على وقع التحديات المناخية المتصاعدة، وبخطوات استباقية تحول التهديد إلى فرصة، أعلنت وزارة الموارد المائية والري حالة الطوارئ القصوى، فمع اقتراب موسم الشتاء واحتمالية تكرار ظواهر السيول والأمطار الغزيرة، رفعت الوزارة حالة الاستنفار الكامل في جميع الأجهزة المعنية. تأتي هذه التدابير الصارمة لضمان أمن المواطنين وحماية البنية التحتية، وتؤكد التزام الدولة بتحويل مياه الأمطار العابرة من قوة مدمرة محتملة إلى مورد استراتيجي يغذي الخزانات الجوفية.
خطة متكاملة تشمل تطهير أكثر من مائة مخر سيل
أكد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري أن الاستعدادات لم تعد مجرد إجراءات روتينية، بل خطة متكاملة تشمل تطهير أكثر من مائة مخر سيل وتجهيز مئات المنشآت الهندسية، في سباق مع الزمن لضبط إيقاع الطبيعة وحصاد كل قطرة ماء فكيف تستعد مصر لمواجهة الشتاء ؟
وشدد الوزير على أهمية العمل المشترك والتنسيق الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة لتوحيد الجهود، وضمان أقصى درجات الجاهزية واليقظة، والاستجابة السريعة لأي مستجدات طارئة قد تحدث خلال الموسم، لمواجهة التحديات المحتملة بكفاءة وفعالية عالية.
مراجعات دورية وشاملة لكافة مخرات السيول
وتتضمن حزمة الإجراءات التي أقرتها الوزارة مراجعات دورية وشاملة لكافة مخرات السيول، والقيام بأعمال تطهير المصارف، والتأكد من الجاهزية التامة لمحطات الرفع والمعدات للتعامل الفوري مع أي ارتفاع مفاجئ في مناسيب المياه.
كما وجه سويلم باستمرار أعمال المرور والمتابعة الدقيقة على الطبيعة من جانب أجهزة الوزارة، للتأكد من نهو أعمال تطهير مخرات السيول البالغ عددها 119 مخر سيل وبأطوال تصل إلى 336 كيلومتراً قبل بدء الموسم، بالإضافة إلى التأكد من جاهزية منشآت الحماية والبحيرات الصناعية أمام السدود لاستقبال مياه السيول.
وتولي وزارة الري أهمية قصوى لجهود الحماية والاستفادة من المياه، حيث نجحت في تنفيذ أكثر من 1648 منشأ للحماية من أخطار السيول بمختلف المحافظات المعرضة لها.
أعمال الحماية وحصاد مياه الأمطار
وتتصدر محافظات شمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر ومطروح قائمة المستفيدين من أعمال الحماية وحصاد مياه الأمطار، حيث تضمنت هذه الأعمال إقامة 1363 عملًا صناعيًا بسعة تخزينية إجمالية تقدر بـ160 مليون متر مكعب. شملت هذه المنشآت إنشاء 81 سدًا، و67 بحيرة صناعية، و242 بحيرة جبلية، و659 خزانًا أرضيًا، فضلاً عن 111 بئر نشو، وغيرها من المنشآت الهادفة للحماية وتغذية الخزانات الجوفية.
كما يجري العمل حالياً على إنشاء 53 عملًا صناعيًا جديدًا بسعة تخزينية إجمالية 25 مليون متر مكعب، وتأهيل ورفع كفاءة 5 أعمال أخرى بسعة 17 مليون متر مكعب.
وتعزيزاً لدورها الاستباقي، يقوم مركز التنبؤ بالفيضان التابع للوزارة بتوفير تنبؤات دقيقة بكميات ومواقع هطول الأمطار قبل حدوثها بثلاثة أيام، وتقديم هذه البيانات بشكل فوري لكافة الوزارات والمحافظات والجهات المعنية، لتمكينها من اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة.
وفي سياق متصل، أكد الوزير على جاهزية غرف العمليات لتلقي البلاغات والتعامل معها على مدار الساعة، لضمان استجابة فورية وفعالة لأي طارئ.
وتؤكد هذه الإجراءات الشاملة التزام الوزارة ليس فقط بالتخفيف من الآثار السلبية للسيول، ولكن أيضاً بالاستفادة من مياه الأمطار في الأغراض الزراعية وتغذية المخزون الجوفي.
