الثلاثاء، 03 يونيو 2025 01:53 ص

بعثة الحج المصرية تستعد لتصعيد الحجاج للمشاعر المقدسة وسط منظومة طبية ودينية ولوجستية متكاملة.. رئيس البعثة: ضباطنا يرافقون الحجيج بشكل لحظي.. واستعدادات طبية لنقل المرضى لعرفات.. وعلماء الدين يشرحون المناسك

بعثة الحج المصرية تستعد لتصعيد الحجاج للمشاعر المقدسة وسط منظومة طبية ودينية ولوجستية متكاملة.. رئيس البعثة: ضباطنا يرافقون الحجيج بشكل لحظي.. واستعدادات طبية لنقل المرضى لعرفات.. وعلماء الدين يشرحون المناسك الحج
الأحد، 01 يونيو 2025 11:10 ص
رسالة مكة المكرمة - محمود عبد الراضي
تواصل بعثة حج القرعة المصرية، استعداداتها المكثفة لتصعيد ضيوف الرحمن إلى المشاعر المقدسة، في إطار خطة متكاملة تُنفّذ على مدار الساعة، لضمان راحة الحجاج وتيسير أدائهم للمناسك في أجواء من السكينة والطمأنينة.
 
وتعمل البعثة كمنظومة دقيقة متشابكة المهام، لا تهدأ فيها الحركة لحظة واحدة، إذ يواصل الضباط المكلفون من وزارة الداخلية أداء أدوارهم الحيوية في المتابعة والإشراف والتدخل الفوري عند الحاجة، تأكيدًا على التزام الدولة المصرية بتوفير كل سبل الدعم والرعاية لحجاج بيت الله الحرام.
 
وأكد مساعد وزير الداخلية للشؤون الإدارية والرئيس التنفيذي للبعثة، أن أفراد البعثة من ضباط وضابطات يتواجدون بصفة دائمة في مقار إقامة الحجاج، يتفقدون أحوالهم، ويطمئنون على جودة الخدمات المقدمة لهم، ويتابعون الاستعدادات الخاصة بتصعيدهم إلى عرفات ومنى، بما يشمل الإجراءات التنظيمية، والخدمات الطبية، والاحتياجات الفردية، وذلك في إطار منظومة خدمية متكاملة تُعلي من قيمة البُعد الإنساني وتمنح كل حاج شعورًا بالأمان والرعاية.
 
ويأتي هذا النهج تنفيذًا لتوجيهات وزارة الداخلية بضرورة توفير كل أوجه الرعاية لحجاج القرعة ومراعاة احتياجاتهم الصحية والإنسانية، والعمل على تذليل أية عقبات قد تعترض رحلتهم الإيمانية، من خلال فرق عمل متخصصة تنتشر في الفنادق والمخيمات والمنافذ، ولا تترك شيئًا للمصادفة.
 
في السياق ذاته، أشار رئيس البعثة إلى أن المتابعة لا تقتصر على الجوانب الإدارية والتنظيمية فقط، بل تشمل أيضًا الجانب الصحي، حيث يتم تفقد العيادات الطبية التي أقامتها البعثة داخل الفنادق، والتأكد من جاهزيتها الكاملة لاستقبال الحالات المرضية والتعامل معها على مدار الساعة.
وقد أعرب الحجاج عن تقديرهم لهذه الجهود، مشيدين بالتنظيم المحكم، والسرعة في تقديم الخدمات، والتواصل المستمر مع كل فرد منهم، وهو ما ساهم في تعزيز شعورهم بالراحة والثقة منذ وصولهم إلى الأراضي المقدسة.
 
أما على المستوى الصحي، أوضح الدكتور محمد مصطفى، رئيس البعثة الطبية، أن العيادات المجهزة داخل مقار الإقامة تعمل دون انقطاع، وقد استقبلت حتى الآن أكثر من 21 ألف حاج، تلقوا الخدمات العلاجية المناسبة داخل العيادات، فيما تم تحويل عدد من الحالات التي استدعت الرعاية المتقدمة إلى المستشفيات السعودية، حيث خرج منها 41 حاجًا بعد تلقيهم العلاج اللازم وتحسن حالاتهم الصحية.
 
وأكد رئيس البعثة الطبية، أن الاستعدادات لتصعيد المرضى إلى المشاعر المقدسة تسير على قدم وساق، إذ يتم تجهيز سيارات إسعاف مجهزة لنقل المرضى القادرين على أداء المناسك، مع مرافقة طواقم طبية لضمان سلامتهم أثناء الرحلة.
 
وشدد على أن الحملة التوعوية الصحية التي أطلقتها البعثة منذ البداية مستمرة بشكل يومي، حيث تُقدَّم النصائح والإرشادات للحجاج لتجنب الإجهاد الحراري، مع التركيز على أهمية تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، والحرص على تناول كميات كافية من السوائل، واتباع الإرشادات الصحية المناسبة، وقد استفاد من هذه الحملات حتى الآن نحو 38 ألف حاج.
 
ومن الجانب الديني، أكد الشيخ شريف إبراهيم، رئيس البعثة الدينية، أن البعثة أولت اهتمامًا كبيرًا بالجانب التثقيفي للحجاج، عبر تنظيم سلسلة من اللقاءات والندوات في الفنادق، تناولت شرح مناسك الحج، لاسيما أركان الوقوف بعرفات، وأعمال يوم النحر، وكيفية أداء الطواف والسعي، والتمييز بين الواجبات والمستحبات، وقد لاقت هذه الندوات إقبالًا واسعًا من الحجاج الذين حرصوا على الفهم الدقيق لأداء المناسك على الوجه الصحيح. هذا الاهتمام الديني يعكس حرص البعثة على أن يعيش الحاج المصري تجربة روحية متكاملة تجمع بين الإيمان والمعرفة والاطمئنان.
 
وعلى مستوى الخدمات اللوجستية، بذلت البعثة جهدًا كبيرًا لتأمين أفضل ظروف الإقامة والتنقل للحجاج، حيث تم تخصيص مخيمات مميزة في مشعر عرفات بمواقع قريبة من مسجد نمرة، ومجهزة بمكيفات هواء لتخفيف وطأة الحرارة، إلى جانب توفير الوجبات الجافة والمياه والعصائر داخل المخيمات، لمساعدة الحجاج على مقاومة الإجهاد الحراري.
 
وتم تخصيص فرق ميدانية للتعامل مع الحالات الإنسانية، سواء من كبار السن أو من الحجاج الذين يحتاجون إلى مساعدة خاصة. وشملت التجهيزات أيضًا توفير أتوبيسات حديثة ومكيفة لنقل الحجاج بين المشاعر، مع مرافقة فرق طبية وعلماء دين لضمان توفير الدعم الكامل طوال أيام الحج.
 
ويأتي ذلك في إطار خطة متكاملة تتولى تنفيذها غرفة العمليات المركزية للبعثة، والتي تتابع عن كثب كل تفاصيل حركة الحجاج عبر تقنيات التحول الرقمي والتطبيقات الحديثة، التي تمكِّن من مراقبة أماكن تواجد الحجاج، وتسهيل الوصول إليهم عند الحاجة، وتوفير قاعدة بيانات دقيقة تسمح بالتعامل السريع مع أية مستجدات أو حالات طارئة.
 
وتؤكد البعثة من خلال هذا الأداء المنظم والمتكامل، أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد مسؤولية إدارية، بل واجب وطني وإنساني وروحي تُسخّر له الدولة كل إمكانياتها، ليبقى الحاج المصري محاطًا بالرعاية والاهتمام في كل خطوة يخطوها خلال رحلته إلى أطهر بقاع الأرض.

 


print