- الحملة تؤكد قابلة للمعالجة بالوعى والضبط الذاتى
أصدرت حملة "صحح مفاهيمك"، تقريرا بعنوان "إدمان السوشيال ميديا"، وأكد التقرير أنه مع التّطور السريع فى وسائل التواصل الاجتماعى وتزايد استخدامها فى حياة الأفراد، برزت ظاهرة إدمان السوشيال ميديا كأحد التحديات الحديثة التى تؤثر على الصّحة النفسيّة، الاجتماعيّة، والأخلاقيّة للمجتمعات؛ إذ أصبحت هذه الوسائلُ تمتصّ وقت الشباب والمراهقين بشكل كبير، وتؤثّر على تركيزهم، علاقاتهم الاجتماعية، وأداءهم الدراسى والمهني؛ وتسعى حملة "صحح مفاهيمك" إلى مواجهة هذه الظاهرة عبر تفكيك المفاهيم المغلوطة المرتبطة باستخدام وسائل التواصل، وتسليط الضوء على أضرار الإدمان عليها، وتوجيه الأفراد نحو الاستخدام المعتدل والمسؤول.
صور الظاهرة ومظاهرها
- الانشغال المستمر بالهواتف الذكية ومتابعة الشبكات الاجتماعية.
- قضاء ساعات طويلة فى تصفح المنصات مثل فيسبوك، إنستجرام، تيك توك، تويتر، وغيرها.
- تأثير سلبى على النوم والتركيز والدراسة.
- الاعتماد على السوشيال ميديا كمصدر رئيسى للتسلية والتواصل، حتى على حساب الحياة الواقعية.
- الشعور بالقلق أو الانزعاج عند الابتعاد عن الأجهزة أو عدم الدخول على الشبكات.
- تزايد انتشار ظاهرة التنمر الإلكترونى والتقليد الأعمى للمحتوى غير المناسب.
الأبعاد الخطيرة للظاهرة
أ. البُعد النفسى والصحيّ
- ضعف التركيز وزيادة التشتت الذهني.
- اضطرابات النوم نتيجة الاستخدام المفرط.
- زيادة مشاعر القلق والاكتئاب، والشعور بالوحدة رغم التواصل الرقمي.
- الإدمان السلوكى الذى يسبب الاعتماد النفسى على المنصات.
ب. البُعد الاجتماعيّ
- تدهور العلاقات الأسرية والاجتماعية بسبب الإهمال والتشتت.
- ضعف التواصل الواقعى والتفاعل المباشر بين الأفراد.
- زيادة الفجوة بين الأجيال بسبب اختلاف نمط الاستخدام والتفضيلات.
جـ. البُعد التعليمى والمهنيّ
- انخفاض الإنتاجية والتركيز فى الدراسة والعمل.
- الهدر الكبير للوقت الذى يمكن استثماره فى تطوير الذات والمهارات.
- التأثر بالمحتوى غير المفيد أو الضار الذى يروج له بعض المستخدمين.
د. البُعد الأخلاقى والدينيّ
- التعرّض لمحتوى غير أخلاقى أو مخالف للقيم الدينية.
- تقليد السلوكيّات غير اللائقة التى تُعرض على المنصات.
- التغاضى عن واجبات الدين والعمل الصالح بسبب الانشغال المستمر.
الرؤية الدينية
- الإسلام يحث على الاعتدال فى كل الأمور، وعدم الغرق فى اللهو الذى يلهى عن ذكر الله والعمل الصالح.
- قال تعالى: {فاستبقوا الخيرات} [البقرة: 148]، وهذا يدعو إلى استثمار الوقت فى العبادة والذكر بدل اللهو المفرط.
- نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن إضاعة الوقت فيما لا ينفع، وحث على استثماره فيما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
- كما جاء فى الحديث: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» (رواه البخاري)، مما يدل على أهمية استثمار الوقت بما يفيد.
المفاهيم المغلوطة التى تسعى الحملة لتصحيحها
- أنّ السوشيال ميديا وسيلة ترفيه فقط ولا تسبب ضررًا.
- الاعتقاد بأنّ متابعة كل جديد ضرورى للبقاء "مواكبًا".
- الانخراط فى المحتوى السلبى أو الضار لا يؤثر على السلوك أو الشخصية.
- أنّ إدمان السوشيال ميديا أمر طبيعى وغير قابل للتحكم.
- أنّ الوقت المهدور على السوشيال ميديا لا يمكن تعويضه أو استثماره.
كيفية تناول الحملة للموضوع
أ. المسار الدعويّ
- إعداد خطب ودروس دينية توضح أهمية استثمار الوقت فى العبادة والعمل الصالح.
- تسليط الضوء على قيم الاعتدال والوسطية فى استخدام التكنولوجيا.
- عرض قصص من السيرة النبوية والتجارب التى تبين كيفية ضبط النفس والاهتمام بالذات.
ب. المسار التوعوى والإعلاميّ
- إنتاج فيديوهات قصيرة توعوية تبرز أضرار الإدمان على السوشيال ميديا.
- حملات عبر وسائل التواصل تروج لاستخدام التقنية بشكل معتدل وهادف.
- تقديم نصائح عملية لتنظيم الوقت وإدارة الاستخدام.
جـ. المسار المجتمعى والأسريّ
- تنظيم ورش عمل لأولياء الأمور حول متابعة أبنائهم وتوجيههم نحو الاستخدام الأمثل.
- تحفيز الحوار الأسرى لتوعية الشباب بخطورة الإفراط فى استخدام السوشيال ميديا.
- توفير بدائل ترفيهية وتعليمية تشجع على المشاركة الاجتماعية الواقعية.
د. المسار المدرسى والشبابيّ
- دمج برامج توعية فى المدارس والجامعات حول الاستخدام المسؤول للتقنية.
- مسابقات وفعاليات تحفز الطلاب على تنظيم وقتهم وإدارة وسائل التواصل.
- تدريب الشباب على مهارات التفكير النقدى لاختيار المحتوى المفيد.
الرسائل المحورية للحملة
- لا تجعل السوشيال ميديا تسرق وقتك وحياتك.
- استثمر وقتك فى ما ينفعك ويقرّبك من أهدافك.
- الاعتدال هو مفتاح استخدام التكنولوجيا بشكل صحيّ.
- صحّتك النفسيّة والعلاقات الاجتماعية أهم من عدد المتابعين.
- التكنولوجيا أداة لا تخدم إلا إذا تحكمت بها، لا العكس.
الهدف من تناول هذا الموضوع
- رفع وعى المجتمع بمخاطر إدمان السوشيال ميديا على الصحة النفسية والاجتماعية.
- دعم الأسر والمؤسّسات التعليمية فى توجيه الشباب نحو الاستخدام المعتدل.
- تصحيح المفاهيم الخاطئة حول طبيعة ومخاطر الإدمان الرقمي.
- تشجيع بدائل إيجابية لتعزيز الإنتاجية والتواصل الواقعي.
- تعزيز القيم الدينية التى تحث على تنظيم الوقت واستثماره فيما يعود بالنفع.
الخلاصة
إدمان السوشيال ميديا ظاهرة معقدة تؤثر على الأفراد والمجتمعات، لكنها قابلة للمعالجة بالوعى والضبط الذاتي. من خلال حملة "صحح مفاهيمك"، نعمل على بناء مجتمع واعٍ يستخدم التكنولوجيا لخدمة أهدافه التنموية والدينية والاجتماعية، لا أن يكون عبدًا لها. فلنصنع التغيير بيدينا، ونُحكم سيطرة التكنولوجيا بدلًا من أن تسيطر علينا.