لن تكون سوى مسكنات مؤقتة سرعان ما تنهار أمام أول أزمة".
وشدد الدكتور أيمن محسب، على أن مصر رغم ما تتحمله من أعباء جسام، ستواصل جهودها التاريخية نصرة للحق الفلسطيني ودعما لقضيته العادلة، وأنها لن تدخر جهدا في حشد كل الطاقات العربية والدولية لوقف هذه الحرب العبثية، وفتح الطريق أمام عملية سياسية حقيقية تضع نهاية لدوامة الدم والدمار التي تعصف بالمنطقة منذ عقود.