دونالد ترامب- فلاديمير بوتين
واشنطن تواجه "البريكس" برسوم جمركية.. دونالد ترامب يبعث رسائل تحذيرية لكل من يشارك في التجمع الاقتصادى.. ويصفها بـ"المعادية لأمريكا".. والصين ترد: الحروب التجارية وسياسة الرسوم الجمركية لا رابح فيها.. والكرملين: تجمعنا ليس ضد دول ثالثة
في خضم الحروب الاقتصادية التي تسيطر على العالم في الآونة الأخيرة، ظهرت بوادر أزمة جديدة بين دول تجمع البريكس التي تضم 11 دولة من جهة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جهة أخرى، حيث هدد ترامب بفرض رسوم باهظة ضد الدول التي تشارك في التجمع معتبرا أن هذا الكيان موجه ضد بلاده.
تهديدات ترامب تحولت إلى تلاسن بين واشنطن وموسكو وبكين، حيث دافعت كل من الصين وروسيا أحد أهم أركان البريكس عن الكيان وأنه غير موجه ضد أي طرف ثالث، وذلك في وقت يجتمع فيه قادة بريكس في قمتهم بريو دي جانيرو، وانتقدوا خلالها الرسوم الجمركية الأمريكية، معتبرين أنها تهدد التجارة الدولية وتزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي.
وأوضح ترامب أنه بدأ الاثنين بإرسال أول دفعة من الرسائل إلى دول عدة حول العالم، لحثها على التوصل إلى اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة أو مواجهة فرض رسوم جمركية مرتفعة على صادراتها.
وردا على ذلك هاجم الرئيس الأمريكي مجموعة بريكس ، مهددا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على أي دولة تتبنى سياسات المجموعة التي وصفها بـ"المعادية لأمريكا"، وأكد ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" أنه لن تكون هناك استثناءات لهذه السياسة، مشيرا إلى بدء إرسال رسائل للدول لحثها على إبرام اتفاقات تجارية أو مواجهة رسوم باهظة.
وبعد ساعات من تهديد ترامب علقت وزارة الخارجية الصينية، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية ماو نينج، إن مجموعة “بريكس”، التي تأسست على يد الصين وروسيا والبرازيل والهند، لا تسعى إلى “المواجهة” مع أي طرف ولا تستهدف أي دولة.
تابعت المسئولة الصينية :"فيما يتعلق بفرض الرسوم الجمركية، أكدنا مرارًا وتكرارًا أن الحروب التجارية وسياسة الرسوم الجمركية لا رابح فيها، وأن الحمائية لا تقدم أي سبيل للمضي قدمًا"، وأكدت أن “بريكس” تمثل منصة مهمة للتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية، من خلال نهج يدعو إلى الانفتاح والشمولية والتعاون المربح للجميع، بعيدا عن الانخراط في أي صراعات داخلية أو خارجية، بحسب تعبيرها.
لم يتوقف الأمر عند الصين، بل سارعت روسيا هي الأخرى للرد على تهديدات ترامب، وأكد الكرملين، الاثنين، أن مجموعة «بريكس» لم تهدف أبداً لتقويض دول أخرى، ولدى سؤاله عن تصريحات ترامب، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن موسكو اطلعت عليها.
وأوضح بيسكوف: "اطلعنا على تصريحات الرئيس ترامب، ولكن من الضروري أن نشير هنا إلى أن ما يميز مجموعة مثل بريكس، هو أنها تضم مجموعة من الدول التي تشترك في المقاربات والرؤى حول كيفية التعاون على أساس مصالحها الخاصة". وأضاف: "هذا التعاون لم ولن يكون موجهاً أبداً ضد دول ثالثة".
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن ودول بريكس، التي تمثل نحو نصف سكان العالم و40% من الناتج الاقتصادي العالمي، وتضم أعضاء من أبرز الاقتصادات الناشئة، وتأسست مجموعة دول بريكس من أربع دول، هي البرازيل وروسيا والهند والصين، كونها اقتصادات سريعة النمو وقادرة على أن تصبح قوى اقتصادية عالمية بحلول عام 2050. ويتكون اسم (BRIC) الذي صاغه الخبير الاقتصادي في غولدمان ساكس جيم أونيل عام 2001، من الحرف الأول لاسم كل دولة على حدة،
وعقدت أول قمة للمجموعة في مدينة يكاترينبورغ الروسية عام 2009، وبعد عام واحد دُعيت جنوب إفريقيا للانضمام إلى الكتلة، وأضيفَ حرف "S" إلى اسمها لتصبح (BRICS)، وتضاعفَ عدد دول مجموعة بريكس اليوم ليصل إلى 10 دول.
