بعد أيام قليلة من موافقة الكابينت الاسرائيلى على خطة احتلال قطاع غزة، بدأت وسائل الاعلام العبرية فى تسريب بنود الخطة التى يعتزم جيش الاحتلال تنفيذها رغما عن الرفض العربى والاسلامى والعالمى، والتى تعد خرقا فاضحا للقانون الدولى، وجريمة جديدة تضاف لسجل جرائم حرب الابادة التى تقوم بها حكومة نتنياهو ضد 2مليون فلسطينى فى قطاع غزة.
خطة السيطرة على مدينة غزة والتى كشف ملامحها الإعلام الاسرائيلى، قد تستغرق ما لا يقل عن ستة أشهر، وتبدأ خلال أسبوعين بعملية إخلاء تدريجية لسكان المدينة نحو مناطق يٌطلق عليها "إنسانية" فى جنوب القطاع، حيث تشمل الخطة الإسرائيلية عدة مراحل، تبدأ بترحيل أكثر من 800 ألف فلسطينى من مدينة غزة إلى منطقة المواصى، وهى عملية يتوقع أن تستغرق نحو 45 يومًا على الأقل.
كما تتضمن الخطة استدعاء قوات احتياط من الفرقة 146، ونشر الفرقة 98 فى قطاع غزة خلال الشهر المقبل، ليرتفع بذلك عدد الفرق العسكرية المشاركة فى العملية إلى ست فرق، ووفقا لذلك قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الحكومة ستمنح وزير الدفاع يسرائيل كاتس، صلاحية استدعاء 430 ألف جندى احتياط، حتى 30 نوفمبر المقبل، استعدادا لتوسيع القتال فى غزة.
وأضافت هيئة البث الإسرائيلية، أن الجيش سيقدم للمستوى السياسى خطة لتوسيع العملية فى غزة تتضمن تجنيد 250 ألف جندى احتياطى، وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن الجيش الإسرائيلى لن يحتل غزة بل سيحررها من حماس، بعدما وافق الكابينت على احتلال القطاع بالكامل.
ووفقا للتقارير، يعتزم جيش الاحتلال فرض طوق عسكرى كامل على مدينة غزة فى 25 أكتوبر، بالتزامن مع تقدم مراحل الإخلاء، تمهيدًا لبدء المرحلة البرية من العملية، وتقدر مصادر أمنية إسرائيلية أن تنفيذ هذه الخطة قد يستمر حتى يناير 2026، فى حال عدم حدوث تغييرات جوهرية فى مسار المفاوضات أو اتفاقات تبادل الأسرى.
وأبدت قيادات أمنية إسرائيلية بارزة تحفظات على قرار الحكومة بالمضى قدما فى السيطرة على غزة. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نقاشا مطولًا دام أكثر من 10 ساعات، شارك فيه كل من رئيس الأركان، ورئيس الموساد، والقائم بأعمال رئيس الشاباك، ورئيس مجلس الأمن القومى، كشف عن وجود آراء متباينة وتحفظات على قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن العملية العسكرية.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى، أن رئيس الأركان حدد مجموعة من المبادئ الأساسية لخطة احتلال مدينة غزة، من أبرزها: "تجنب المساس بالأسرى، استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط وتنظيم جولات تبديل للقوات، خلاء المدنيين قبل التوغل داخل المدينة، الالتزام بالقانون الدولى وتوفير ظروف إنسانية للنازحين، والبقاء فى المناطق التى يسيطر عليها الجيش ضمن عملية "مركبات جدعون"، والتى تغطى 75% من مساحة القطاع".تأتى هذه الخطة فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة منذ أكثر من 22 شهرًا، دون تحقيق أهدافه المعلنة بالقضاء على حركة حماس أو تحرير الأسرى الإسرائيليين.
ولقيت خطة الاحتلال ادانات دولية كبيرة فيما يعقد مجلس الأمن الدولى جلسة طارئة اليوم، وأدانت وزارة الخارجية الروسية القرار الإسرائيلى بإعادة احتلال قطاع غزة، وحذرت من تداعياته، موضحه أن "تنفيذ مثل هذه القرارات والخطط، التى تثير الإدانة والرفض، من شأنه أن يؤدى إلى تفاقم الوضع الدراماتيكى أصلا فى الجانب الفلسطينى، والذى بات يحمل جميع سمات الكارثة الإنسانية، كما يفاقم بشكل كبير الجهود الدولية الرامية إلى خفض التصعيد فى منطقة النزاع، مع ما قد يترتب على ذلك من عواقب سلبية وخطيرة تطال منطقة الشرق الأوسط بأكملها".
وأكدت روسيا موقفها الثابت بشأن "ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، والإفراج عن جميع الرهائن والمحتجزين، واستعادة الوصول الإنسانى دون عوائق".
وشددت على أن "موسكو على قناعة راسخة بأنه لا بديل عن تسوية القضية الفلسطينية على أساس القواعد المعترف بها فى القانون الدولى، وفى صلبها مبدأ حل الدولتين، الذى ينص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تتعايش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل".
فيما هدد وزير المالية الإسرائيلى المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، وعضو الكنيست عن الحزب تسفى سوكوت، الأحد، بالدعوة إلى انتخابات مبكرة احتجاجاً على قرار المجلس الوزارى المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) الصادر الخميس بشأن السيطرة الكاملة على مدينة غزة، باعتباره "لا يكفي".
ونقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية الأحد، عن سموتريتش، تهديده خلال اجتماع الكابينت، الخميس الماضى، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتوجه إلى انتخابات، قائلاً له: "بالنسبة لى، يمكننا أن نوقف كل شيء ونترك القرار للشعب".
وقال سموتريتش، فى بيان مطول مساء السبت، إنه فقد ثقته فى أن نتنياهو يسعى لقيادة الجيش نحو تحقيق النصر، وذلك عقب اجتماع الكابينت. ودعا رئيس الوزراء إلى إعادة عقد المجلس وإعلان أنه لن تكون هناك المزيد من فترات التوقف فى الحرب، ولا مزيد من الصفقات الجزئية.
ووصف سموتريتش موافقة المجلس المصغر على خطة السيطرة على مدينة غزة بأنه "نصف إجراء"، فى إشارة إلى مطالبته بالسيطرة على القطاع بالكامل.