تواصل الدولة المصرية جهودها الإغاثية والإنسانية لدعم سكان قطاع غزة مع تصاعد الأزمة الإنسانية المتفاقمة نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع مع استمرار العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023، ودفعت مصر بالقافلة الـ 31 من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى معبر كرم أبو سالم ضمن الجهود المستمرة للتخفيف عن الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، قالت قناة القاهرة الإخبارية إنَّ الجهد الإغاثي المصري لأهالي قطاع غزة مستمر بكامل الإمكانات تحت إشراف الهلال الأحمر المصري المنوط بتنسيق دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأكدت القناة أنَّ المستودعات الموجودة تضم آلاف الأطنان من المساعدات الإغاثية والطبية الجاهزة، مشيرًا إلى أن القافلة 31 تتضمن شاحنات محمّلة بمواد غذائية أساسية وحليب أطفال، مشيرة إلى أن مصر تبذل كل ما في وسعها لإيصال المساعدات إلى جميع سكان قطاع غزة، لكن تعنتًا إسرائيليًا مستمرًا يواجه دخول المساعدات الإنسانية.
وانطلقت قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة" في 27 يوليو الماضي، حاملةً آلاف الأطنان من المساعدات التي شملت سلاسل الإمداد الغذائية والدقيق وألبان الأطفال، إضافة إلى المستلزمات الطبية والأدوية ومستلزمات العناية الشخصية، وأطنان من الوقود.
يذكر أن الهلال الأحمر المصري يعمل كآلية وطنية لتنسيق وتوجيه المساعدات إلى قطاع غزة، وقد ظل موجودًا على الحدود منذ بداية الأزمة، وواصل جهوده لتأمين دخول المساعدات، حيث بلغت الكمية التي دخلت القطاع أكثر من نصف مليون طن، بمساهمة 35 ألف متطوع.
في غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن وصول 87 شهيدا و409 إصابات جديدة إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، من بينهم 4 شهداء تم انتشالهم من تحت الركام.
وأكدت الصحة في غزة ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 64,368 شهيدا و162,776 إصابة.
أما منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم فقد سجل 11,911 شهيدا و50,735 إصابة، في مؤشر واضح على استمرارية وحجم الخسائر البشرية في غزة.
كما تم تسجيل 5 حالات وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية جراء التجويع وسوء التغذية، بينهم 3 أطفال، ليرتفع إجمالي الوفيات بسبب سوء التغذية إلى 387 شهيدا، بينهم 138 طفلا.
وأوضحت الصحة الفلسطينية أنه منذ إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، تم تسجيل 109 حالات وفاة إضافية، بينهم 23 طفلا، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة لليوم الـ702 على التوالي، وسط تصاعد الهجمات التي تستهدف المدنيين والنازحين في مختلف أنحاء القطاع.
وفجر اليوم الأحد، سجلت مستشفيات مدينة غزة استشهاد وإصابة العشرات، بينهم أطفال، جراء غارات استهدفت مدرسة تؤوي نازحين، وخيمة للمهجرين، ومنزلا سكنيا.
كما واصلت الطائرات الإسرائيلية سياسة التدمير الممنهج، إذ دمرت 3 منازل في حي الصبرة، وبرج السوسي السكني في حي تل الهوا بزعم استخدامه لأغراض عسكرية، فيما أجبرت أوامر الإخلاء سكان برج الرؤيا والمباني المجاورة على مغادرة منازلهم بشكل عاجل.
فيما شهدت المدينة حركة نزوح كبيرة لعشرات العائلات نحو وسط وجنوب القطاع، فيما أكدت الأمم المتحدة أن الهجمات أجبرت المدنيين على النزوح القسري المتكرر وسط أوضاع إنسانية متدهورة.
سياسيا، جددت حركة حماس التزامها بالموافقة على مقترح الوسطاء، مؤكدة انفتاحها على أي أفكار تحقق وقفا دائما لإطلاق النار.
فيما، شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على رفض أي صفقة لا تلبي شروطه المتعلقة بإعادة الأسرى وتسليم حماس سلاحها.
دوليا، نقلت الولايات المتحدة مبادئ مقترح اتفاق شامل إلى حركة حماس، بهدف تحديد استمرار المفاوضات بين الطرفين، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وأفاد موقع "أكسيوس" أن مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، نقل الرسائل إلى حماس عبر ناشط السلام غرشون باسكين، تتعلق بصفقة شاملة تهدف إلى الإفراج عن جميع الأسرى، أحياء وأمواتا، مقابل إنهاء الحرب، وفق مصدر مطلع على التفاصيل.
فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن "الحرب في غزة يمكن أن تنتهي غدًا، إذا تم إطلاق سراح الرهائن وتخلت حماس عن سلاحها".
وبحسب ما نشرته وكالة "رويترز"، جاءت تصريحات ساعر، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الدنماركي في القدس صباح الأحد، بعد يوم من تأكيد حماس على موقفها الثابت بأنها ستفرج عن جميع الرهائن إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها من مدينة غزة.
وفي سياق متصل، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، أن "السلام مع الفلسطينيين لا يمكن تحقيقه إلا عبر تفاهمات ثنائية".
وزعم أن الاعتراف بدولة فلسطينية من قبل دول أخرى لا يقرب السلام، قائلًا إن "الدول الأوروبية التي تريد الاعتراف بدولة فلسطين ترتكب خطأ فادحا".
والجمعة، علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الاحتجاجات المطالبة بإطلاق سراح المحتجزين في إسرائيل، قائلًا إن الولايات المتحدة تُجري "مفاوضات جادة مع حماس".