الأربعاء، 23 يوليو 2025 01:28 م

رصاص "الجوع" يقتل الغزاوية.. إعلام عبري يكشف خطة تل أبيب باعتماد الحصار والتجويع بديلا عن الاجتياح البري.. ويؤكد: الخطة تقلل خسائر إسرائيل البشرية وتٌنهك عناصر حماس.. الأغذية العالمي والأونروا يصدران استغاثات

رصاص "الجوع" يقتل الغزاوية.. إعلام عبري يكشف خطة تل أبيب باعتماد الحصار والتجويع بديلا عن الاجتياح البري.. ويؤكد: الخطة تقلل خسائر إسرائيل البشرية وتٌنهك عناصر حماس.. الأغذية العالمي والأونروا يصدران استغاثات المجاعة في غزة
الإثنين، 21 يوليو 2025 10:00 م
كتبت آمال رسلان

لم تعد الاستغاثات الدولية التي تملأ الفضاء العالمي تعني شيئا، وسط المجاعة المستشرية في قطاع غزة وتقطيع أوصال الفلسطينيين عبر تجويعهم، نتيجة حصار مشدد يقوم به الجيش الإسرائيلي النازي، في وقت تصم تل أبيب أذانها عن كافة المناشدات الدولية.

أصبحت الصور التي تأتي من غزة يعجز الجميع عن وصفها، بعد أن أكد تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن ثلث سكان غزة مجبرون على البقاء بدون طعام لعدة أيام في مؤشر خطير على تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.

وجاء في بيان لبرنامج الأغذية العالمي: "ثلث سكان قطاع غزة اضطروا للبقاء بدون طعام لعدة أيام".

وأضاف أن جموعا من الجياع الذين يبحثون عن الحصول على المساعدات الإنسانية في مركز إنساني يدار من قبل الأمريكيين والإسرائيليين في قطاع غزة يتعرضون لإطلاق النار من دبابات إسرائيلية وقناصة ومدفعية.

وأكد أن الضحايا كانوا يحاولون فقط تأمين الطعام وهم على شفير المجاعة، داعيا المجتمع الدولي إلى الإسراع في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وذكرت مصادر طبية أن المستشفيات في غزة تستقبل يوميا مئات الحالات التي تعاني من إجهاد حاد وأعراض خطيرة نتيجة الجوع، تشمل فقدان الذاكرة ونقص الطاقة الحاد، في ظل عجز شبه كامل في الأسرّة والمستلزمات الطبية.

 

كما جددت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الاثنين، الدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة لإنهاء المجاعة فيه.

وقالت الوكالة، عبر منصة إكس: "نتلقى رسائل يائسة عن المجاعة من غزة، بما في ذلك من زملائنا". وأفادت بـ"ارتفاع أسعار المواد الغذائية أربعين ضعفا"، في إشارة إلى تداعيات الحصار المتواصل.

وتابعت: "في هذه الأثناء، على مشارف غزة، تحتفظ الأونروا بكمية كافية من الغذاء المخزّن في مستودعاتها لتغطية احتياجات جميع سكانها لأكثر من ثلاثة أشهر".

وأضافت الوكالة الأممية: "ارفعوا الحصار، وأدخلوا المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع"، لافته إلى أن إسرائيل تجوِع مليون طفل في قطاع غزة.

فيما أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، أن إسرائيل تقتل الأطفال، وتجوع الملايين، مؤكدة أن نية "إسرائيل هي محو الفلسطينيين من قطاع غزة".

وفي تعليق لها على استشهاد فلسطيني من ذوي الإعاقة جوعًا في غزة، قالت ألبانيزي في منشور على منصة "إكس": "جيلنا تربّى على أن النازية كانت الشر الأعظم.. واليوم هناك دولة (في إشارة إلى إسرائيل) تتعمد تجويع الملايين وتطلق النار على الأطفال".

وحول ما يجري في القطاع قالت ألبانيزي "لا توجد كلمات تصف ما يحدث في غزة، فالمجاعة وصلت ذروتها"، واعتبرت المقررة الأممية أن المجتمع الدولي "يكافئ إسرائيل ولا يمكن الحديث عن حل الدولتين وإسرائيل ترتكب إبادة جماعية".

وحذرت المقررة الأممية من أن غزة "تعيش واقعا مأساويا وباتت مقبرة للأطفال بسبب تخاذل العالم"، مضيفة أن "الحصار والتضييق على إدخال المساعدات يسهم في زيادة الوفيات"، ودعت إلى "وقف الكارثة التي تحدث في قطاع غزة".

وفي ظل استمرار الغموض بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية عن خطة جديدة سيعتمدها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة تقوم على استراتيجية "الحصار والاستنزاف"، في حال تعثرت المحادثات مع حركة حماس.

وتستهدف الخطة تشديد الضغط العسكري من خلال حصار جغرافي وغارات جوية مكثفة، دون اللجوء إلى اجتياح بري شامل للمناطق التي لا تزال تحت سيطرة الحركة، بهدف تقليل المخاطر على الجنود الإسرائيليين وتقليص الحاجة إلى نشر واسع للقوات، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وبحسب ما أوردته الصحيفة ، فإن الجيش الإسرائيلي في حالة ترقب لرد حماس على أحدث المقترحات المقدّمة ضمن المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق تهدئة يشمل الإفراج عن الرهائن. ورغم أجواء التفاؤل الحذر، يستعد الجيش لاحتمال انهيار المحادثات وما قد يترتب عليه ميدانيًا.

ذكرت الصحيفة أن التقديرات العسكرية تشير إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال إيال زمير، لن يصدر أوامر باقتحام مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، وهي مناطق يُعتقد أن بعض الرهائن لا يزالون محتجزين فيها، وكانت إسرائيل قد امتنعت عن مهاجمتها حتى الآن. وبدلًا من ذلك، يتّجه زمير إلى تطويق هذه المناطق ومنع الدخول والخروج منها، بهدف إنهاك المقاتلين التابعين لحماس داخلها دون الدخول في مواجهات مباشرة.

وتعتمد الخطة على تقليل الاحتكاك المباشر بين القوات البرية ومقاتلي حماس، مع تكثيف الهجمات الجوية واسعة النطاق. ولهذه الغاية، تم سحب فرقتين من المشاة وقوات الكوماندوس من داخل غزة إلى جبهات أخرى.

وأشار رئيس الأركان إلى أن تبنّي هذه الاستراتيجية الجديدة سيُعزز من "مكاسب الجيش الإسرائيلي، مع تقليص حجم الخسائر البشرية، في حين يسهم في إضعاف قدرات حماس بشكل تدريجي وزيادة الضغط عليها".

وفي سياق المفاوضات، وافقت إسرائيل، بحسب "يديعوت أحرونوت"، على عدد من التنازلات، بينها سحب القوات من ممر موراغ وتقليص الانتشار العسكري في منطقة الحزام الأمني الحدودي. وعلى الرغم من أن حماس لم ترد بعد رسميًا على المقترحات الأخيرة، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتبر أن الضغط العسكري الميداني هو العامل الأساسي في دفع حماس نحو أي اتفاق محتمل.

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن هذه الخطة "تنسجم مع الأهداف التي تحققت خلال العملية البرية الأخيرة، وعلى رأسها تدمير البنية التحتية لحماس، بما في ذلك شبكات الأنفاق التي كانت قائمة في المناطق التي دخلتها القوات البرية"، وفق تعبيره.

 

 


الأكثر قراءة



print