دخلت طهران سباق اللحظات الأخيرة؛ فمن المنتظر أن يدخل قرار مجلس الأمن بإعادة فرض العقوبات علي إيران، مساء اليوم السبت، وذلك في تمام الساعة 8:00 من مساء اليوم السبت بتوقيت شرق الولايات المتحدة، أي منتصف الليل بحسب توقيت جرينتش، بعدما فعلت الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) ما يعرف بـ"سناب باك"، وهو آلية نص عليها الاتفاق النووي لعام 2015، متهمة طهران بعدم الوفاء بالتزاماتها.
وقبل ساعات من دخول العقوبات الأممية على طهران حيز التنفيذ، كشف الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن بلاده توصلت إلى نتيجة مع الأوروبيين، لكن الموقف الأمريكى كان مختلفاً.
فقد وصف بزشكيان الطلبات الأمريكية بغير المقبولة. حيث طلبت واشنطن ـ وفق تصريحات بزشكيان ـ أن تقوم طهران بتسليم مخزون اليورانيوم المخصب مقابل منحها مهلة شهر واحد.، ووصف الرئيس الإيراني المطلب الأمريكي بـ" الأمر سخيف"، كما أكد أنه إذا كان على بلاده أن تختار بين هذه المطالب غير المنطقية وآلية سناب باك، فستختار الأخيرة.
يأتي هذا بعد أن فشل مجلس الأمن في تأجيل فرض العقوبات على طهران، في جلسة أمس الجمعة، حيث صوتت 4 دول فقط لصالح مشروع القرار الروسي الصيني الذى يتضمن تأجيل فرض العقوبات لمدة 6 أشهر ، وقد حصل التصويت من قبل 4 دول فقط في مجلس الأمن الدولي المكون من 15 دولة عضوا، بينما صوتت 9 دول بالرفض، في حين امتنعت دولتان عن التصويت.
قطاعات مشمولة بالعقوبات ..
هناك قطاعات اقتصادية واسعة ستتأثر بالعقوبات في إيران، حيث سيتعين على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تقييد الوصول إلى المرافق المصرفية والمالية التي قد تساعد في البرامج النووية أو الصاروخية الإيرانية.
وقد يتعرض أي شخص ينتهك نظام العقوبات لتجميد أصوله في جميع أنحاء العالم.
كما ستتضمن العقوبات حظراً على الأسلحة التقليدية، مع منع بيع أو نقل أي أسلحة إلى إيران، كما سيتم حظر استيراد أو تصدير أو نقل الأجزاء والتقنيات المتعلقة بالبرنامج النووي أو الصاروخي، فضلاً عن تجميد أصول الكيانات والأفراد المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني في الخارج.
وقد يُمنع الأفراد المتورطون في أنشطة نووية محظورة من السفر إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
كما ستطال العقوبات المرتقبة الشركات والمنظمات والأفراد الذين يساهمون بشكل مباشر أو غير مباشر في البرنامج النووي الإيراني أو تطوير الصواريخ الباليستية.
بما يشمل توفير المعدات أو الخبرات أو التمويل اللازم، والتي تُعد جميعها أسباباً كافية لفرض العقوبات.
وبالتوازى مع العقوبات الدولية، قد يتم فرض إجراءات منفصلة من قبل الاتحاد الأوروبي ،علماً بأن عملية "العودة التلقائية" لعقوبات الأمم المتحدة تتطلب لتنفيذها عملياً من قبل الدول الأعضاء، أن تحدث تلك الدول قوانينها لتتماشى معها، وبالتالي سيكون على الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إصدار تشريعات لتنفيذ العقوبات، لكن لم يتم تقديم تفاصيل حول هذه العملية حتى الآن.
خطوات إيرانية ..
بالمقابل استدعت إيران، اليوم السبت، سفراءها في بريطانيا وفرنسا وألمانيا للتشاور، وذلك بعد فشل مجلس الأمن في تأجيل فرض العقوبات على طهران، تعد هذه خطوة احتجاجية على محاولة هذه الدول لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران.
وقال التلفزيون الإيراني إنه بعد التحرك غير المسؤول للبلدان الأوروبية الثلاثة لإعادة تفعيل قرارات ملغية لمجلس الأمن الدولي، تم استدعاء سفراء إيران لدى كل من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة إلى طهران للتشاور".
وكانت روسيا والصين فشلتا في مجلس الأمن، أمس الجمعة، بتأجيل إعادة فرض العقوبات على إيران لمدة 6 أشهر.
صوتت 4 دول فقط لصالح مشروع القرار الروسي الصيني في مجلس الأمن الدولي المكون من 15 دولة عضوا، بينما صوتت 9 دول بالرفض، في حين امتنعت دولتان عن التصويت.
وقد سبق أن أعلن بزشكيان أن بلاده لا تعتزم الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي حتى في حال إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة عليها كما هو متوقع.
وأضاف أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لم تظهر جدية في المحادثات النووية، بما في ذلك المفاوضات التي سبقت الهجوم الإسرائيلي على إيران.