وتعمل البعثة على مدار الساعة كخلية نحل، حيث تُدار كل التفاصيل من خلال غرفة عمليات مركزية، تتابع الموقف لحظة بلحظة لضمان انتظام تحركات الحجاج وسلامتهم.
وتحرص بعثة حج القرعة على توفير أعلى مستويات الخدمة والرعاية للحجاج المصريين، حيث تم تجهيز أسطول من الأتوبيسات الحديثة والمكيّفة خصيصًا لعمليات التصعيد إلى عرفات، بما يراعي الظروف المناخية واحتياجات الحجاج من الراحة والأمان.
كما جرى إعداد مخيمات مميزة في عرفات، مكيفة بالكامل، وتوجد على مقربة من مسجد نمرة، مما يسهّل على الحجاج أداء الشعائر في يسر وسهولة.
وفي ضوء ارتفاع درجات الحرارة المتوقع خلال فترة الوقوف بعرفة، دعت البعثة جميع الحجاج المصريين إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية، وفي مقدمتها تجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس، والإكثار من شرب المياه والسوائل، واللجوء إلى العيادات الطبية المنتشرة داخل مقار الإقامة عند الشعور بأي إجهاد أو تعب.
وأوضح الدكتور محمد مصطفى، رئيس البعثة الطبية المصرية، أن جميع الحجاج المصريين في حالة صحية جيدة، وأن الأطقم الطبية تتابعهم على مدار الساعة في الفنادق والمخيمات. وأضاف أن هناك وحدات طبية متنقلة وفرق تدخل سريع جاهزة للتعامل مع أي طارئ صحي، مؤكدًا أن البعثة تولي عناية خاصة بكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وفي السياق ذاته، كثّفت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية من جهودها لتوفير بيئة آمنة وميسّرة لضيوف الرحمن.
وأكدت الوزارة في بيان لها، أن الحفاظ على سلامة الحجاج هو أولوية قصوى هذا الموسم، لا سيما في ظل الظروف المناخية الصعبة. ودعت الوزارة حجاج بيت الله الحرام إلى الالتزام بالبقاء داخل المخيمات يوم عرفة من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، وتجنب الخروج إلى جبل الرحمة أو التوجه إلى مسجد نمرة خلال تلك الساعات، وذلك حفاظًا على سلامتهم من أشعة الشمس المباشرة.
كما شدّدت الوزارة على ضرورة الالتزام بجداول التفويج التي أُقرت بالتنسيق مع الجهات المختصة، وعدم التنقل بين المشاعر مشيًا على الأقدام خلال الفترات المزدحمة، مع الالتزام باستخدام وسائل النقل الرسمية المعتمدة. وأكدت على أهمية بطاقة "نسك" التي يجب أن يحتفظ بها كل حاج طيلة وجوده في المشاعر، حيث تُعد وسيلة تعريفية أساسية تسهم في تقديم الدعم للحاج عند الحاجة، وتسهّل عملية التواصل مع الجهات المختصة.
ومن جانبها، واصلت بعثة حج القرعة تنفيذ سلسلة من الإجراءات النوعية لضمان راحة الحجاج المصريين، حيث سيتم توزيع وجبات جافة وعصائر ومياه باردة داخل المخيمات، فضلًا عن توفير مظلات ومسارات ظل تقلّل من تعرض الحجاج لأشعة الشمس أثناء التنقلات القصيرة.
وتم تخصيص فرق دعم إنساني للتعامل مع الحالات الخاصة وذوي الاحتياجات، مع تقديم كل التسهيلات لهم في التنقل والسكن والخدمات الصحية.
ولم تغفل البعثة الجانب الديني، حيث تم إيفاد عدد من علماء وزارة الأوقاف ودار الإفتاء، لمرافقة الحجاج وشرح المناسك والرد على استفساراتهم الشرعية، بما يضمن أداء شعائر الحج وفق الضوابط الشرعية الصحيحة.
وتتواصل جهود البعثة في مشعر منى كذلك، حيث تم تجهيز مخيمات مريحة ومكيفة للحجاج المصريين، مع ضمان استمرارية الخدمات الصحية واللوجستية بنفس المستوى طوال أيام التشريق.
وتعتمد البعثة هذا العام على منظومة رقمية متطورة في متابعة الحجاج وتسجيل حالتهم الصحية، والتنسيق بين الفرق الميدانية عبر تطبيقات حديثة توفر البيانات أولاً بأول، ما يسهم في سرعة اتخاذ القرار والاستجابة لأي موقف طارئ.
وبهذه الجهود المتكاملة، ترسم بعثة الحج المصرية مشهدًا إنسانيًا وتنظيميًا يليق بمكانة مصر وحضورها في خدمة ضيوف الرحمن، في تناغم كامل مع الترتيبات السعودية الواسعة، التي تبذل جهدًا كبيرًا من أجل موسم حج استثنائي وآمن.