أثارت واقعة حبس طالبة وعزلها داخل فصل فى مدرسة دولية بالتجمع، بسبب المصروفات ردود فعل غاضبة من أولياء الأمور، حيث اعتبروا أن ما قامت به المدرسة مخالفة صريحة تؤثر سلبا على عقلية وهوية الطالب.
وأكدوا على أن انتشار هذه المدارس والنوعية من التعليم سببه أنها تعمل على إكساب طلابها أساسا تعليميا ومعارف ومهارات تساعده بشكل كبير على دراسته الجامعية، ولكن المدارس الأمريكية جذبت الطلاب كون التقييم فيها أسهل من حيث عدد المواد.
ويقول أولياء الأمور والطلاب، إن المدارس الدولية تعمل على تعزيز الثقافة العالمية ويساعد الطلاب على التعرف على ثقافات مختلفة وعادات وتقاليد دولية مما يعزز من فهمهم للعالم وتقبل الآخرين وتحسين اللغات الأجنبية فالتعليم الدولى غالبًا ما يتم باللغة الإنجليزية، مما يساعد الطلاب على تحسين مهاراتهم اللغوية والتواصل مع العالم، كما يفتح أبوابًا للطلاب للدراسة فى الجامعات العالمية الرائدة، مما يعزز من فرصهم فى الحصول على تعليم عالٍ متميز، وتطوير المهارات الشخصية التعليم الدولى يشجع على الاستقلالية والتفكير النقدى والعمل الجماعى، وهى مهارات ضرورية للنجاح فى الحياة العملية.
وتابع أولياء أمور، هناك انعكاسات أو أمور سلبية من بينها ضعف الهوية الوطنية فقد يؤدى التركيز على الثقافة العالمية إلى ضعف الهوية الوطنية، مع حرص بعض المدارس على تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلاب من خلال الأنشطة والفعاليات التى يتم تنفيذها فى المدارس وأيضا دراسة اللغة العربية والتاريخ والتربية الدينية فى المدارس.
وأوضح أولياء الأمور: قد يؤدى التعرض للثقافات الغربية إلى فقدان القيم والتقاليد المصرية الأصيلة، ومن المهم تحقيق توازن بين التعليم الدولى والحفاظ على الهوية المصرية، وذلك من خلال تعزيز القيم الوطنية والتقاليد المصرية فى المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية ومتابعة تنفيذها.
وقال مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن للمدارس الخاصة والدولية دور مهم فى جودة التعليم المصرى، حيث تقدم خدمة تعليمية يستفيد منها قرابة 3 مليون طالبة وطالبة، حيث تطورت المدارس الدولية، باعتبارها فئة فرعية من المدارس الخاصة، لزيادة الاستثمار فيها، وانتشرت هذه المدارس من بينها الأمريكية والإنجليزية والكندية والفرنسية والألمانية حيث تسعى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى حاليا إلى إنشاء 100 مدرسة مصرية ألمانية وهناك مشروع الشراكة مع القطاع الخاص لإنشاء مدارس بحق الانتفاع بين الوزارة والشركاء المستثمرين، كما تتوسع الوزارة فى هذه النوعية من التعليم للاقبال عليها حيث أنشأت قرابة 33 مدرسة دولية تديرها الوزارة.
وأوضح أنه تختلف المدارس الدولية عن التعليم الحكومى فى المنهج الدراسى الذى تقدمه المدارس الدولية واللغة المستخدمة فى التدريس، فالمدارس الأمريكية والبريطانية والكندية تقدم التعليم باللغة الإنجليزية، أما المدارس الألمانية والفرنسية فتقدم التعليم بلغتها الأم، وتعتبر شهادتى الأمريكية والبريطانية هم الأكثر انتشارًا بين شهادات التعليم الدولى فى مصر.
خبير تربوى: تغير تلك المدارس من الهوية المصرية والعربية للأطفال
ويقول الدكتور تامر شوقى، أستاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس: "تمثل المدارس الدولية إحدى صور الانفتاح الثقافى للدولة المصرية على العالم، وأثبتت هذه المدارس نجاحا كبيرا خلال منذ بدء عملها فى مصر، واستطاعت تخريج فئات من الطلاب يتمتعون بمستويات متميزة من المهارات العلمية والعقلية والسمات الوجدانية المطلوبة".
وقال أستاذ علم النفس التربوى: "شهدت المدارس الدولية فى مصر إقبال كبير من الأسر المصرية فى ضوء ما تتمتع به من مميزات منها طبيعة المناهج الدولية، وسهولة التحاق طلابها بالجامعات الدولية، فضلا عن توافر مساحات وإمكانيات لممارسة الأنشطة سواء الرياضية أو الفنية بها لا تختلف عما هو موجود عن الملاعب الرياضية أو المسارح".
وتابع الدكتور تامر شوقى: "رغم تلك المميزات إلا أن هناك بعض الشكوك حول إمكانية أن تغير تلك المدارس من الهوية المصرية والعربية للأطفال وأولياء الأمور فى نفس الوقت من خلال عدة أساليب منها : طبيعة المناهج والتى تتبع نظم تعليم أجنبية ( سواء بريطانية أو أمريكية أو كندية أو غير ذلك) والتى قد تحمل قيما تختلف عن القيم المصرية الأصيلة ولا يقتصر الأمر فقط على طبيعة الدروس التى تتضمنها المناهج الدراسية ولكن هناك ما يسمى بالمنهج الخفى، والذى يتم فيه نقل معلومات وسلوكيات قد لا تتفق مع الثقافة المصرية للطلاب والتى ترتبط بشكل غير مباشر بمحتوى المنهج".
وأكد أنه تستعين الكثير من المدارس الدولية فى مصر بمعلمين أجانب يحملون قيم وثقافات مغايرة للقيم والثقافة المصرية والعربية ودراسة الطفل منذ مرحلة رياض الأطفال لمناهج مستوردة من دول أجنبية يخلق لديه نوع من الصراع بين الانتماء لتلك الدول والانتماء إلى ثقافته المصرية التى قد لا يعلم عنها شيئا وتوجيه المدارس الدولية الطلاب إلى منصات تعليمية أجنبية أو حتى الاستعانة ببعض الأفلام الوثائقية الأجنبية المرتبطة بالمنهج الدراسى يسهم فى تعميق أزمة الهوية وضعف رقابة وزارة التربية والتعليم على تلك المدارس وما تقوم به من ممارسات يسهم فى اضطراب الهوية لدى الأطفال.
وأشار إلى أنه على الرغم من سعى وزارة التربية والتعليم المصرية إلى تدريس مقررات اللغة العربية والتربية الدينية والدراسات الاجتماعية أو التاريخ فى المدارس الدولية منذ العام الدراسى 2024 ودمجها ضمن المجموع، إلا أن الوزن النسبى لهذه المولد حوالى 20% يعتبر أقل من الوزن النسبى للمقررات الأخرى الأجنبية والتى تمثل 80%.
اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أى مخالفات
وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى أكدت على أن هناك رقابة صارمة على كل ما يتم داخل المدارس الدولية خاصة ما يتعلق بالأنشطة والأمور الخاصة بتعزيز الثقافة والهوية المصرية ويتم اتخاذ إجراءات صارمة على أى مدرسة تبث أفكارا سلبية أو تعمل على تغيير الهوية لدى الطلاب، ولأول مرة تم الاهتمام بالمواد التى تعزز من الهوية المصرية وإدخالها ضمن المجموع الكلى للطالب، مع إجبار جميع المدارس على تدريس مواد الدراسات الاجتماعية والتربية الدينية واللغة العربية للصفوف فى المراحل الابتدائية والإعدادية والتاريخ والعربى فى المرحلة الثانوية ودخولهم ضمن مجموعة الطالب الكلى بما يعادل 20%.
وأشارت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، إلى أنه يتم مراجعة الكتب بصفة دورية التى تأتى من الخارج للتأكد من مطابقتها للمواصفة وحفاظها على القيم والهوية المصرية.