رغم دعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لجرائم إسرائيل المستمرة فى غزة، إلا أن خطة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة لاحتلال القطاع بالكامل، أثارت جدلا واسعا داخل أوساط السياسة الأمريكية، إذ أثارت تساؤلات بين الجمهوريين من ناحية، وانتقادات ومعارضة شرسة غير مسبوقة بين الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل من ناحية أخرى.
واعتبر موقع "أكسيوس" الأمريكي أن هذا يعكس الاضطراب داخل تحالف حلفاء إسرائيل السياسيين في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة وسط أزمة إنسانية مُتفاقمة في غزة، لاسيما مع انخفاض في الرأي العام الأمريكي تجاه إسرائيل.
ويُحذر حتى المُشرعون المُتعاطفون مع إسرائيل من أن الخطة قد تُمثل كابوسًا لوجستيًا، ويُطالبون إسرائيل بالتعامل معها بحذر وتجنب المزيد من عزلة المجتمع الدولي.
وأوضح الموقع أن الديمقراطيين ليسوا وحدهم من يُشككون في الخطة.
وصرّح النائب تيم بورشيت (جمهوري من ولاية تينيسي)، عضو اللجنة الفرعية للشئون الخارجية في مجلس النواب المُشرفة على الشرق الأوسط، لموقع أكسيوس: "أود أن أعرف من سيُديرها فعليًا".
بينما صرح النائب ريان زينك (جمهوري من مونتانا)، وهو عضو آخر في اللجنة، لموقع أكسيوس: "الاحتلال من أجل الأمن يترتب عليه أيضًا مسئولية تقديم المساعدات الإنسانية وبناء مستقبل اقتصادي".
وإلى جانب احتلال مدينة غزة، الذي من المتوقع أن يستغرق شهورًا ويؤدي إلى نزوح وتهجير حوالي مليون مدني فلسطيني قسرا، سيُكلَّف جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضًا بتوزيع المساعدات الإنسانية، وفقًا لما ذكره باراك رافيد من أكسيوس.
ورفض رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هذا الاقتراح خلال اجتماع مجلس الوزراء، مجادلًا بأن الخطة قد تُعرِّض حياة الرهائن الإسرائيليين في غزة للخطر، وتؤدي إلى إطالة أمد الحكم العسكري الإسرائيلي.
ولا يُخطط الرئيس ترامب، الذي انشق عن نتنياهو بسبب مزاعم المجاعة في غزة، للتدخل لمعارضة العملية.
خطة عاجزة استراتيجيا
ووصف النائب براد شنايدر (ديمقراطي عن ولاية إلينوي)، رئيس ائتلاف الديمقراطيين الجدد الذي يضم نحو 100 عضو، وهو من أشد مؤيدي إسرائيل، الخطة بأنها "مشكوك فيها تكتيكيًا وعاجزة استراتيجيًا".
وقال شنايدر في بيان: "إذا نُفذ القرار، فمن المرجح أن يخدم أهداف حماس الأصلية من بدء هذه الحرب، وأن يزيد من توحيد معظم دول العالم ضد إسرائيل، بدلًا من إعادة آخر الرهائن الناجين وتعزيز الاحتياجات الأمنية للأمة".
وقال النائب ريتشي توريس (ديمقراطي عن ولاية نيويورك)، أحد أشد مؤيدي إسرائيل بين الديمقراطيين، في بيان إن إسرائيل هي "الحكم النهائي على أمنها"، لكن "الحرب في غزة معرضة لخطر التحول إلى مستنقع".
وقارن توريس الصراعات الأمريكية المطولة في العراق وأفغانستان، وحث إسرائيل على التركيز بشكل ضيق على تأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين.
دعم قوى من الجمهوريين
وأوضح الموقع أن إسرائيل لا تزال تتمتع بدعمٍ قوي من الجمهوريين في الكونجرس.
وزعم النائب مايك لولر (جمهوري من نيويورك)، رئيس اللجنة الفرعية للشئون الخارجية لشئون الشرق الأوسط، لموقع أكسيوس: "في غياب وقف إطلاق النار، الذي ترفضه حماس مرارًا وتكرارًا، لا يبقى أمام إسرائيل خيار آخر".
وأضاف "إذا اتفق الجميع على أن حماس لا تستطيع البقاء في السلطة، وأنه يجب إطلاق سراح الرهائن، فكيف تتوقعون تحقيق ذلك؟ من سيفرض ذلك؟ المملكة المتحدة؟ فرنسا؟"
وزعم النائب دون بيكون (جمهوري من نبراسكا) متجاهلا وضع المدنيين أنه "لن يكون هناك سلام مع حماس. ما لم تُجتث حماس من جذورها ويعود الرهائن، أتفهم ضرورة احتلال غزة. حماس هي من بدأت هذه الحرب، وفعلت ذلك بنفسها".