الإثنين، 13 أكتوبر 2025 12:18 ص

من مؤتمر صانعى السلام 1996 إلى قمة الإثنين.. شرم الشيخ محط أنظار العالم من جديد.. يورونيوز: القمة تضيف زخما لاتفاق إنهاء الحرب فى غزة بعد عامين من الدمار.. وسفراء أجانب يشيدون بجهود مصر فى إنجاز اتفاق السلام

من مؤتمر صانعى السلام 1996 إلى قمة الإثنين.. شرم الشيخ محط أنظار العالم من جديد.. يورونيوز: القمة تضيف زخما لاتفاق إنهاء الحرب فى غزة بعد عامين من الدمار.. وسفراء أجانب يشيدون بجهود مصر فى إنجاز اتفاق السلام علم مصر
الأحد، 12 أكتوبر 2025 10:00 م
كتبت ريم عبد الحميد - وكالات
تتجه أنظار العالم اليوم، الاثنين، إلى مدينة شرم الشيخ التى تستضيف حدثاً تاريخياً حول السلام برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الأمريكى دونالد ترامب، ومشاركة قادة بارزين فى مقدمتهم رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر والرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون ورئيس وزراء أسبانيا بيدرو سانشيز ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلونى.
 
وتهدف قمة شرم الشيخ للسلام إلى إنهاء الحرب فى قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمى. وتأتى هذه القمة فى ضوء رؤية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتحقيق السلام فى المنطقة، وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم.
 
تعيد القمة المرتقبة إلى الأذهان مشهد قادة العالم مجتمعين فى المدينة نفسها، شرم الشيخ، قبل ما يقرب من 20 عاماً، وتحديداً فى مارس 1996، عندما جاء الرئيس الأمريكى آنذاك بيل كلينتون  للمشاركة فى مؤتمر "صانعى السلام". حضر هذا المؤتمر أيضا الرئيس الروسى بوريس يلستن والرئيس الفرنسى جاك شيراك والمستشار الألمانى هيلموت كول والرئيس التركى سليمان ديميريل والعاهل الأردنى الملك حسين والعاهل المغربى لملك الحسن الثانى وملك البحرين حمد بن عيسى والأمين العام للمتحدة بطرس غالى، ورئيس الوزراء الإسرائيلى شيمون بيريز والرئيس الفلسطينى ياسر عرفات. وكان الهدف من مؤتمر صناع السلام دعم السلام سياسياً واقتصادياً فى الشرق الأوسط وتشكيل لجنة لمحاربة الإرهاب.
 
تختلف قمة السلام هذه المرة فى كونها تأتى بعد حرب إسرائيلية طاحنة على قطاع غزة دمرت أغلبه على مدار عامين، وحصار وتجويع للفلسطينيين وإبادة جماعية ومحاولات لتهجيرهم قسراً من أرضهم، والتى تصدت لها مصر بقوة وأعلنت مراراً وبكل وضوح أن التهجير "خط أحمر". كما أنها تأتى بعد مفاوضات مضنية، بوساطة مصرية فى سبيل وقفها وسط تعنت إسرائيلى وصعوبات كثيرة، لكن القاهرة نجحت فى تحويل مقترح ترامب للسلام فى غزة إلى "اتفاق شرم الشيخ" الذى أوقف الحرب الدموية. 
 
ويقول موقع يورو نيوز إن المحللين يتوقعون أن تضيف القمة، بدعمها الدولى،  المزيد من الزخم وتجلب الوضوح النهائى لاتفاق السلام، خاصة مع وجود جوانب صعبة تتعلق بالأمن والحكم فى القطاع وإعادة الإعمار، والتى لا تزال عالقة.
 
وأشادت الصحف الأمريكية بدور ترامب فى التوصل إلى الاتفاق، وقالت مجلة تايم إنه بعد خمس سنوات على اتفاقات أبراهام، التى أسست لعلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، والتى كانت الإنجاز الدبلوماسى الأبرز لإدارة ترامب الأولى، فإن ترامب عاود الإشادة بنجاحه غير المتوقع فى دبلوماسية الشرق الأوسط، واعترف حتى معارضيه الديمقراطيين بدوره المهم فى وقف إطلاق النار.
 
من ناحية أخرى، أشاد الدبلوماسيون الغربيون، بدور الوساطة المصرية فى التوصل إلى وقف إطلاق للنار فى غزة، معتبرين أن التوقيع على خطة السلام فى قمة شرم الشيخ خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
 
وأكد سفير ألمانيا بالقاهرة يورجن شولتس، أن قمة السلام تعد خطوة مهمة نحو السلام والاستقرار فى المنطقة، موضحا أن توقيع خطة السلام فى الشرق الأوسط بمشاركة العديد من الأطراف المعنية يعد دليلا على الالتزام الثابت للوسطاء الإقليميين وكذلك للمجتمع الدولى بمستقبل خال من العنف فى المنطقة.
 
ورأى السفير شولتس أن الوقت قد حان الآن للعمل جنباً إلى جنب على رؤية سلمية لإسرائيل وفلسطين وجعل حل الدولتين حقيقة واقعة، مشيرا إلى أن الخطوة الأولى فى هذا الاتجاه هى تبادل الأسرى الذى تم الاتفاق عليه، والذى يتعين أن يتبعه العديد من الخطوات الأخرى.
 
وأكد السفير استعداد بلاده للمشاركة فى تشكيل هذه العملية سواء من خلال دعم المحادثات السياسية أو بشكل ملموس من خلال دعم إعادة إعمار قطاع غزة.. مضيفا أن الأيام الأخيرة أظهرت أن الحوار والدبلوماسية هما أفضل أسلحتنا لضمان السلام والأمن.
 
وثمن سفير صربيا بالقاهرة ميروسلاف تشيستوفيش، جهود مصر المحورية والدؤوبة فى التوسط فى المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وأكد أن هذه الجهود تثبت التزام مصر الراسخ بتعزيز الاستقرار وخفض التصعيد فى المنطقة.
 
وأكد أن اختيار مدينة شرم الشيخ لاستضافة القمة الدولية يحمل دلالةً رمزيةً عميقة، حيث إن الموقع الجميل والتاريخى يُمثّل بيئةً مثاليةً لارتباطه الوثيق بالدبلوماسية والتعاون الدولى.
 
وأشار سفير كرواتيا بالقاهرة توميسلاف بوشنياك، إلى أن استضافة مصر قمة شرم الشيخ يؤكد مجددًا الدور الإيجابى الذى تقوم به القيادة المصرية فى السعى لإيجاد حل لهذه المشكلة المأساوية والخطيرة، موضحا أن مصر كانت من أقوى المدافعين العقلانيين عن حق الفلسطينيين فى وطن، ورائدة فى السعى لإيجاد حل سلمى.
 
وفى السياق نفسه، أكد سفير البوسنة والهرسك ثابت سوباشيتش، أن المجتمع الدولى يشهد دورًا مصريًا أكثر ديناميكيةً وفاعليةً فى الشؤون الإقليمية.. مضيفا أن قدرة وقوة مصر فى عملية السلام تحظى بتقدير كبير من قِبَل الأطراف العالمية الفاعلة. وأعرب عن اعتقاده بأن هذا هو النهج الصحيح، لأننى أؤمن بأنه بالقيادة المصرية فقط، يمكن لعملية السلام أن تسير فى الاتجاه الصحيح والإيجابى.
 

print