الإثنين، 20 أكتوبر 2025 07:25 م

كلمة الرئيس وحكمته.. 27 دقيقة من الوعى والبصيرة.. قيادة تعرف متى تتكلم ومتى تختار الصمت؟.. الأزمات تفرز رجالها والرئيس السيسي وضع مسارات تجاوزها بقدرة وكفاءة.. ومنهج الثبات يحفظ للدولة هيبتها

كلمة الرئيس وحكمته.. 27 دقيقة من الوعى والبصيرة.. قيادة تعرف متى تتكلم ومتى تختار الصمت؟.. الأزمات تفرز رجالها والرئيس السيسي وضع مسارات تجاوزها بقدرة وكفاءة.. ومنهج الثبات يحفظ للدولة هيبتها الرئيس عبد الفتاح السيسي
الإثنين، 20 أكتوبر 2025 03:00 م
كتبت إحسان السيد
في 27 دقيقة، وثوانٍ معدودة، كان الحديث عن "الكلمة" هو المحور الأهم الذي اعتبره الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بالندوة التثقيفية الـ42 التي نظمتها القوات المسلحة، في إطار احتفالات مصر بالذكرى الثانية والخمسين لنصر أكتوبر المجيدة.
 
"الكلمة" اعتبرها الرئيس السيسي "مسؤولية كبيرة" قد تشعل دولة، أو تبني أخرى، متطرقًا لأهمية الوعي ودوره في بناء الرأي العام في المجتمع، وسط التحديات الكبيرة، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الإقليمية التي يواجهها، وتستدعي أن يكون مواطنيه أكثر فهمًا لما يدور حوله وكيف تنعكس هذه التحديات عليه.
ومن مسؤولية الكلمة التي تحدث عنها الرئيس، مطالباً الجميع، من إعلاميين وفنانين وقادة رأي، بتحملها، تتجلى فلسفة الرئيس التى لا تفصل بين القول والفعل وتتجلى أيضا "بصيرته"، في اختيار توقيت الكلمة أيضا.. ماذا يقول، ومتي؟!..
 
في كل أزمة تختبر الشعوب قادتها، وتختبر القيادة ببصيرتها قبل قراراتها.. وإذا رجعنا بالزمن عامين للوراء وتأملنا موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي من الحرب على قطاع غزة، ندرك جيدًا أنه اختار طريق العقل لا العاطفة، والاتزان لا الانفعال، ففي الوقت الذي علت فيه أصوات تدعو إلى الزج بمصر في ساحة الحرب، ظل الرئيس يتحدث بمسؤولية "الكلمة المناسبة في التوقيت المناسب"، ليواجه الإدعاءات والضغوط بهدوء القائد الحكيم، مؤكدًا أن مصر لم ولن تقصر يومًا في دعم القضية الفلسطينية، لكنها في الوقت ذاته لن تفرط في أمن 110 ملايين مواطن ومستقبل أمة.
 
وهي الرسالة ذاتها التي أعادها في كلمته بالندوة التثقيفية، حين قال إن كل خطوة "تُدرس بدل المرة 100 مرة"، لتؤكد أن الحكمة ليست ترددًا، بل شجاعة الاختيار الصحيح في أصعب اللحظات والتحديات..
 
ووسط هذه التحديات واللحظات الصعبة، لم تعرف الرؤية المصرية طريق الانفعال، ولم تلتفت لضجيج الأصوات المطالبة بالمغامرة، فكان الرئيس عبد الفتاح السيسي يختار لغة الدولة، متحدثًا بعقل يرى الصورة كاملة لا زاوية واحدة منها، دون مساومة على الثوابت، ودون تخل عن الالتزام التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، لكنه أدرك أن مسؤولية القيادة لا تدار بالاندفاع.
 
 
هذه الحكمة والبصيرة، هى التي جعلت من مصر لاحقًا منصة للسلام في شرم الشيخ، حين اجتمع العالم على أرض السلام لوقف نزيف الدماء في قطاع غزة بعد عامين من الحرب، بدبلوماسية هادئة لا تعرف الصدام، وبلغة العقل والمسؤولية.
 
ولم تكن بصيرة الرئيس السيسي مجرد مواقف طارئة، بل منهج قيادة يدرك أن الثبات والقدرة على التحمل في زمن العواصف هو أعظم أشكال القوة، ليتحول هذا الثبات إلى سياسة، والتحمل إلى أداة من أدوات القوة السياسية التي تحفظ للدولة هيبتها وتوازنها..
وهكذا، أصبحت الحكمة ليست فقط سمة شخصية للرئيس، بل قوة ناعمة تمارسها مصر في محيطها، تثبت من خلالها أن القيادة الحقيقية لا ترفع الصوت، بل ترفع "الوعي".
 
"عمري ما فكرت اخدكم وأدخل بيكم في الحيط"، لم تكن مجرد عبارة عابرة في سياق كلمة الرئيس، بل تعبيرًا عن فلسفة قيادة تُدرك مسؤولية القرار قبل أن تتخذه، ليؤكد أن الإدارة الواعية للدولة تقوم على العلم والتخطيط لا على العشوائية أو الارتجال.
 
لتتحول حكمة القيادة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أحد أهم مصادر قوتها الناعمة، فمصر لم تعد تُقاس فقط بما تمتلكه من جيش أو موارد، بل بما تملكه من قدرة على توجيه المواقف وصياغة التوازنات في منطقة تموج بالصراعات.
 
وما بين 2011 واليوم، لم تكن هذه البصيرة موقفًا عابرًا فرضته الأزمات، بل نهجًا ثابتًا يؤكد أن القيادة الراسخة لا تتغير بتغير الظروف، بل تزداد عمقًا وصلابة مع كل اختبار جديد، وأن الوعي هو السلاح الحقيقي الذي يحصن الأمة من الفوضى..
 
في نهاية المشهد، تبدو حكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي ليست استجابة لأزمة عابرة، بل رؤية متكاملة لبناء دولة تعرف أين تقف وإلى أين تمضي، وسط عالم يتغير بسرعة ويختبر صلابة القادة كل يوم.
 
فالحكمة هنا ليست نقيض القوة، بل جوهرها الحقيقي..
 
وفي كلمته التي لم تتجاوز 27 دقيقة، كان الرئيس يتحدث عن التاريخ، لكنه في الحقيقة كان يرسم خريطة المستقبل.. مستقبل تصان فيه الدولة بالوعي، وتقاد فيه الأزمات بالبصيرة، لا بالصوت العالي ولا بالانفعال، بل بعقل يعرف أن أعظم الانتصارات تبدأ من فكرة حكيمة.
فكرة حكيمة لا تنفصل عن العمل، فكرة تقوم على أن البناء لا يتوقف، وأن الحلم مسؤولية وطنية تستمد قوتها من الإيمان بالمستقبل، وإن "الدولة عشان تقوم تحتاج همة من حديد لا تلين أبدا.
 

موضوعات متعلقة :

الرئيس السيسى يستعرض آليات تعظيم الاستفادة من أصول الأوقاف والفرص الاستثمارية

الرئيس السيسى يوجه بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والخطباء والدعاة

الرئيس السيسى يؤكد أهمية الاستمرار فى جهود التحصين والوقاية من الفكر المتطرف

الرئيس السيسى يجتمع بوزير الأوقاف لمتابعة ملفات عمل الوزارة

رئيس الجالية المصرية بجدة: الرئيس السيسى أكد أهمية الوعى فى زمن الحروب المعقدة

الرئيس السيسى يستعرض آليات تعظيم الاستفادة من أصول الأوقاف المصرية والفرص الاستثمارية.. ويوجه بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والخطباء والدعاة والعمل على مواجهة التطرف الدينى بكل صوره والتصدى للسلوكيات السلبية

الرئيس السيسى فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة: أشعر بمعاناة المواطنين لأننى واحد منهم.. وتجاوز هذه المرحلة الصعبة سيكون بعون الله وبجهد المصريين وإخلاصهم.. والدولة ماضية في تجاوز التحديات وبناء مستقبل مشرق

الرئيس السيسى فى افتتاح النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية: تفاقم الاستقطاب الدولى أضعف قدرة المؤسسات متعددة الأطراف على أداء دورها.. وأفريقيا فى صدارة المتأثرين من الظروف الدولية بما يؤجج العنف

الرئيس السيسى بالندوة التثقيفية للقوات المسلحة: أوعوا تنسوا كرم ربنا وفضله على بلدنا والحفاظ عليها.. ويقسم: والله والله والله كرم ربنا عدى البلد على خير بعد عام 2011.. ويؤكد: "متفائل جدا بحالنا دلوقتى".. فيديو

أفريقيا تملك مفاتيح الإصلاح.. سياسيون: كلمة الرئيس السيسى فى منتدى أسوان للسلام تعيد تعريف القارة كقوة فاعلة فى تشكيل النظام العالمى الجديد.. والمنتدى منصة مهمة لتبادل رؤى التنمية وخارطة إعادة التوازن الدولى


الأكثر قراءة



print