تتصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا بعد تبادل التهديدات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو ، وبينما تتحدث واشنطن عن عمليات قتالية حاسمة وتهديد بتدخل عسكرى او عمليات استخباراتيه ، يرد مادورو متحديا ، بالدعوة لشعب فنزويلا بالنزول فى مظاهرات واضراب عام اذا تم الإطاحة به على يد ترامب، بالإضافة إلى إعلانه بأن لديه 5 آلاف صاروخ روسى مضاد للطائرات.
وتعيش أمريكا اللاتينية على وقع تصعيد عسكرى بين واشنطن وكاراكاس بعد أن وجه الرئيس الأمريكي ، سلسلة من التهديدات ضد فنزويلا واصفا مادورو بأنه ديكتاتور متورط فى تجارة المخدرات والإرهاب العابر للحدود.
وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أعلن ترامب أنه أعطى الضوء الأخضر للبدء في عمليات قتالية موجهة في منطقة الكاريبي، تستهدف ما وصفه بشبكات الكارتلات المدعومة من الجيش الفنزويلي ، مؤكدا أن الوجود البحرى الأمريكي فى المنطقة ليس استعراضا للقوة بل خطوة تمهيدية لعمليات ميدانية أكثر حسما.
وأضاف ترامب بلهجة صارمة: لقد حان الوقت لوقف تهريب السموم إلى الولايات المتحدة. البحر كان أولاً، والبر سيكون التالي. نحن لا نحتويهم… نحن نُبيدهم.
وجاء تصريح ترامب بعد سلسلة من الهجمات على تسع سفن في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها كانت محمّلة بالمخدرات ومرتبطة بعناصر من كارتل دي لوس سوليس، وهو التنظيم المتهم بتمويل النظام الفنزويلي.
من جانبه، لم يتأخر رد نيكولاس مادورو، الذي ظهر في خطاب جماهيري بثّه التلفزيون الرسمي وسط أنصاره، ليؤكد أن بلاده مستعدة لكل الاحتمالات، معلنا أنه يملك 5 صاروخ روسى مضاد للطائرات ، تم نشرها في مواقع استراتيجية لحماية البلاد من أي عدوان خارجي.
وقال مادورو متحديًا: أنا لست من الأثرياء ..أنا الشعب ، واذا تجرأوا على إسقاطى فسيبدأ الشعب ثورته الكبرى، وأضاف مخاطبًا الطبقة العاملة والجيش الفنزويلي اُصدر الأمر التاريخي: إذا سقطت الحكومة، فلتُعلنوا الإضراب العام الثوري.
ورغم أن البيت الأبيض لم يعلن رسميًا عن نية التدخل البري، إلا أن مؤشرات التحرك الميداني تزداد وضوحًا. فقد رصدت أنظمة الدفاع الفنزويلية طائرتين أمريكتين من طراز B-1B تحلقان قرب جزيرة مارجريتا، وهو ما فسره محللون بأنه اختبار لقدرات الدفاع الجوي الفنزويلي.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه فنزويلا أزمة داخلية خانقة بعد الانتخابات المثيرة للجدل في يوليو 2024، التي أعلن فيها مادورو فوزه وسط اتهامات واسعة بالتزوير من قِبل المعارضة والمجتمع الدولي، فيما لجأ مرشح المعارضة إدموندو جونزاليس أوروتيا إلى المنفى في إسبانيا.
على الصعيد الشعبي، تتزايد المخاوف من انزلاق البلاد إلى مواجهة مفتوحة، خاصة بعد أن دعا مادورو أنصاره إلى التسلح دفاعًا عن الثورة، في المقابل، تؤكد مصادر دبلوماسية في واشنطن أن أي تدخل عسكري مباشر سيكون محدودًا ومركزا على ضرب شبكات تهريب المخدرات وليس على احتلال فنزويلا.
ومع تصاعد الخطاب بين الطرفين، يرى مراقبون أن الأزمة تجاوزت حدود التصريحات الإعلامية لتتحول إلى مواجهة جيوسياسية كبرى بين واشنطن وموسكو — الداعم العسكري الرئيسي لكاراكاس — مما ينذر بمرحلة جديدة من التوتر في نصف الكرة الغربي قد تعيد أجواء الحرب الباردة بوجهها اللاتيني.