النقابة تلجأ للأمم المتحدة لحماية "حراس الحقيقية".. وتصفها بجريمة حرب
جرائم الاحتلال مستمرة، وكذلك التغطية لازالت مستمرة، ولن تتوقف بقتل مزيد من الصحفيين، فمهما حاول الاحتلال تكميم أفواه "حراس الحقيقة" كما تم اغتيال الصحفي أنس الشريف وأربعة من الصحفيين والمصورين داخل خيمتهم، ستظل هناك عدسات تلتقط وتوثق تلك الجرائم وحرب الإبادة الإسرائيلية.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الإثنين، ارتفاع عدد شهداء الصحافيين إلى 238، عقب المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد عن قصد، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل الصحفي الفلسطيني أنس الشريف في غارة جوية على مدينة غزة، زاعما أنه أحد افراد حركة حماس.
واستمرارا لترويج الأكاذيب لتبرير جرائمه، أضاف الجيش الإسرائيلي في بيان "كان أنس الشريف قائدا لخلية في حركة حماس ، وكان مسؤولا عن إطلاق صواريخ على المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش الإسرائيلي".
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي استهداف وقتل واغتيال الاحتلال "الإسرائيلي" للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، داعيا الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة.
كما حمل الاحتلال والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا؛ نحملهم المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم النَّكراء الوحشية.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة، كما طالبهم بممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.
وأكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، أن جيش الاحتلال يقوم باستهداف الصحفيين الفلسطينيين ويرتكب المزيد من الجرائم وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويرغب في إكمال عمليته العسكرية الواسعة في القطاع في صمت دون أي تغطية إعلامية خوفا من نقل الحقيقة للعالم.
وقال أبو بكر، :"إن جيش الاحتلال يريد إرسال رسالة من خلال هذه الجريمة وقتل 6 صحفيين فلسطينيين في خيمة معروفة وعليها شعار الصحافة، بأن من سيقوم بتغطية المجزرة القادمة في القطاع سيكون مصيره مثل أنس الشريف وقريقع، بالإضافة إلى تهديد الصحفيين الأحياء بالقتل".
وأضاف أن الشعب الفلسطيني يدرك تماما حقيقة المخطط الإسرائيلي ويتعامل معه، على أنهم هم أصحاب الأرض الحقيقيين، مؤكدا أن الصحفيين الفلسطينيين ثابتون وصامدون في التغطية الحية مهما ارتكبت المجازر والإبادة بحقهم، مشيرا إلى أن إعلام الاحتلال جزء من ماكينة الحرب الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، يقوم بتوزيع الأدوار مع الأجهزة الأمنية والتحريض والكذب والتضليل والتزوير ونقل روايات ملفقة كاذبة للعالم، لافتا إلى أن العالم لم يعد يصدق تلك الروايات المضللة ولكنه أصبح يعلم الحقيقة الكاملة.
كما أكد الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين ومنسق تحالف الاتحادات والنقابات الفلسطينية، أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين في قطاع غزة بشكل متعمد، في انتهاك صارخ لكافة المواثيق الدولية.
وأوضح أن استشهاد الزميل أنس الشريف وطاقم قناة الجزيرة جريمة مكتملة الأركان تُضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية التي أودت بحياة 238 صحفياً منذ السابع من أكتوبر، مشدداً على أن هذه الجرائم لا تمثل اعتداء على أفراد فحسب، بل هجوماً مباشراً على حرية الصحافة وحق العالم في المعرفة.
وشدد الأسطل على فشل المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والأمم المتحدة، في الاضطلاع بمسؤولياته تجاه حماية الصحفيين والشعب الفلسطيني، محذراً من أن استمرار الصمت الدولي يكرّس ثقافة الإفلات من العقاب، لافتا إلى أن الاحتلال يمنع دخول أكثر من 3 آلاف صحفي أجنبي إلى قطاع غزة، بينهم 821 أمريكياً، في محاولة لإخفاء جرائمه عن أعين العالم.
ووفقا للقانون الدولي الإنساني فإن مراسلو الحرب ضمن فئة "الأشخاص الذين يرافقون القوات المسلحة دون أن يكونوا أعضاء فيها"، فهم يتمتعون بوضع مدني وبالحماية التي يوفرها هذا الوضع. علاوة على ذلك، بما أنهم، إلى حد ما، مرتبطون بالمجهود الحربي، فإنهم يستحقون صفة أسرى الحرب عند وقوعهم في قبضة العدو.
كما تُعتبر مرافق الإذاعة والتلفزيون أهدافا مدنية، وبالتالي تتمتع بحماية عامة. وقد ترسخ حظر مهاجمة الأهداف المدنية في القانون الإنساني الدولي منذ بداية القرن العشرين، وأُكّد عليه البروتوكول الأول لعام 1977 والنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.