الجمعة، 13 يونيو 2025 11:09 م

بعد جدل السوشيال ميديا.. واشنطن تتنصل من سفيرها في إسرائيل.. الدبلوماسي الأمريكي يحرج بلاده ويقترح اقتطاع جزء من أراضي إحدى الدول الإسلامية لإقامة دولة فلسطين.. والخارجية الأمريكية: يتحدث عن نفسه

بعد جدل السوشيال ميديا.. واشنطن تتنصل من سفيرها في إسرائيل.. الدبلوماسي الأمريكي يحرج بلاده ويقترح اقتطاع جزء من أراضي إحدى الدول الإسلامية لإقامة دولة فلسطين.. والخارجية الأمريكية: يتحدث عن نفسه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
الأربعاء، 11 يونيو 2025 08:00 م
كتبت آمال رسلان

جدت واشنطن نفسها في مأزق بسبب تصريح غير دبلوماسي لسفيرها في إسرائيل مايك هاكابي والذى دعا إلى إقامة دولة فلسطين في أي قطعة أرض بدولة آخرى، مما استدعى خروج الخارجية الأمريكية للتنصل رسميا من تصريحات سفيرها بعد أن أشعل كلامه تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويأتي هذا التصريح قبل أيام من المؤتمر الدولي حول حل الدولتين في نيويورك خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو، برعاية مشتركة من فرنسا والسعودية، والذي يهدف إلى إعادة إحياء الجهود الدولية لتحقيق حل الدولتين، وتعزيز الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون في وقت سابق نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار مبادرة أوسع تهدف لتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال السفير الأمريكي في مقابلة مع قناة بلومبيرغ حيث صرّح بأن الولايات المتحدة لم تعد تُؤيد تمامًا قيام دولة فلسطينية مستقلة، مُضيفًا أنه في حال قيامها، يُمكن أن تكون في مكان آخر بالمنطقة بدلًا من الضفة الغربية، وأضاف :"ما لم تحدث تغييرات جوهرية تُغيّر الثقافة، فلن يكون هناك مجال لذلك". وأضاف أن هذه التغييرات على الأرجح لن تحدث "خلال حياتنا".

واقترح هاكابي أن يُقتطع جزء من أراضي إحدى الدول الإسلامية لإقامة الدولة الفلسطينية، بدلا من مطالبة إسرائيل بالتنازل عن أراض، قائلا: "هل يجب أن تكون في يهودا والسامرة؟"، مستخدما التسمية التوراتية التي تطلقها الحكومة الإسرائيلية للضفة الغربية، حيث يعيش نحو 3 ملايين فلسطيني تحت الاحتلال.

ويُعرف هاكابي، حاكم ولاية أركنساس السابق، وهو مسيحي إنجيلي، كان حاكم ولاية أركنساس سابقا، وداعم قوى لإسرائيل طوال مسيرته السياسية، كما أنه دافع منذ فترة طويلة عن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وقال في تصريحات قبل تولي منصبه الدبلوماسي إنه "لا يوجد شيء اسمه فلسطيني" وأن الأمر "أداة سياسية لمحاولة إجبار إسرائيل على التخلي عن أرضها"

وأدت تصريحات السفير إلى حالة من الغضب ضد واشنطن مما استدعى تنصل وزارة الخارجية الأمريكية، من تصريحات سفيرها لدى إسرائيل مايك هاكابي التي قال فيها إن بلاده لم تعد تدعم فكرة إقامة دولة فلسطينية.

وقالت متحدثة الوزارة تامي بروس، إن "ما قاله (هاكابي) يمثّل رأيه الشخصي فق"، وأضافت: "لن أحاول توصيف أو تفسير أقوال السفير، هو بالتأكيد يتحدث باسمه الشخصى".

وقالت :"حسنًا، أولًا، لن أُقيّم تصريحات السفير، ولن أشرحها أو أُعلّق عليها إطلاقًا، أعتقد أنه يتحدث عن نفسه، في الوقت نفسه، بالطبع، السفراء موجودون ويعملون مع دولهم المضيفة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياسة الأمريكية، وبالتأكيد موقف الرئيس، أنصحكم بالاتصال بالبيت الأبيض".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أبدى خلال ولايته الأولى فتورا تجاه حل الدولتين، وهو من الثوابت التقليدية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ولم يبد حتى الآن موقفا واضحا من هذا الملف خلال ولايته الثانية.

فيما اعتبرت فلسطين، دعوة سفير واشنطن لدى إسرائيل مايك هاكابي لإقامة فلسطين في دولة إسلامية أخرى "تحولا خطيرا" في الموقف الأمريكي، وتنكرا لحل الدولتين.

وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، في بيان، إن :"تصريحات هاكابي، التي تنكر فيها لحل الدولتين وتماهى فيها مع أطروحات اليمين الإسرائيلي المتطرف، تشكل خروجا فاضحا عن أبسط قواعد العمل الدبلوماسي، وتحولا خطيرا في موقف الإدارة الأمريكية".

وأضاف: "لقد حول هاكابي نفسه إلى متحدث رسمي باسم (وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل) سموتريتش و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير ومنظمات أمناء جبل الهيكل المتطرفة، متبنيا روايات توراتية متطرفة لا علاقة لها بالواقع السياسي أو القانون الدولي".

وقال فتوح إن "هذه التصريحات الخطيرة التي تتنكر لقرارات الشرعية الدولية وتشجع على استمرار الاحتلال والاستيطان، تؤكد أن بعض الأطراف في الإدارة الأمريكية منحازة بشكل سافر لأكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا ودموية في تاريخها".

ودعا المجتمع الدولي إلى "الوقوف بحزم أمام هذه الانحرافات الدبلوماسية، والتأكيد على التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين وفق قرارات الأمم المتحدة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف".

وشدد على أن هذه التصريحات "تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وتعكس فهما مشوها للدين والسياسة على حد سواء وتستفز مشاعر الملايين من الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين المؤمنين بالسلام والعدالة".

 


print