الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 12:03 ص

برلمان بلا أغلبية.. التعددية وروح التوافق تُسيطر على تشكيل مجلس الشيوخ 2025.. "مستقبل وطن" يحظى بالأكثرية بنسبة 39%.. حسام الخولى: "الشيوخ" مجلس حكماء وأفكار لا ساحة صراع سياسى.. وهلال: لا اتجاه لتشكيل تحالفات

برلمان بلا أغلبية.. التعددية وروح التوافق تُسيطر على تشكيل مجلس الشيوخ 2025.. "مستقبل وطن" يحظى بالأكثرية بنسبة 39%.. حسام الخولى: "الشيوخ" مجلس حكماء وأفكار لا ساحة صراع سياسى.. وهلال: لا اتجاه لتشكيل تحالفات مجلس الشيوخ
الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 08:00 م
كتبت نورا فخري - إيمان علي
يشهد مجلس الشيوخ في فصله التشريعي الثاني لعام 2025 مشهدا سياسيا يتسم بغياب الأغلبية البرلمانية التقليدية، واعتماد نظام "الأكثرية" كآلية لإدارة التوازن داخل المجلس، ويشكل هذا المشهد امتدادا لمسار ترسخ الممارسة الديمقراطية داخل المؤسسة التشريعية، ويعبر عن قدرة مجلس الشيوخ على إدارة التعددية السياسية بروح من الحوار والتفاهم، بما يعزز ثقافة العمل المشترك ويسهم في بلورة رؤى متوازنة تخدم الصالح العام
 
وتصدر حزب مستقبل وطن خريطة التمثيل الحزبي في مجلس الشيوخ بحصوله على 118 مقعدا، ليحافظ على مكانته كأكبر الكيانات السياسية داخل المجلس، دون أن يصل إلى نسبة الـ50% من إجمالي المقاعد، وهو ما منحه لقب "الأكثرية البرلمانية". 
 
ويأتي بعده حزب حماة الوطن في المرتبة الثانية بـ72 مقعدا، ثم حزب الجبهة الوطنية بـ45 مقعدا، فيما توزعت بقية المقاعد بين أحزاب الشعب الجمهوري (14 مقعدًا)، والمصري الديمقراطي الاجتماعي (7 مقاعد)، والوفد (6 مقاعد)، والعدل والإصلاح والتنمية (5 مقاعد لكل منهما)، وحزبي المؤتمر والتجمع (3 مقاعد لكل حزب)، إضافة إلى مجموعة من الأحزاب الاخري التي حصلت على مقعد أو مقعدين، مثل النور، الحرية، المصريين الأحرار، والوعي، وغيرها.
 
وبذلك يستحوذ حزب مستقبل وطن منفردا على نحو 39.3% من مقاعد المجلس، ليشكل أكثرية برلمانية واضحة، بينما تبلغ نسبة حماة الوطن حوالي 24%، والجبهة الوطنية نحو 15%. 
 
وتعد هذه التركيبة البرلمانية تمثل تحولا نوعيا في المشهد السياسي المصري، إذ تجمع بين الاستمرارية في الخبرات التشريعية وتجديد الدماء السياسية، مع توسيع قاعدة المشاركة لتشمل طيفاً واسعاً من الأحزاب المدنية والليبرالية والمحافظة.
 
وفي تعقيبه على هذه التطورات،أكد النائب حسام الخولي، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، أن الحزب لا ينظر لمسألة الأكثرية من زاوية الهيمنة العددية، بل من زاوية المسؤولية الوطنية، مشدداً على أن مجلس الشيوخ هو مجلس حكماء وأفكار لا ساحة صراع سياسي.
وقال الخولي:"في الفصل التشريعي الأول كنا أكثرية أيضاً، ولم يكن هناك أي صراع بين الأحزاب تحت القبة، بل لقاء دائم على أرضية وطنية مشتركة، وهو ما نؤكد عليه مجدداً في هذه الدورة."
 
أيضا، أكد النائب عصام هلال، عضو مجلس الشيوخ وأمين التنظيم بحزب مستقبل وطن، أن غياب الأغلبية لا يؤثر على فاعلية المجلس، مشيراً إلى أن فكرة الأغلبية والمعارضة لم تعد بالمعنى التقليدي، خاصة في مجلس الشيوخ الذي يغلب عليه طابع الحوار الوطني والتوافق.
 
وعن إمكانية تشكيل تحالف برلماني تحت قبه الشيوخ قال هلال: "لا نرى أن وجود ائتلاف بالمعنى التقليدي ضروري، فالمواقف داخل المجلس تتحدد وفق القضايا المعروضة، الأساس هو المصلحة العامة وما يخدم الوطن والمواطن" 
 
وأضاف أن المرحلة الحالية تشهد حالة من النضج السياسي بين الأحزاب، خاصة بعد نتائج الحوار الوطني، حيث أصبحت مساحات الاتفاق أكبر من الاختلاف، لافتا إلى أن الملتقيات السياسية لحزب مستقبل وطن أصبحت بمثابة مدرسة في تطوير الحياة الحزبية وتعزيز ثقافة التنسيق والعمل المشترك.
 
من جانبه، أوضح الدكتور صلاح فوزي، الفقيه الدستوري، أن هناك فرقاً جوهرياً بين مفهومي الأغلبية والأكثرية في النظم البرلمانية، فـ"الأغلبية" تعني حصول حزب واحد على أكثر من 50% من إجمالي مقاعد المجلس، بما يتيح له تمرير القرارات أو تشكيل الحكومة منفرداً،أما "الأكثرية" فتعني أن الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد دون تجاوز النصف يعد حزب الأكثرية، كأن يحصل على 40% أو 45% من المقاعد، وهو ما ينطبق على حزب مستقبل وطن داخل مجلس الشيوخ.
 

الأكثر قراءة



print