الأربعاء، 13 أغسطس 2025 09:37 م

وداع يليق بمسيرة رجل دولة.. جنازة الدكتور على المصيلحى بين الدموع والدعاء.. أوصى بالشيخ علي جمعة إمامًا لصلاة الجنازة.. وأهالي الشرقية يخرجون فى رحلة حب ووفاء للفقيد ونظرة وداعه الأخير

وداع يليق بمسيرة رجل دولة.. جنازة الدكتور على المصيلحى بين الدموع والدعاء.. أوصى بالشيخ علي جمعة إمامًا لصلاة الجنازة.. وأهالي الشرقية يخرجون فى رحلة حب ووفاء للفقيد ونظرة وداعه الأخير صلاة الجنازة
الأربعاء، 13 أغسطس 2025 06:00 م
كتب: محمد الأحمدى ونغم أسامة
كتب: محمد الأحمدى ونغم أسامة
في مشهد مهيب شيّع عدد من الوزراء والمسؤولين والشخصيات العامة وأبناء الدوائر الانتخابية السابقة، جثمان الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية السابق إلى مثواه الأخير، فجنازة الراحل لم تكن مجرد مراسم رسمية، بل لوحة إنسانية مكتملة الأركان، امتلأت بالمشاعر الصادقة، والأدعية المتواصلة.
 
 
 
الشيخ علي جمعة إمامًا لصلاة الجنازة
 
South MED
00:00
 
Pause
 
00:14 / 00:16
Mute
 
Fullscreen
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player
 
بدأت مراسم التشييع من مسجد الشرطة بالشيخ زايد، حيث توافد الحضور قبل موعد الصلاة بوقت مبكر. وبين وجوه الوزراء ورجال الدولة، ظهر الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، الذي كشف عن واحدة من أكثر اللحظات المؤثرة في هذا اليوم، إذ قال إن المصيلحي أوصى قبل وفاته بأن يؤم الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، صلاة الجنازة عليه.
 
وعندما حانت اللحظة، وقف الشيخ علي جمعة في محراب المسجد، يصدح بصوت يملؤه الحزن والتضرع، وخلفه صفوف ممتدة من المصلين، في مشهد سيظل محفورًا في ذاكرة من حضره.
 
 
الأدعية والأذكار.. هدية محبيه في وداعه الأخير
لم تكن الجنازة مجرد صفوف من المصلين، بل كانت ساحة للذكر والدعاء. فقد حرص مقربون من الفقيد على توزيع كتيبات صغيرة تضم أدعية وأذكارًا، حملها المشيعون بين أيديهم وبدأوا في تلاوتها على روحه.
البعض جلس في أركان المسجد يقرأ في صمت، وآخرون أطلقوا همسات من القرآن الكريم، فيما علت بين الحين والآخر أصوات ختمت الفاتحة بإخلاص. كان المشهد أشبه بعرس روحي يودع فيه الأحبة رجلًا ظل حاضرًا بينهم بإنسانيته حتى اللحظات الأخيرة.
 
 
 
أهالي الشرقية رحلة حب ووفاء من أجل التشييع
اللقطات المؤثرة لم تتوقف داخل المسجد. فقد شهدت الجنازة توافد العشرات من أهالي مركز أبوكبير بمحافظة الشرقية – مسقط رأس المصيلحي – وكذلك وفود من مدينة السنبلاوين بالدقهلية، حيث جاءوا خصيصًا إلى القاهرة ليشاركوا في تشييع جثمانه.
 
ورفع بعضهم صورًا قديمة للراحل، بينما وقف آخرون يرددون الأدعية على طول الطريق المؤدي إلى المسجد، في لفتة عكست عمق العلاقة بينه وبين أبناء دوائره الذين ظلوا أوفياء له حتى بعد وفاته.
 
 
موكب مهيب نحو مثواه الأخير
بعد الصلاة، خرج النعش محمولًا على أكتاف الأقارب والمحبين، فيما ترددت كلمات "لا إله إلا الله" و"ادعوا له بالرحمة" على ألسنة المشيعين. الموكب تحرك صوب مدافن العائلة بطريق الواحات، وسط أجواء يغلب عليها الصمت، لا يقطعه سوى صوت المحركات وقراءة بعض الحضور لآيات قصيرة من القرآن.
 
وعند الوصول إلى المقابر، وقف الحضور في دائرة واسعة حول القبر، وبدأت لحظات الدفن التي غلب عليها البكاء والخشوع. الأقارب وأبناء الدائرة الانتخابية قرأوا الفاتحة، بينما ظل آخرون يتلون سورًا قصيرة من القرآن الكريم، مهدين ثوابها لروحه.
 
 
مشاهد إنسانية خالدة
الجنازة لم تخلُ من لقطات ستظل محفورة في ذاكرة من عايشها:
 
دموع أبناءه وأسرته وهم يتلقون العزاء وسط حشود الحضور.
 
التفاف الشباب حول القبر في حلقات صغيرة يرددون الأدعية بصوت جماعي.
 
إصرار بعض السيدات على انتظار الموكب أمام المقابر رغم حرارة الجو، فقط لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة.
 

وداع لا يُنسى

رحل الدكتور علي المصيلحي، لكن صورته بقيت حاضرة في أذهان كل من شارك في جنازته، من وزراء وشخصيات عامة وأهالي بلدته ودوائره، إلى المواطنين الذين أحبوه من بعيد. الجنازة كانت أكثر من مجرد مراسم وداع، بل كانت رسالة حب واعتراف بإنسانية رجل دولة، سيظل حاضرًا بما تركه من أثر طيب وسيرة عطرة.
 
ومن مسجد الشرطة إلى مدافن العائلة، وبين الدعاء والدموع، كانت كلمات الرحمة والمغفرة تلاحق النعش حتى اللحظة الأخيرة، في وداع يليق بمسيرة رجل عاش بين الناس، ورحل وهو محاط بهم.

print