- الصحف العبرية: نتنياهو يتجنب إثارة غضب البيت الأبيض
بعد 24 ساعة ساخنة في قطاع غزة وخروقات إسرائيلية لاتفاق وقف النار خلفت مزيد من الشهداء، عاد الهدوء الحذر للقطاع، تزامنا مع زيارة للمبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر لتل أبيب لبحث عملية البدء في المرحلة الثانية للمفاوضات.
وكشفت تقارير صحفية إسرائيلية، الإثنين، أن الولايات المتحدة تلعب الدورا الأساسي في تهدئة الأوضاع بقطاع غزة، حيث باتت إسرائيل تتجنب تنفيذ عمليات عسكرية واسعة من دون موافقة مسبقة من واشنطن، ووفقا لمعاريف، إن إسرائيل تباطأت في الرد العسكري على أحداث رفح الأمنية التي وقعت الأحد، مرجعة ذلك إلى رفض المستوى السياسي المصادقة على خطط هجومية واسعة خوفا من المساس باتفاق وقف إطلاق النار، وإثارة غضب البيت الأبيض.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع تنفيذ عمليات جديدة في رفح أو مناطق أخرى من دون موافقة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أصبحت، صاحبة القرار الأعلى في إدارة الصراع، موضحة أن واشنطن "تفرض انضباطا ميدانيا صارما على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني"، بالتنسيق مع الوسطاء من مصر وقطر.
وبالتزامن مع ذلك أكدت إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم مع غزة "بشكل كامل وفقا للاتفاق الموقع" الذي بدأ تنفيذه في 10 أكتوبر، وإبقاء معبر رفح مغلقا. وجاء الإعلان الإسرائيلي الإثنين تزامنا مع وصول المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى إسرائيل. وأعلن متحدث باسم سفارة واشنطن أن هدف الزيارة إجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين حيال الوضع في غزة.
وأعلنت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، مبعوثا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصلا إلى إسرائيل. وتأتي زيارة المبعوثات الأمريكيان لبدء مناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة التي طرحها ترامب الشهر الماضى، حيث تأمل الإدارة الأمريكية أن تؤدي هذه المرحلة لاحقاً إلى توسع اتفاقيات السلام مع إسرائيل.
ونصت المرحلة الثانية من خطة ترامب "للسلام"، على عدة نقاط أبرزها إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، فضلا عن إعادة إعمار القطاع الفلسطيني المدمر، ونزع سلاح حماس والفصائل المسلحة الأخرى، فضلا عن تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية تدير السلطة في غزة.
ووصف جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره، حال قطاع غزة، بعد أكثر من أسبوع على زيارته لغزة مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، عقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مشيرا إلى حجم الدمار الهائل في القطاع، قائلاً : وكأن قنبلة نووية انفجرت هناك”،
وأضاف: "بدا الأمر كما لو أن قنبلة نووية فُجّرت في تلك المنطقة، ثم رأيت الناس يعودون أدراجهم.. فسألتُ الجيش الإسرائيلي: إلى أين يذهبون؟.. فقالوا لي إنهم يعودون إلى المناطق التي كانت فيها منازلهم المدمرة، إلى أرضهم، لينصبوا خيمة فوق الأنقاض".
وأكد مستشار ترامب الخاص أن المشهد كان محزناً للغاية، لاسيما أن كل شيء كان مدمراً، وأضاف: "إنه لأمر محزن للغاية، لأنك تفكر في نفسك وتقول ليس لديهم أي مكان آخر يذهبون إليه".
ورغم ذلك رفض كوشنر الإقرار بأن ما حصل في غزة كان إبادة جماعية، كذلك فعل ويتكوف الذي قاد جهوداً حثيثة للتوصل إلى اتفاق غزة، إذ أجاب حين سئل حول ما إذا كان يعتقد أن ما جرى في غزة إبادة جماعية، بالنفي.
كما كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، نقلا عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، عن استياء واسع داخل المؤسسة الأمنية من قرار الحكومة استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك بناء على طلب مباشر من واشنطن.
وأكد المسؤولون للصحيفة أن "المؤسسة الأمنية تشعر بالإحباط العميق من حجم التدخل الأمريكي في قرارات تل أبيب"، مشيرين إلى أنه "لم يعد هناك أي شك في أن إسرائيل لا يمكنها التحرك ميدانيا داخل غزة من دون موافقة مسبقة من الإدارة الأمريكية".