دفع اغتيال تشارلي كيرك الناشط المحافظ وأحد حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العلاقة العدائية بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس إلى نقطة صدام، حيث تبادل رموز الحزبين داخل الكونجرس الأمريكي الاتهامات في سجال يرقي للحروب الكلامية حول التواطؤ في جريمة الاغتيال.
وفقا لموقع اكسيوس، وفى جلسة الخميس، قالت النائبة الجمهورية عن ولاية كارولاينا الجنوبية نانسي ميس: "سأضاعف جهودي في هذا الشأن سأعلي صوتِي أكثر من أي وقت مضى حتى يتوقف هذا الهراء"، في إشارة لما اسمته تواطؤ الحزب الديمقراطى وتهيئة الرأي العام لارتكاب جريمة الاغتيال.
يأتي ذلك بعد يوم من جلسة الأربعاء التي شهدت دقيقة صمت على روح تشارلي كيرك في قاعة مجلس النواب حيث اندلعت التوترات والغضب في الكونجرس، حيث طلبت النائبة لورين بويبرت (جمهورية) لحظة دعاء من أجل كيرك، لكن الديمقراطيين اعترضوا على ما اعتبروه خرقًا للبروتوكول، وصرخت النائبة آنا بولينا لونا (جمهورية)، التي عملت مع كيرك في منظمة "نقطة تحول الولايات المتحدة الأمريكية"، في وجه زملائها الديمقراطيين: "أنتم سبب هذا!".
كما طالب الديمقراطيون الجمهوريين بالاعتراف بحادث إطلاق نار وقع بالتزامن في مدرسة ثانوية في كولورادو، وإصدار قوانين للسيطرة على الأسلحة، وأثار النائب ديريك فان أوردن (جمهوري)، وهو حليف مقرب آخر لكيرك، ضجة في مبنى الكابيتول بسلسلة من المنشورات والانفعالات المتعلقة بإطلاق النار وانفجر غضبا على الصحفيين واتهم الصحافة السائدة والديمقراطيين بالمسؤولية عن إطلاق النار.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وفي عشرات المنشورات حول حادثة إطلاق النار على إكس، أشار فان أوردن إلى الحرب الأهلية وقال إن صحيفة نيويورك تايمز "مجرد حثالة"، وإن اليسار "على وشك أن ينتصر على اليمين".
وقال أحد الديمقراطيين في مجلس النواب عن زملائه الديمقراطيين: "عندما تكون هناك لحظة صمت، يجب على الجميع التصرف باحترام"، وأضاف ان الأمر المثير للاهتمام حتى في اللحظات التي سبقت حادثة إطلاق النار، كان الأعضاء يوبخون بعضهم البعض بصوت عال في قاعة المجلس ويتبادلون الانتقادات اللاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبه حاول رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري) تهدئة الأمور قائلا إنه "يشجع الأعضاء على التحلي بالكرامة التي تنبع من مناصبهم ومعاملة بعضهم البعض بكرامة واحترام وقال زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز (ديمقراطي): "هذه اللحظة تتطلب قيادة تجمع الشعب الأمريكي بدلًا من محاولة زيادة الانقسام بيننا".
وفي البيت الأبيض، بدأ فريق ترامب بتشديد الإجراءات الأمنية مع تصاعد موجة الصدمة والغضب في البيت الأبيض عقب مقتل تشارلي كيرك، وقال مسئول انه تم نقل حفل البنتاجون لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية إلى مكان أكثر أمنًا ليتمكن ترامب من إلقاء خطاب وفي ملعب يانكي، حيث حضر ترامب مباراةً مساء الخميس، تم تعزيز حضور قوات إنفاذ القانون، وفقًا لجهاز الخدمة السرية.
قالت صحيفة وول ستريت جورنال ان مقتل كيرك بمثابة تذكير بنقاط الضعف في عصر التعصب الحزبي الشديد والخطاب السياسي القاسي، وزاد من انقسام واشنطن بدلاً من توحيدها حيث يشعر ترامب وفريقه بأنهم محاصرون من قبل خصومهم، بينما أدان الديمقراطيون اللغة والأفعال الفظة التي استخدمها ترامب وإدارته.
ولا يزال مستشارو دونالد ترامب يرسمون مسارًا للمضي قدمًا بعد حادثة إطلاق النار وقال المستشارون إنه من السابق لأوانه تحديد المنظمات التي قد يدقق فيها الرئيس الامريكي.
وحث حلفاء ترامب المؤثرون الرئيس على التحرك بسرعة، وكتبت الناشطة المحافظة لورا لومر على موقع X: "حان الوقت لإدارة ترامب لإغلاق كل منظمة يسارية، وسحب تمويلها، ومحاكمتها". وأضافت: "اليسار تهديد للأمن القومي".
وفى خطابه بمناسبة ذكري 11 سبتمبر، حرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي تكريم الناشط القتيل، وقال إنه سيمنحه وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى وسام مدني في البلاد. وقال لاحقًا إنه تحدث إلى عائلة كيرك، وتابع: "كان تشارلي عملاقًا بين جيله، وبطلًا للحرية، ومصدر إلهام لملايين الناس" وأضاف أنه ينوي حضور جنازته التي ستعقد الأسبوع المقبل.
وحول التحقيقات بشأن مطلق النار الذي اغتال كيرك، نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي صورا لمشتبه به، في وقت يواصل فيه المحققون البحث عن أي معلومات قد تساعد في التعرف عليه، وأعلن عن مكافأة مالية قدرها 100 الف دولار في منشور عبر اكس مقابل أي معلومات للتعرف على هوية مطلق النار.
وقالت السلطات الأمريكية ان المشتبه به قفز من فوق سطح مبني، وفر الى احد الاحياء السكنية بعد اطلاق رصاصة واحدة قاتلة اصابت كيرك في العنق، وعثرت السلطات في وقت سابق على "بندقية"، يرجح أنها استخدمت في حادث اغتيال كيرك