صندوق مكافحة الإدمان: إنشاء 35 مركزا لعلاج مرضى الإدمان مجانا وفقا للمعايير الدولية.. تدريب المتعافين على حرف مهنية يحتاجها سوق العمل لإعادة الدمج المجتمعى والحد من الانتكاسة
على مدار السنوات الماضية نجح صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى بتوجيهات القيادة السياسية فى التوسع فى إنشاء مراكز العزيمة لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان ضمن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة تعاطى المواد المخدرة حتى أصبحت تجربة مصر من التجارب الرائدة على مستوى الإقليمى، وبدأت العديد من الدول تطلب مساعدة الصندوق فى إنشاء مراكز علاجية على غرار مراكز العزيمة.
وخلال الفترة الماضية زار صندوق مكافحة وعلاج الإدمان العديد من الوفود من دول المملكة العربية السعودية والإمارات والعراق والسودان والقيادة العامة لشرطة دبى وغيرها من الدول للاطلاع على تجربة الخط الساخن «16023» لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان وكيفية تقديم الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة ووفقا للمعايير الدولية من خلال مراكز العزيمة التابعة للصندوق.
وتواصل الحكومة ممثلة فى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى تقديم الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان وفقا للمعايير الدولية ومجانا وفى سرية تامة وتم زيادة عدد المراكز العلاجية من 12 مركزا فى 7 محافظات عام 2014 إلى 35 مركزا فى 20 محافظة حتى الآن، ويوفر الصندوق خدمات الخط الساخن لعلاج الإدمان 16023 على مدار 24 ساعة، وطوال أيام الأسبوع بدون توقف.
وتتنوع الخدمات التى يقدمها الصندوق بين توفير كل الخدمات العلاجية ومتابعة الحالات الخاضعة للعلاج بالمجان وسرية تامة، إضافة إلى توفير المشورة للأسر حول آليات الاكتشاف المبكر وكيفية التعامل مع الحالات المرضية بجانب تدريب المتعافين على حرف مهنية يحتاجها سوق العمل داخل ورش التدريب بمراكز العزيمة التابعة للصندوق كذلك توفير القروض لتمويل المشروعات الصغيرة لمتعافى الخط الساخن «16023» ضمن مبادرة التمكين الاقتصادى بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعى، فى إطار الحرص على تقديم خدمات ما بعد العلاج والدمج المجتمعى للمتعافين كأفراد نافعين فى المجتمع.
نجاح مصرى
نجاح الدولة المصرية ممثلة فى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى فى إنشاء مراكز العزيمة لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان وفقا للمعايير الدولية، جعل تجربة مصر من التجارب الرائدة على مستوى المنطقة وبدأت الدول الشقيقة فى الاستعانة بالتجربة المصرية لنقل خبرة إنشاء المراكز العلاجية، حيث تضم المراكز مساحات خضراء وقاعات تأهيل ودعم نفسى وصالة للألعاب الرياضية وغيرها من المكونات التى تُضاهى أفضل مراكز علاج الإدمان فى العالم، وتم إعدادها وفقاً للمعايير الدولية فى مجال علاج وتأهيل مرضى الإدمان.
كما تتضمن المراكز ملعب كرة قدم «خماسى» وتنس طاولة وبلياردو وصالات جيم للرجال وأيضا للسيدات وقاعة موسيقى ومسرح ومكتبة ومطعم وورش تدريب مهنى لتعليم المتعافين حرف مهنية يحتاجها سوق العمل ضمن برنامج «العلاج بالعمل».
خدمات مجانية
وقال الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، إن برامج العلاج المقدمة من الخط الساخن «16023»، تتنوع من علاج طبى وخدمات الدعم النفسى، وكذلك برامج إعادة التأهيل وبرامج الوقاية من الانتكاسة وأن الخدمات العلاجية التى يقدمها الصندوق تتم من خلال المراكز العلاجية ويصل عددها إلى 35 مركزا متخصصا فى علاج الإدمان فى 20 محافظة حتى الآن بعدما كانت 12 مركزا فى 7 محافظات فقط عام 2014، كما أن من بين هذه المراكز توجد مراكز علاجية متخصصة لعلاج مرضى الإدمان من الإناث.
برنامج تأهيل للمتعافين
وأضاف «عثمان» أن البرنامج التأهيلى للمتعافين من الإدمان يعتمد على «الدمج بين مجموعة البرامج التأهيلية»، تتمثل فى: التأهيل النفسى والعلاج المعرفى السلوكى، وبرنامج مهارات منع الانتكاسة، بالإضافة إلى التأهيل المهنى «العلاج بالعمل»، والتأهيل البدنى «العلاج بالرياضة»، إلى جانب الأنشطة الترفيهية اليومية، كما يشمل البرنامج الدمج المجتمعى، من خلال تدريب المتعافين على حرف مهنية يحتاجها سوق العمل، فى إطار الحرص على تقديم خدمات ما بعد العلاج المجانى، وتعزيز الدمج المجتمعى للمتعافين.
وأعلن الدكتور عمرو عثمان تقديم الخدمات العلاجية خلال أول 10 أشهر من عام 2025 لعدد 130601 مريض «جديد ومتابعة» كما يتم توفير الخدمات العلاجية لأى مريض إدمان من أبناء المناطق المطورة «بديلة العشوائيات» «الأسمرات، المحروسة، روضة السودان، روضة السيدة، أهالينا، الخيالة، بشاير الخير، حدائق أكتوبر»، وتنوعت الخدمات ما بين مكالمات للمتابعة والمشورة والعلاج والتأهيل والدمج المجتمعى، حيث إن الخدمات العلاجية تقدم للمرضى مجاناً ووفقا للمعايير الدولية.
وبلغت نسبة المستفيدين الذكور من هذه الخدمات 96% بينما بلغت نسبة الإناث 4%، حيث تردد المرضى على المراكز العلاجية التابعة للصندوق والشريكة مع الخط الساخن وعددها 35 مركز بـ 20 محافظة حتى الآن.
ووفقا للمكالمات الواردة للخط الساخن للصندوق فإن محافظة القاهرة جاءت فى المرتبة الأولى، حيث بلغت نسبتها 27% يليها محافظة الجيزة بنسبة 19%، ويرجع ذلك إلى الكثافة السكانية للمحافظتين ووجود العديد من المراكز العلاجية التابعة والشريكة مع الصندوق بهما، وفيما يتعلق بمصدر معرفة الخط الساخن لعلاج الإدمان «16023» جاء الإنترنت فى الصدارة ويأتى ذلك انعكاسا للمجهودات التوعوية الإلكترونية للصندوق عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك والتى تضم 2 مليون مشترك تقريبا وكذلك أنشطته عبر الوسائط الإلكترونية المختلفة وجاء التليفزيون ثم المواقع الإخبارية كأحد أهم مصادر المعرفة بخدمات الخط الساخن.
ووفقا لتحليل بيانات المستفيدين من الخدمات العلاجية خلال أول 10 أشهر من عام 2025، فإن أكثر المواد المخدرة انتشاراً المخدرات الاصطناعية « كريستال ماث والاستروكس والفودو والبودر والشابو» ثم الحشيش والهيروين والترامادول، والتعاطى المتعدد، «تعاطى أكثر من مادة مخدرة»، وبالنسبة لمصادر الاتصالات، جاء فى مقدمة المتصلين بالخط الساخن «16023» المريض نفسه بنسبة 35% يليه الأم 13% والأشقاء «أخ 14% ،أخت 12%»، مما يدل على تزايد الثقة فى خدمات الخط الساخن من قبل المرضى وأسرهم.
العوامل الدافعة للتعاطى
وأشار الدكتور عمرو عثمان، أن العوامل الدافعة للتعاطى وفقا لنتائج الخط الساخن جاءت فى المقدمة أصدقاء السوء بنسبة 62% وحب الاستطلاع بنسبة 22 %.
وفيما يتعلق بالعوامل الدافعة للعلاج وفقا لنتائج الخط الساخن جاءت فى المقدمة ضياع الصحة بنسبة 35% ثم عدم القدرة المادية بنسبة 25%، ثم المشاكل فى العمل والضغوط والخوف من الفصل وتطبيق القانون عليه، لافتاً إلى استمرار الخط الساخن لعلاج الإدمان «16023» أيضاً فى تلقى الاتصالات من أى موظف يتعاطى المواد المخدرة، حيث يتم توفير الخدمات العلاجية مجاناً وفى سرية تامة طالما أنه تقدم طواعية للعلاج، دون أى مساءلة قانونية قبل نزول حملات الكشف إلى مكان عمله وخضوعه لتحليل الكشف عن المخدرات، ومن دون ذلك يتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
واستعرض عثمان تطورات مشكلة المخدرات من واقع تقرير الأمم المتحدة وانعكاساتها محليا، وكذلك التدخلات التى يقوم بها صندوق مكافحة الإدمان بالتعاون مع الجهات المعنية لخفض الطلب على المخدرات، لافتا إلى أن تقرير الأمم المتحدة، أشار إلى 316 مليون شخص هو عدد الأشخاص الذين تعاطوا المخدرات حول العالم بزيادة قدرها 20% خلال الـ10 سنوات الأخيرة.
كما أن هناك الكثير من المتعاطين يعانون من اضطرابات التعاطى أو الإدمان، وأن نحو 500 ألف حالة وفاة فى العالم بسبب المخدرات.
كما أشار التقرير العالمى إلى أن هناك ارتباطا وثيقا بين المخدرات والجريمة المنظمة والعنف وتدفقات الأموال غير المشروعة، وأن المخدرات تمثل أكثر من 50% من النشاط الاقتصادى للجماعات الإجرامية المنظمة عالميًا، وأن الشباب لا سيما الفئة من 15 إلى 19 عاما هم أكثر عرضه للوفاة بسبب المخدرات بنسبة 45% مقارنه بالبالغين.
ولفت التقرير إلى ظهور مواد جديدة ضمن المخدرات الاصطناعية وأنماطها المختلفة التى تواجهها العديد من دول العالم ويتضاعف تأثيرها أضعاف معدلات الهيروين، كما أن هناك فجوة علاجية لمرضى الإدمان فى العالم ، وهى أن واحدا من كل 12 مريضا يتاح لهم الحصول على خدمات العلاج، بالنسبة للذكور، أما الإناث يتاح لمريضة واحدة من كل 17 حالة، لكن فى مصر يتم توفير كل خدمات العلاج لأى مريض إدمان مجانا وفى سرية تامة ووفقا للمعايير الدولية.
رحلة العلاج
سيف الدين ياسر ضمن الكثير من متعافى الخط الساخن «16023» لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، حيث عبر عن رحلة معاناته خلال تعاطى المواد المخدرة وكيف دمرت المخدرات حياته، وكاد أن يخسر أسرته وزوجته بعدما خسر أمواله فى الإنفاق على التعاطى مؤكدا أن المخدرات وهم وطريق آخره الضياع وخسارة كل شىء.
«سيف» يبلغ من العمر 32 عاما يعمل حاليا صانع للمشغولات اليدوية بمهارة كبيرة، بعد دخوله أحد المراكز العلاجية التابعة لصندوق مكافحة الإدمان وتعافيه، بعدما كان يتعاطى المواد المخدرة لمدة تقرب من 14 عاما بسبب أحد أصدقاء السوء، معتقدا أن المخدرات ستساعده على العمل لفترات طويلة، وأيضا فى نسيان الهموم وبعض المعتقدات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة المرتبطة بالتجربة وحب الاستطلاع من أصدقاء السوء.
وبدأ سيف رحلة العلاج مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بعد الاتصال على رقم الخط الساخن لعلاج الإدمان «16023»، حيث وصف الخط الساخن بطوق النجاة، بعدما تم تحويله الى أحد مراكز العزيمة التابعة للصندوق، ووصف «سيف» مركز العزيمة التابع لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى بأنه بمثابة منزله الثانى.
ولفت سيف إلى أن الخدمات العلاجية التى تلقاها داخل المركز أعادته للحياة مرة أخرى، حيث حصل على كل الخدمات العلاجية والتأهيل بأعلى معايير الجودة مجانا طوال فترة الإقامة لمدة تقرب من 60 يوما بعدما كاد أن يفقد حياته وتتعرض أسرته للتشرد ،حيث إن لديه اثنين من الأبناء ولد 10 سنوات وآخر 4 سنوات، وأنه طوال فترة التعاطى فقد الإحساس تجاه أسرته دون الإنفاق على أبنائه، لكن ساعده والده فى الإنفاق على أسرته، موجها الشكر لوالده وزوجته التى أصرت على الوقوف بجانبه بعد الاتصال بالخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان وتلقيه العلاج.
كما أنه سبق وشارك بمعرض تنمية الأسرة المصرية بمهرجان العلمين الجديدة، حيث شارك بالمشغولات اليدوية والنقش على الخشب والمعادن والزجاج المعشق والتى أبهرت الزوار من الحضور.
أشار متعافى الخط الساخن 16023 لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان إلى أن بداية رحلة تعاطيه للمواد المخدرة، أحد أصدقاء السوء بتعاطى بعض المواد المخدرة والتى كادت أن تفقده حياته موجها رسالة للشباب «المخدرات وهم وطريق آخره الضياع وفى التعافى حياة»، موجها الشكر لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، والقائمين على هذا الصرح الكبير بسبب ما لمسه طوال فترة إقامته داخل المركز العلاجى من معاملة وصفها بمعاملة الأسرة لأحد أبنائها والمتابعة المستمرة.
فضلا عن توفير كل الخدمات العلاجية والترفيهية مجانا أيضا المشاركة حاليا فى معرض تنمية الأسرة المصرية، كما أنه على تواصل بالأخصائيين بمركز العزيمة التابع للصندوق فى حالة وجود أى مشكلة تتعلق بالتعاطى مما يساعده على الاستمرار فى التعافى.
على جانب آخر وفى نفس السياق استضافت مصر مؤخرا مؤتمر إطلاق آليات تنفيذ الخطة العربية للوقاية والحد من أخطار المخدرات على المجتمع العربى والذى انعقد داخل أحد المراكز العلاجية التابعة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى بمصر، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، تحت رعاية وبحضور الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة الإدمان ورئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب.
وانعقد المؤتمر بحضور الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان القائم على إعداد الخطة العربية للوقاية والحد من أخطار المخدرات على المجتمع العربى والوزير مفوض طارق النابلسى مدير إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية ومسؤول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وممثلى حكومات 14 دولة عربية، والمجالس واللجان المعنية على مستوى الوطن العربى، ومكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة والقيادة العامة لشرطة الشارقة، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الدولية والخبراء المعنيين بالقضية.
وقدمت فعاليات المؤتمر عدة توصيات استعرضها الوزير المفوض طارق النابلسى مدير إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية ومسؤول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية منها اعتماد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى فى جمهورية مصر العربية كمركز عربى لتعزيز الجهود الرامية لمواجهة مشكلة المخدرات من منظور اجتماعى، واعتماد مصفوفة التدابير التنفيذية للخطة العربية المشتركة للوقاية من المخدرات، كوثيقة مرجعية للدول الأعضاء لتمثل الإطار العربى الشامل لتنفيذ محاور الخطة واستراتيجياتها.
طرق العلاج
يحرص صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى على توفير كل الخدمات العلاجية مجانا وفى سرية تامة ووفقا للمعايير الدولية عن طريق الاتصال برقم الخط الساخن «16023»، للصندوق حيث يجرى توفير الخدمات العلاجية من خلال المراكز التابعة للصندوق أو الشريكة مع الخط الساخن من خلال الخطوات التالية:
- يتصل الشخص المدمن أو أحد أفراد أسرته على الخط الساخن رقم «16023»، لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، طوال أيام الأسبوع، وعلى مدار 24 الساعة.
- يقوم بالرد فريق متخصص على المكالمات الواردة، وتتنوع الخدمات التى يقدمها الصندوق لتشمل كل الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة.
- يوفر الصندوق خدمات المشورة للأسر حول آليات الاكتشاف المبكر وكيفية التعامل مع الحالات المرضية، وتتضمن خدمات العلاج الدعم النفسى وخدمات طبية، وكذلك برامج إعادة التأهيل وبرامج الوقاية من الانتكاسة وبرامج التمكين الاقتصادى للمتعافين.
- يتم تحويل المرضى إلى المراكز العلاجية التابعة لصندوق مكافحة الإدمان أو الشريكة مع الخط الساخن، وقد تم توفير 35 مركزا علاجيا متخصصا فى 20 محافظة حتى الآن.
كما تم توفير كل الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة ووفقا للمعايير الدولية.
