استمر الاحتلال الإسرائيلى فى تحدى المجتمع الدولى والقانون الإنسانى العالمى حيث يقوم بتجويع مئات الآلاف من الفلسطينيين ويتحدث صراحة عن الإبادة الجماعية ويجبر مئات الآلاف على الفرار عشرات المرات من منازلهم ومأواهم ويستهدف المنظمات الإنسانية ويقتل عاملين الإغاثة على مرأى ومسمع من العالم.
تحذيرات شبهه يوميه تطلقها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لإنقاذ الفلسطينيين من الجوع والهجمات والتهجير القسرى ومن جانبه حذر توم فليتشر وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن عدد الأشخاص الذين يواجهون جوعا كارثيا فى غزة قد يزيد عن نصف مليون شخص ليتجاوز 640 ألفا هذا الشهر مجددا أنه كان من الممكن التنبؤ والوقاية من المجاعة التى تشهدها غزة حاليا.
وندد المسؤول الأممى بما يحدث تجاه المدنيين الفلسطينيين مؤكدا أن الوزراء الإسرائيليون يتحدثون صراحة عن "تدمير غزة وإجبار الناس على النزوح بشكل دائم وقصف المساعدات الغذائية"، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها قادرون على إنقاذ الأرواح فى القطاع على نطاق واسع إذا سُمح لهم بذلك موضحا أن خطة وقف المجاعة فى غزة بسيطة تحتاج فقط لوقف إطلاق النار، ودخول مئات الشاحنات يوميا، ووصول كامل، وطرق آمنة، وإنهاء التأخيرات البيروقراطية، واستعادة الكهرباء والمياه، والسماح بالحركة التجارية. كل هذا ليس معقدا".
وقال توم فليتشر، إن أكثر من 380 عامل إغاثة قُتلوا العام الماضى، وهو أعلى رقم على الإطلاق، وحتى الآن قُتل 270 منهم بالفعل هذا العام لافتا إلى أن العمل الإنسانى يواجه "عاصفة كاملة" ويتم استهداف من نقص التمويل، والإرهاق، والهجوم.
وأشار فليتشر، إلى أن العمليات الإنسانية ممولة بنسبة 19% فقط حتى الآن هذا العام، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 40% عن العام الماضى لافتا إلى أن المئات من منظمات الإغاثة قد أُغلقت، وقدر أن القطاع ككل "تقلص بالفعل بمقدار الثلث" منذ 10 أشهر.
من جانبه أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن تكلفة المواصلات إلى الجنوب قد ارتفعت وأن الكثيرين ممن لا يستطيعون دفع ما يعادل 1600 دولار للمغادرة إلى جنوب القطاع، يُضطرون إلى البقاء فى الشمال ووفق تتبع موجات النزوح فى غزة فى سجلت الأمم المتحدة ما يقرب من 70 ألف حركة نزوح متجهة إلى الجنوب خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة إلى دير البلح وخان يونس.
وأضاف المكتب الأممى، أن ثلث مراكز علاج سوء التغذية فى مدينة غزة أغلقت بسبب أوامر النزوح القسرى. وقال أن وزارة الصحة فى غزة أفادت بأن 3 أشخاص آخرين لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع الشديد خلال 24 ساعة، ليتخطى الإجمالى 425 شخصا ثلثهم من الأطفال.
فيما ذكر برنامج الأغذية العالمى، أن النزوح القسرى من مدينة غزة يستنفد الموارد المتاحة لدى الأسر وتعطل آخر شرايين الحياة المتبقية لديها محذرا من أن الجوع سيتفاقم وخاصة بين الأطفال بدون توفر الوصول الإنسانى الآمن والمستدام.