كتب وليد عبد السلام
كشف تقرير لوزارة الصحة والسكان، أن مصر تتخذ خطوات وإجراءات فاعلة نحو تعزيز صناعة الأدوية وتابع: "الإصلاحات الاقتصادية الشاملة والتحديثات التنظيمية الواسعة النطاق التى نفذتها الدولة المصرية ساهمت فى خلق بيئة جاذبة للاستثمار، مما عزز مكانة مصر كمركز إقليمى رائد لصناعة الأدوية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وأشار التقرير، إلى أن هذه الإصلاحات جذبت كبرى الشركات العالمية إلى السوق المصرى، ما يعكس الثقة المتزايدة فى استقرار البيئة الاقتصادية والتنظيمية على المدى الطويل وسلط الضوء على التحولات التنظيمية البارزة، وفى مقدمتها تقليص فترات تسجيل الأدوية من 3-5 سنوات إلى ما بين شهرين وستة أشهر فقط، مما مكّن الشركات العالمية من تسريع طرح منتجاتها وزيادة طلبات التسجيل.
وأوضح التقرير، أن السوق المصرى يواصل تعزيز التصنيع المحلى ونقل التكنولوجيا، رغم التحديات المرتبطة بالاستثمار فى البحث والتطوير ولفت التقرير إلى إبرام الحكومة المصرية فى عام 2024 ثلاث اتفاقيات تمويل مع الاتحاد الأوروبى بقيمة 36 مليون يورو لدعم تصنيع اللقاحات وتطوير البحث العلمى، كما أشاد بالإطار القانونى المنظم للتجارب السريرية، بما فى ذلك القانون رقم 214 لسنة 2020 ولائحته التنفيذية رقم 927 لسنة 2022، اللذين يعززان الإشراف الأخلاقى وحماية المشاركين.
وأشار التقرير، إلى إعلان منظمة الصحة العالمية خالية من الملاريا والحصبة والحصبة الألمانية، مع التقدم الملحوظ نحو القضاء على التهاب الكبد الوبائى "سي" و"بي" مشيرا إلى مكافحة مرض السكرى من خلال حملات الرصد والتشخيص المبكر، وتحديث الإرشادات العلاجية، وتنفيذ مسح “الخطوات” (STEPwise)، إلى جانب توزيع 3000 جهاز فحص (HbA1c) على وحدات الرعاية الصحية الأولية، مما يضمن توحيد معايير الرعاية القائمة على الأدلة العلمية.
وأشار التقرير، إلى تراجع ملحوظ فى معدلات الإنجاب من 3.44 مولود لكل سيدة عام 2015 إلى 2.10 مولود فى عام 2023، مما يعكس التوسع فى خدمات الصحة الإنجابية، وارتفاع معدلات التعليم، ومشاركة المرأة فى سوق العمل وفيما يخص مرض السرطان، أوضح التقرير أن مبادرات الكشف المبكر، ومن أبرزها مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة المصرية التى انطلقت عام 2019، حققت نحو 60 مليون زيارة، مما يعكس زيادة الوعى الصحى، وأسهمت هذه الجهود فى خفض نسبة الحالات المتقدمة من الأمراض السرطانية (المرحلة الثالثة والرابعة) بنسبة 58.9% لتصل إلى 29%، مع مضاعفة مخصصات الدولة لعلاج السرطان من 1.8 مليار جنيه فى 2020-2021 إلى 3.6 مليار جنيه فى 2023-2024، إلى جانب الاستثمار المستمر فى البنية التحتية للأورام.
وفى ملف التهاب الكبد الوبائى "سي"، أكد التقرير أن مصر أصبحت فى أكتوبر 2023 أول دولة تحقق تصنيف «المستوى الذهبي» من منظمة الصحة العالمية، مما يعكس التزامها بخفض معدلات الإصابة والوفيات والاقتراب من القضاء الكامل على المرض قبل 2030 وعن فيروس نقص المناعة البشرى (الإيدز)، أشار التقرير إلى انخفاض معدل الانتشار فى مصر مقارنة بالمنطقة، مع توفير العلاج المجانى بمضادات الفيروسات القهقرية لجميع المرضى عبر شبكة واسعة من المراكز الحكومية المتخصصة، دون انقطاع فى توافر الأدوية خلال السنوات الست الماضية، مما يبرز استدامة منظومة الرعاية الصحية.
