الثلاثاء، 10 يونيو 2025 01:33 ص

CIA يعانى من أزمة تجنيد جواسيس جدد.. مسئولون: الأساليب التقليدية للتجسس البشرى لم تعد تجدى نفعا.. نجاح وكالة الاستخبارات فى تجنيد الأجانب تراجع بشدة فى السنوات الأخيرة.. ومقاطع فيديو سينمائية أحدث وسائل التجنيد

CIA يعانى من أزمة تجنيد جواسيس جدد.. مسئولون: الأساليب التقليدية للتجسس البشرى لم تعد تجدى نفعا.. نجاح وكالة الاستخبارات فى تجنيد الأجانب تراجع بشدة فى السنوات الأخيرة.. ومقاطع فيديو سينمائية أحدث وسائل التجنيد
الإثنين، 09 يونيو 2025 10:00 م
كتبت: ريم عبد الحميد

فى عالم الجواسيس يبدو كل شىء مختلفاً، فطبيعة العمل التى تضع صاحبها فى خطر طوال الوقت ناهيك عن ضرورة تمتعة بمؤهلات فريدة، تجعل العثور على العميل المثالى مهمة صعبة.

وربما كان هذا سبباً فى معاناة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فى إيجاد عملاء جدد لها فى الدول التى تعتبرها خصماً أو منافساً لها، لاسيما الصين وروسيا، ويدفعها إلى البحث عن سبل مبتكرة للعثور على الجواسيس المحتملين.

فى تقرير لها الشهر الماضى، سلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء على جهود وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعثور على عملاء، وقالت إن السى أى إيه" كشفت الشهر الماضى عن مقامرة جديدة لإقناع المسئولين الصينيين الساخطين بـ التجسس لصالح الولايات المتحدة، بنشر مقطعين فيديو بجودة أفلام هوليود تلعب على وتر الانقسامات المزعومة داخل حكومة بكين، وتقدم توجيهات بشأن كيفية البقاء على اتصال مع السى أى إيه دون كشف هويتهم.

واستخدم المقطعان لغة سينمائية وتم نشرهما على منصات متعددة، وكانا أشبه بمقاطع فيديو أنتجتها الوكالة فى السنوات السابقة بهدف تشجيع الروس على مشاركة الأسرار مع الولايات المتحدة. وقال مسئولون إن الفيديوهات الناطقة بالروسية قد حققت نجاحًا.

فى أحد الفيديوهات الأخيرة، ظهر شاب يُصوَّر على أنه مسئول صغير فى الحزب الشيوعى الصينى، وهو يرافق مسئولًا أعلى منه سنًا، حيث يجرب بدلات جديدة ويشترى ساعة باهظة الثمن. يروى المسئول الصغير أحداث الفيديو، معبرًا عن إحباطه من "فجوة الثروة بين نخبة الحزب وبقية المجتمع الصينى".

وقبل ستة أشهر، نشرت السى آى إيه فيديو نصيًا باللغة المندرينية يشرح كيفية التواصل معها بأمان عبر "الشبكة المظلمة"، وهى جزء من الإنترنت لا يمكن الوصول إليه إلا ببرامج متخصصة. وصرح مسئولون فى الوكالة بأن الفيديو حصد 900 ألف مشاهدة.

ورغم أن مسئولى وكالة الاستخبارات أشاروا إلى أن مثل هذه المقاطع تحقق نجاحاً، لكنها تسلط الضوء على مشكلة أخرى، وهى أن السى أى إيه بحاجة إلى مزيد من الجواسيس. فالأساليب التقليدية للتجسس البشرى لم تعد تجدى نفعا بشكل متزايد، بحسب ما قال مسئولون سابقون وحاليون بالاستخبارات الأمريكية.

وتراجع نجاح السى أى إيه فى تجنيد الأجانب ومشاركة الأسرار الحيوية مع الولايات المتحدة بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، وفقا للمسئولين. وأوضح مسئول سابق أن تجنيد عملاء جدد قد تراجع بنسبة كبير منذ عام 2019، دون الكشف عن هذه النسب السرية للغاية.

وقال مدير السى أى إيه جون راتكليف فى جلسة التصديق على تعيينه أمام مجلس الشيوخ فى يناير الماضى: إننا جميعا نعرف أن جمع الاستخبارات البشرية ليس فى مكانه المطلوب. وأوضح أنه سيجعل أولوية قصوى له فى السى اى إيه عكس هذا الاتجاه.

إلا أن التحدى الذى يواجهه مدير وكالات الاستخبارات المركزية صعب، وفقا للمسئولين. فالفجوات الاستخباراتية المحتملة ليست مقدّرة بشكل واسع خارج دوائر الأمن القومى الحكومية. ويقع على المحك عمق معرفة الحكومة بالتهديدات الأمنية الملحة سواء ما إذا كانت إيران ستحصل على سلاح نووى، أو الخطوات القادمة لروسيا فى أوكرانيا أو ما إذا كانت الصين ستغزو أو ستحاول خنق تايوان اقتصاديا.

ويقول مسئولون أمريكيون إن معلومات الإشارات الاستخباراتية التى تجمعها وكالة الأمن القومى، بما فى ذلك المكالمات الهاتفية والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكترونى التى يتم اعتراضها، تُشكل أساسًا لجمع المعلومات الاستخباراتية، وتساهم فيما ما لا يقل عن 60% من المقالات الواردة فى الموجز اليومى للرئيس. لكن برنامج التجسس الفعال يحتاج إلى استخبارات بشرية وإلكترونية، بالإضافة إلى جمع معلومات تقنية أخرى، مثل الصور.

ويقول مسئولون حاليون وجواسيس سابقون إنه لا بديل عن مصدر بشرى مُؤهل لاختراق أماكن لا يمكن لأجهزة التنصت أو الأقمار الصناعية الوصول إليها، أو تأكيد معلومات متفرقة، أو تقديم رؤية ثاقبة لنوايا قادة معادين مثل شى جين بينج والرئيس الروسى فلاديمير بوتين.


print