أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم، الثلاثاء، نتائج عدد من الدراسات التحليلية المتخصصة التي تتناول قضايا سكانية واجتماعية وصحية مهمة، وذلك في إطار مواكبة أهداف التنمية المستدامة 2030، وتوفير قاعدة بيانات موثوقة لدعم صُنّاع القرار والسياسات العامة.
وشملت الدراسات أربعة محاور رئيسية، هي: "الحاجة غير الملباة لتنظيم الأسرة، واتجاهات الوفيات في مصر، ومعتقدات الأسرة تجاه ختان الإناث، ودور الأسرة والمجتمع في التعامل مع صعوبات التعلم"، وفيما يلي عرض لأبرز النتائج المعلنة:
أكدت الدراسة أن مؤشرات الحاجة غير الملباة تُعد من أهم مؤشرات قياس فجوة الخدمات الإنجابية في المجتمع، حيث أظهرت النتائج التالى:
- علاقة عكسية بين مستوى تعليم المرأة والحاجة غير الملباة، فكلما ارتفع مستوى التعليم، قلت الحاجة لتنظيم الأسرة، نتيجة زيادة الوعي والقدرة على اتخاذ القرار الإنجابي.
- الخوف من الآثار الجانبية لوسائل تنظيم الأسرة يزيد من احتمالية وجود حاجة غير ملباة بين السيدات.
- التعرض لحملات التوعية يقلل من احتمالية الحاجة غير الملباة، ما يؤكد أهمية الإعلام الصحي والتثقيف المجتمعي.
- المرأة العاملة أقل عرضة للحاجة غير الملباة مقارنة بغير العاملات.
- سيدات ريف الوجه القبلي ومحافظات الحدود أكثر احتياجًا مقارنة بسيدات المحافظات الحضرية، ما يعكس بعدًا جغرافيًا في توزيع الخدمة.
تناولت هذه الدراسة معدلات وفيات الأطفال ودلالاتها الصحية والاجتماعية، وأظهرت النتائج، التالى:
- سجلت محافظة القاهرة أعلى معدل وفيات بين الرضع عام 2020، "23.6 حالة وفاة لكل ألف مولود حي"، بينما سجلت محافظة بورسعيد أقل معدلات الوفيات للأطفال دون الخامسة "16.8 في الألف".
- أمراض الجهاز التنفسي جاءت في مقدمة أسباب وفيات الرضع بنسبة بلغت 26.8% عام 2020 و28.7% عام 2021.
- معدل كثافة الأطباء شهد تراجعًا من 13.5 طبيبًا لكل 10 آلاف نسمة عام 2017 إلى 12.1 عام 2020، قبل أن يعود ويرتفع نسبيًا إلى 12.8 طبيبًا عام 2021.
رصدت الدراسة اختلافات واضحة في المواقف والمعتقدات تجاه ختان الإناث بناءً على الخلفيات التعليمية والجغرافية، ومن أبرز النتائج:
- استمرار ارتفاع نسب ختان الإناث في ريف الوجه القبلي، رغم التراجع العام في الممارسة.
- التعليم يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل المعتقدات، حيث تميل الأمهات والشباب المتعلمون إلى رفض الختان.
- نسبة كبيرة من الذكور غير المتزوجين "15- 29 سنة" يعتقدون أن الختان من تعاليم الدين، ويربطونه بالعفة وتفضيلات الزواج.
- الطواقم الطبية تقوم بنسبة كبيرة من عمليات الختان، وبلغت النسبة 48.1% في الحضر، مقابل 44.3% في الريف بين السيدات المتزوجات، بينما بلغت بين الشابات 82.3% بالحضر و76.8% بالريف، ما يسلط الضوء على ظاهرة "الطبيب المختن".
فيما استعرضت تلك الدراسة صعوبات التعلم كأحد التحديات التربوية في مراحل التعليم الأساسية، وخلصت إلى ما يلي:
- 41.4% من حالات صعوبات التعلم ظهرت منذ الولادة، مع نسب أعلى في الريف 43.5% مقارنة بالحضر 39.3%، ما قد يُعزى إلى ضعف خدمات الرعاية الصحية الأولية.
- العلاقة طردية بين درجة الصعوبة والحاجة للخدمات والأدوات المساعدة، مع وجود فجوة كبيرة في توافر الخدمات.
- برامج تنمية المهارات تُستخدم بشكل أكبر في الحضر 87% مقارنة بالريف 75.7%.
- الظروف الاقتصادية تمثل العائق الأكبر أمام الحصول على أدوات المساعدة، حيث بلغت نسبة الذين لم يحصلوا على الأدوات بسبب ضيق الحال المادي 94.3% من الحالات.
في النهاية، تعكس نتائج هذه الدراسات عمق التحديات السكانية والاجتماعية التي تواجهها مصر، وتبرز الحاجة إلى سياسات قائمة على الأدلة والتحليل الإحصائي، بما يعزز من تحقيق أهداف العدالة الاجتماعية وتحسين الصحة العامة والتعليم والرفاه المجتمعي.