تواصل بعثة الحج المصرية الرسمية استعداداتها المكثفة لتصعيد الحجاج إلى المشاعر المقدسة، وعلى رأسها صعيد عرفات، لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج، وسط متابعة دقيقة وتجهيزات متكاملة تضمن راحة الحجاج وسلامتهم في مختلف مراحل الرحلة الروحانية.
وأكد مساعد وزير الداخلية لقطاع الشؤون الإدارية والرئيس التنفيذي لبعثة الحج، أن العمل يجري على مدار الساعة بالتنسيق مع مختلف الجهات السعودية المنظمة، فضلاً عن البعثة الطبية المصرية، لضمان تقديم أفضل خدمة لحجاج بيت الله الحرام.
وأوضح أن الحالة العامة لجميع الحجاج المصريين مطمئنة، وأن جميع الفرق الميدانية مستعدة لخدمة ضيوف الرحمن في كل مواقع تواجدهم.
وفي إطار تعزيز التنظيم والانضباط خلال موسم الحج، شدد رئيس البعثة على ضرورة التزام جميع الحجاج المصريين بارتداء بطاقة "نسك" الذكية وكارت التعارف الشخصي خلال تنقلاتهم داخل الأراضي المقدسة.
وأضاف أن السلطات السعودية أصدرت هذه البطاقة لتعزيز الأمن وتنظيم حركة الحجاج، وهي تُعد الوثيقة الرسمية الوحيدة التي تميز الحاج النظامي، حيث تحتوي على بياناته الشخصية والطبية، ومعلومات الاتصال بمسؤول البعثة والشركة المقدمة للخدمات.
وأشار إلى أن التنسيق جارٍ مع كافة الجهات المعنية لضمان التزام الحجاج بهذه التعليمات، مؤكداً أنه لن يُسمح بدخول مناطق المشاعر المقدسة خلال أيام الحج إلا لمن يرتدون هذه البطاقة، لما تمثله من أهمية كبرى في تنظيم حركة الحشود والحفاظ على سلامتهم.
وفيما يتعلق بوصول الحجاج المصريين، أعلن مساعد وزير الداخلية اكتمال وصول آخر أفواج حجاج القرعة إلى مكة المكرمة، قادمين من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، حيث كان في استقبالهم مسؤولو البعثة لمتابعة إجراءات دخولهم وتفويجهم إلى الفنادق المحيطة بالحرم المكي.
حرصت البعثة على مراجعة مقار إقامة الحجاج قبل وصولهم، لضمان جاهزيتها من حيث التجهيزات ووسائل الراحة، وتسريع إجراءات التسكين فور وصولهم.
كما نظمت البعثة فعاليات استقبال داخل الفنادق، تخللها توزيع الورود والهدايا، وتوفير دعم خاص لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من لحظة وصولهم وحتى تسكينهم.
وقد أعرب الحجاج عن ارتياحهم الشديد لمستوى التنظيم وحسن الاستقبال، مشيدين بقرب الفنادق من الحرم المكي ومستوى الخدمة بها.
كما وجّهوا الشكر لمسؤولي البعثة على جهودهم المبذولة لتيسير مناسك الحج بكل يسر وطمأنينة.
وفي إطار الإعداد لتصعيد الحجاج إلى عرفات، أولت بعثة حج القرعة اهتماماً بالغاً بتوفير مخيمات مميزة في مشعر عرفات، مجهزة بكافة الوسائل التي تضمن الراحة في ظل درجات الحرارة المرتفعة.
وتم تجهيز المخيمات بمكيفات هواء قوية، وهي تقع على مقربة من مسجد نمرة، لتسهيل أداء الخطبة والصلاة للحجاج.
كما تم تخصيص فرق ميدانية لمساعدة الحالات الإنسانية وكبار السن، إضافة إلى توفير وجبات جافة ومياه باردة وعصائر بشكل منتظم للتغلب على الحرارة العالية.
وتم تجهيز أسطول من الحافلات المكيفة والحديثة لنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة، بما يضمن سلامتهم وسرعة تحركهم في الوقت المحدد.
وفي الجوانب الصحية، تتابع البعثة الحالة الطبية للحجاج من خلال فريق طبي متخصص متواجد على مدار الساعة، يضم أطباء من مختلف التخصصات، لتقديم الرعاية الطبية والفحوصات الأولية عند الحاجة.
وتواكب الجوانب الدينية هذه الخدمات، من خلال حضور عدد من علماء الأزهر ووزارة الأوقاف، لشرح مناسك الحج والرد على استفسارات الحجاج بوضوح ويسر.
كما تم توفير مخيمات مميزة في مشعر منى، مزودة بكافة وسائل الراحة، ومجهزة لاستيعاب الأعداد الكبيرة للحجاج. وتعمل غرفة العمليات المركزية على متابعة الحجاج لحظة بلحظة، باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا والتحول الرقمي، الذي اعتمدته البعثة في موسم الحج هذا العام، مما أسهم في رفع كفاءة التنسيق وتسهيل الخدمات.
وشدد رئيس بعثة حج القرعة على أن جميع أفراد البعثة ملتزمون بتقديم أقصى درجات الدعم والرعاية للحجاج المصريين، منذ لحظة مغادرتهم لأرض الوطن وحتى عودتهم سالمين، مشيراً إلى أن الالتزام والانضباط والتنسيق المستمر هي العوامل الأساسية التي تضمن نجاح موسم الحج وسلامة الحجيج.
وفي لفتة إنسانية تؤكد يقظة بعثة حج القرعة وحرصها على راحة الحجاج المصريين، استُعيدت حقيبة مفقودة لحاجة مصرية تُدعى مديحة محمد، كانت قد فقدتها خلال تنقلها بالأراضي المقدسة، وتحتوي على مبلغ مالي وهاتف محمول وجهاز تابلت بالإضافة إلى متعلقاتها الشخصية.
وقد سارعت بعثة حج القرعة، فور الإبلاغ عن الواقعة، بتكثيف جهودها للعثور على الحقيبة، ليتم تسليمها للحاجة مديحة في وقت قياسي.
وأعربت الحاجة عن بالغ امتنانها وتقديرها للبعثة، مؤكدة أن سرعة الاستجابة أعادت لها شعور الأمان ورسمت البسمة على وجهها في هذه الأيام المباركة.
