في إطار الحراك السياسي المتصاعد استعدادًا لانتخابات مجلس النواب 2025، عقدت الأحزاب المشاركة في تحالف "القائمة الوطنية من أجل مصر" اجتماعًا موسعًا بمقر القائمة الوطنية، لبحث توزيع المقاعد وتنسيق المواقف، وسط أجواء من الحوار الإيجابي والروح الوطنية الجامعة بين مختلف القوى السياسية.
ويُعد هذا اللقاء أول اجتماع رسمي بعد سلسلة من المشاورات غير الرسمية بين الأحزاب خلال الفترة الماضية، على أن تعقبه اجتماعات أخرى لحين الاستقرار على التشكيل النهائي للقائمة التي ستخوض الانتخابات في الأربعة دوائر المخصصة لنظام القائمة المغلقة المطلقة.
وشهد مقر القائمة الوطنية توافد قيادات الأحزاب والقوى السياسية المشاركة في التحالف، وسط أجواء من الحوار والتنسيق حول أولويات العمل الانتخابي.
واستقبل قيادات مستقبل وطن المشاركين في الاجتماع، وفي مقدمتهم النائب أحمد عبد الجواد الأمين العام ونائب رئيس الحزب، والنائب أحمد دياب الأمين العام المساعد، والنائب خالد شلبي أمين التنظيم، والمهندس أحمد أمين مسعود أمين العمل الجماهيري، والمهندس محمود طاهر الأمين المساعد لأمانة التنظيم، وعدد من قيادات الحزب.
وأكد السيد القصير، أمين عام حزب الجبهة الوطنية، أن المرحلة الراهنة التي تمر بها مصر والمنطقة بأكملها تستوجب أعلى درجات الاصطفاف الوطني، مشددًا على أن استمرار التحالف الانتخابي "من أجل مصر" بعد نجاحه الكبير في انتخابات مجلس الشيوخ يعكس إيمان الأحزاب بأن مصلحة الوطن تظل فوق أي اعتبار.
وأوضح القصير، أن التحالف تحالف انتخابي بحت هدفه التنسيق المشترك استعدادًا للاستحقاق البرلماني المقبل، مؤكدًا الدعم الكامل للقيادة السياسية في ظل التحديات الإقليمية، خاصة على صعيد القضية الفلسطينية.
وأضاف، أن التحالف اعتمد معايير دقيقة لاختيار المرشحين على أساس الكفاءة والقدرة على التفكير خارج الصندوق، مع استمرار عمل اللجان الإعلامية والتحالفية والاستشارية حتى اكتمال الاستحقاق الانتخابي بنجاح.
وقال اللواء طارق نصير، أمين عام حزب حماة الوطن، إن الاجتماع شهد أجواء إيجابية وتوافقًا واسعًا بين مختلف القوى السياسية، مؤكدًا استمرار روح التعاون التي سادت انتخابات مجلس الشيوخ السابقة.
ووجه التهنئة للرئيس والقوات المسلحة والشعب بذكرى نصر أكتوبر، مؤكدًا أن هذه الذكرى تظل رمزًا لوحدة الصف الوطني.
ولفت إلى تشكيل لجان قانونية وإعلامية لتنظيم آليات العمل المشترك، وإعداد بيان شامل وميثاق شرف سياسي يرسخ مبادئ التوافق الوطني.
وأضاف، أن انتخابات مجلس النواب المقبلة ستكون أكثر ثراءً وتنوعًا من انتخابات الشيوخ، داعيًا المصريين إلى المشاركة الفاعلة دعمًا لمسيرة الدولة واستقرارها.
ومن جانبه، قال الدكتور هيثم الشيخ، ممثل التنسيقية، إن الاجتماع جسّد حالة من التوافق الوطني والروح الإيجابية بين القوى السياسية، إذ اجتمعت المعارضة والموالاة على هدف واحد هو اختيار الأفضل لتمثيل الشعب.
وأشار إلى أن التنسيقية طرحت مطلبًا بزيادة مشاركة الشباب داخل القائمة، وهو ما قوبل بترحاب واسع، مؤكداً أن اللقاءات المقبلة ستسعى إلى تشكيل قائمة وطنية جامعة تعبّر عن مختلف فئات المجتمع.
واختتم بدعوة المواطنين إلى المشاركة الإيجابية دعمًا لمسار الدولة واستقرارها.
َوأكد المهندس حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أن الاجتماع شهد قدرًا كبيرًا من المرونة والتفاهم بين القوى السياسية، ما أسهم في الاقتراب من الشكل النهائي للقائمة.
وأشار إلى أن المرحلة تتطلب تضافر الجهود للحفاظ على استقرار الدولة ومواجهة التحديات بروح المسؤولية، داعيًا الشعب إلى النزول بكثافة لصناديق الاقتراع.
وشدد، على أهمية تمكين الوجوه الجديدة وترسيخ دعائم الديمقراطية، مؤكدًا أن الجميع قدّم المصلحة العليا للوطن على أي حسابات حزبية.
وقال محمد عطية الفيومي، ممثل حزب الحرية المصري، إن الاجتماع عكس حالة من التنوع السياسي والتوافق الوطني بين القوى المشاركة، مؤكدًا أن هذا التنوع يمثل صورة حقيقية لتمثيل مختلف فئات الشعب.
وأشار، إلى تزامن الاجتماع مع ذكرى نصر أكتوبر، موجّهًا التهنئة للرئيس والشعب المصري، ومؤكدًا أن وحدة الصف والإرادة الوطنية هي السلاح الحقيقي لعبور التحديات الراهنة.
وشدد، على أن المشاركة الواسعة في الانتخابات تمثل رسالة قوة واستقرار داخلي وخارجي، مشيرًا إلى أن المصريين يظهر معدنهم الحقيقي في أوقات الأزمات.
وأكد الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، أن "القائمة الوطنية من أجل مصر" تمثل تجربة وطنية رائدة لإثراء الحياة السياسية والحزبية، إذ تضم عددًا كبيرًا من الأحزاب الوطنية التي تتفق جميعًا على هدف إعلاء مصلحة الوطن.
وأوضح غنيم، أن هذا التكتل يسهم في تفعيل المشاركة الحزبية داخل البرلمان، ويعزز مفهوم العمل البرلماني الجماعي القائم على الحوار والتوافق، مؤكدًا أن التنسيق الحالي يرسخ ثقافة التعددية السياسية ويعزز الثقة في المؤسسات المنتخبة.
وأكد غنيم، على أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التكامل بين القوى الحزبية لصياغة رؤية وطنية موحدة تخدم الدولة والمواطن على حد سواء.