وأجمعت وسائل الإعلام الإسبانية والإيطالية والفرنسية والألمانية على أن القاهرة نجحت في جمع أطراف الصراع بعد شهور من المفاوضات المكثفة، لتضع العالم أمام فرصة حقيقية لإنهاء دوامة العنف وإطلاق عملية سلام شاملة.
وقالت صحيفة البيريوديكو الإسبانية إن القمة تمثل لحظة حاسمة فى مسار الصراع الفلسطينى الإسرائيلى ، مؤكدة أن القاهرة لعبت دور الوسيط الرئيسى منذ اندلاع الحرب، من خلال جهود دبلوماسية معقدة أدت إلى التوصل إلى وقف اطلاق النار والافراج عن أولى دفعات الرهائن .
وأضافت الصحيفة أن مشاركة أكثر من 20 من قادة العالم من الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة تؤكد الثقة الدولية في القيادة المصرية ودورها المركزي في إدارة الأزمات الإقليمية.
أما صحيفة الجورنال الإيطالية فقد وصفت القمة بأنها تاريخية من أجل السلام ، مشيرة إلى أن مدينة شرم الشيخ تعود لتكون منصة عالمية للحوار كما كانت فى تسعينات القرن الماضى ، وأشادت بمشاركة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلونى التى عبرت عن دعم بلادها للمبادرة المصرية واستعدادها للمساهمة في إعادة إعمار غزة ضمن خطة أوروبية مشتركة تستهدف التنمية الاقتصادية والإنسانية في القطاع.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة كورييرى ديلا سيرا تقريرا موسعا اعتبرت فيه أن زيارة ميلونى إلى شرم الشيخ تعبر عن التزام إيطاليا الواضح بدعم الجهود الدبلوماسية المصرية لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط، لافتة إلى أن القاهرة استطاعت جمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة بعد أشهر من المشاورات فى خطوة وصفتها بأنها لحظة فارقة فى مسار السلام العربى الإسرائيلى.
وأضافت الصحيفة أن ميلوني ستؤكد في كلمتها دعم الاتحاد الأوروبي لخطة مصر، مع استعداد روما للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار وتعزيز التعاون الاقتصادي، بما يفتح صفحة جديدة من العلاقات الإقليمية.
وفي إيطاليا أيضًا، كتبت صحيفة لا ريبوبليكا أن مشاركة ميلوني في القمة تمثل رسالة تقدير من روما إلى القاهرة، التي لعبت دورًا أساسيًا في وقف إطلاق النار وضمان التهدئة، مؤكدة أن القمة تعكس مكانة مصر كقوة إقليمية فاعلة في إدارة النزاعات وتعزيز الحوار بين الشرق والغرب.
ومن جانبها ، وصفت صحيفة لابانجورديا الإسبانية القمة بأنها لحظة مفصلية فى تاريخ الشرق الأوسط ، مشيرة إلى أن مصر نجحت فى توظيف ثقلها الإقليمى لإقناع الأطراف المتنازعة بالجلوس على طاولة واحدة.
أما صحيفة إلموندو الإسبانية فأكدت أن إسبانيا كانت من أوائل الدول الأوروبية التي رحبت رسميًا بالاتفاق المبدئي، مشيرة إلى أن مشاركة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز تمنح بعدًا سياسيًا أوروبيًا جديدًا للجهود الدولية، وتُظهر التنسيق الوثيق بين مدريد وبروكسل والقاهرة لدعم خطة إنسانية لإعادة تأهيل القطاعين الصحي والتعليمي في غزة.
وفى فرنسا تناولت صحيفة لوموند القمة معتبرة أن مصر أثبتت أنها الوسيط الأكثر موثوقية فى الأزمة إذ تمكنت من الحفاظ على توازن دقيق بين واشنطن والعواصم العربية ، بينما ركزت الصحف الألمانية مثل برلينر تسايتونج على أن القاهرة نجحت في تخفيف حدة التوتر وتمهيد الطريق أمام اتفاق سلام دائم بإشراف دولي، ووصفتها بأنها قوة دبلوماسية إقليمية لا غنى عنها.