الإثنين، 19 مايو 2025 12:15 ص

«قمة بغداد» تدعو لدعم خطة إعادة إعمار غزة الصادرة عن «قمة القاهرة».. بغداد تدعو إلى وحدة الصف وتغليب المصالح الوطنية.. الجامعة العربية ترفض محاولات الكيان الصهيونى للتوسع.. ومطالب بوقف فورى لحرب إسرائيل على غزة

«قمة بغداد» تدعو لدعم خطة إعادة إعمار غزة الصادرة عن «قمة القاهرة».. بغداد تدعو إلى وحدة الصف وتغليب المصالح الوطنية.. الجامعة العربية ترفض محاولات الكيان الصهيونى للتوسع.. ومطالب بوقف فورى لحرب إسرائيل على غزة رئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى
الأحد، 18 مايو 2025 04:00 م
رسالة العراق : بيشوى رمزى
شهدت العاصمة العراقية بغداد، أمس السبت، أعمال وجلسات القمتين العربية العادية الرابعة والثلاثين والتنموية الخامسة، بحضور عدد من القادة والزعماء العرب، والأمناء العامين لمنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى ومجلس التعاون الخليجى.
 
وتسلم العراق رئاسة القمة العربية من البحرين، وقال الرئيس العراقى عبداللطيف رشيد، فى كلمة افتتاح القمة التى حضرها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: «تنعقد قمة بغداد فى ظل ظروف بالغة التعقيد وتحديات خطيرة تهدد منطقتنا وأمن بلادنا ومصير شعوبنا».
 
 
وأضاف: «الهدف الأسمى من عقد قمتنا، وبعد فترة ليست بالطويلة من عقد قمة طارئة فى القاهرة، هو توحيد مواقفنا تجاه التحديات المتزايدة، إيمانا منا بأهمية العمل المشترك، وبما يؤدى إلى تغليب المصالح الوطنية العليا على مصالح أخرى».
 
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقى، محمد شياع السودانى، على مضى العراق بروح الاخوة والمسؤولية لإيجاد حلول جذرية تعالج أصل المشكلات فى المنطقة، وقال السودانى، فى كلمة له خلال افتتاح أعمال القمّة «أرحّبُ بكمْ باسمِ الشعبِ العراقى، وبضيوفِ قمتِنا، وفى مقدّمتهم رئيسِ وزراءِ مملكةِ إسبانيا بيدرو سانشيز، والأمينِ العامِّ للأممِ المتحدةِ أنطونيو جوتيريش».
 
وأضاف: «تشخص أعينُ شعوبِنا العربيةِ إليكمْ ، أملا فى ترجمةِ المواقفِ إلى معالجاتٍ للتحديات والمخاطر، وبانتظار خطواتٍ واقعية وعملية».
 
بدوره أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، أن قضية الشعب الفلسطينى وحقه فى إقامة دولة مستقلة ما تزال القضية الرئيسية للجامعة العربية، وقال أبوالغيط فى كلمته إن «القضية الفلسطينية لا تزال تمثل قضية العرب الأولى وقضية الجامعة العربية، مؤكدا أن محاولات اليمين المتطرف الصهيونى للهيمنة على الأراضى الفلسطينية وتنفيذ إبادة جماعية لشعبها يمثل وصمة عار فى جبين العالم».
 
وأضاف أن «الجامعة العربية ترفض السياسة الصهيونية فى التوسع بحجة تحقيق الأمن فى كل من فلسطين وسوريا ولبنان ستدخل المنطقة فى حلقة مفتوحة من المواجهة»، وعبر أبوالغيط فى كلمته عن «شكره للجهود التى تبذلها مصر وقطر للتوصل لوقف لاطلاق النار فى قطاع غزة، وجهود المملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر للسلام فى نيويورك الشهر المقبل».
 
وأشار الى أن «الأمن العربى لم يتحقق بعد على النحو المأمول بسبب حجم التدخلات التى تعانى منها المنطقة العربية، وتابع أن «لبنان يواجه تحديات للتعافى فى ظل عدوان صهيونى مستمر، وسوريا ما زالت تواجه صعوبات فى إعادة بناء البلاد مجددا، فى وقت تعانى فيه دولة السودان أكبر أزمة إنسانية بسبب الحرب فيها، وانقسامات تهدد وحدة ليبيا».
 
وجدد أبو الغيط «ثقته بقدرة الدول العربية على مواجهة تلك التحديات وإعادة ترميم الأمن العربى فى المنطقة».
 
فى السياق ذاته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن «الإقليم والعالم كله يواجه تحديات كبيرة بدءا من غزة، ولا شىء يبرر العذاب الجماعى للشعب الفلسطينى، ونرفض التهجير المستمر لسكان قطاع غزة»، لافتا إلى أن «سلامة الأراضى اللبنانية وسيادتها يجب أن تحترم، والسيادة والاستقلال فى سوريا ضروريان».
وأضاف أنه «يجب أن يكون هنالك حوار يمنى يمنى، وضرورة مواجهة العنف فى السودان، فيما يجب مساعدة الصومال لتعزيز الأمن والاستقرار فيها، كما نتواصل مع الفاعلين الدوليين لإنهاء النزاعات فى ليبيا لتحقيق الاستقرار»، مشيدا بـ«التقدم فى العراق وتوفير المساعدات الإنسانية وتمكين حقوق الإنسان»، مؤكدا: «ملتزمون بدعم حكومة العراق وشعبه».
 
وشمل  البيان الختامى لإعلان القمة، ثلاثة أقسام، يتعلق الأول بقرارات القمة العربية، والثانى بالقمة التنموية، أما الثالث فضم 15 مبادرة أطلقها العراق.
وجاءت القضية الفلسطينية على رأس القسم الأول من الإعلان، الذى أكد مجددا «مركزية القضية الفلسطينية»، وطالب بـ«الوقف الفورى للحرب فى غزة ووقف جميع الأعمال العدائية التى تزيد من معاناة المدنيين الأبرياء». وحث المجتمع الدولى، ولا سيما الدول ذات التأثير، على «تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية للضغط من أجل وقف إراقة الدماء، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى جميع المناطق المحتاجة فى غزة».
 
ودعا «إعلان بغداد» جميع الدول لتقديم الدعم السياسى والمالى والقانونى للخطة العربية - الإسلامية المشتركة بشأن إعادة الإعمار والتعافى المبكر فى غزة التى اعتمدتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة، فى مارس الماضى، ووزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى فى الشهر نفسه بجدة.
 
ورحب «إعلان بغداد» بالمقترحات والمبادرات التى تقدمت بها الدول العربية لإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، وشدد على أهمية التنسيق المشترك للضغط باتجاه فتح جميع المعابر أمام إدخال المساعدات الإنسانية لجميع الأراضى الفلسطينية.
 
ورحب بتشكيل مجموعة عمل مفتوحة العضوية لمتابعة إنشاء صندوق بالتعاون مع الأمم المتحدة، لرعاية أيتام غزة البالغ عددهم زهاء 40 ألف طفل، وجدد التأكيد «الرفض القاطع لأى شكل من أشكال التهجير والنزوح للشعب الفلسطينى من أرضه، وتحت أى اسم أو ظرف أو مبرر».
 
ودعا إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، مؤيدا دعوة الرئيس الفلسطينى محمود عباس، لعقد مؤتمر دولى لسلام، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، وفق مبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، وطالب بنشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة فى الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين. كما دعا مجلس الأمن الدولى لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ «حل الدولتين».
 
ودعا البيان أيضا جميع الفصائل الفلسطينية إلى التوافق على مشروع وطنى جامع ورؤية استراتيجية موحدة، كما ثمن الإعلان مواقف الدول الأوروبية، إسبانيا، والنرويج، وآيرلندا فى الاعتراف بدولة فلسطين، وجدد التأكيد على «مساندة موقف جنوب أفريقيا فى الدعوى القضائية ضد إسرائيل».
 
وبشأن التطورات فى سوريا، أكد الإعلان احترام خيارات الشعب السورى، بكل مكوناته وأطيافه، والحرص على أمن واستقرار سوريا اللذين ينعكسان على أمن واستقرار المنطقة، ودعم وحدة الأراضى السورية، ورفض جميع التدخلات فى الشأن الداخلى، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضى السورية وانتهاك سيادتها ومحاولة تقويض وتدمير مقدراتها الوطنية.
 
كما أكد الإعلان «ضرورة المضى بعملية سياسية انتقالية شاملة تحفظ التنوع والسلم المجتمعى مع أهمية احترام معتقدات ومقدسات فئات ومكونات الشعب السورى كافة، وإعادة بناء سوريا»، مرحبا فى هذا الصدد بإعلان رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب الأخير رفع العقوبات عن سوريا.
 
ودعا لتبنى مؤتمر حوار وطنى شامل يضم مكونات الشعب السورى، مثمنا استعداد دولة الرئاسة لدورة القمة العربية الحالية - العراق - لاستضافة المؤتمر وبالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والدول العربية، لضمان تحقيق المصلحة الوطنية السورية ويضمن مشاركة فعّالة، ويُعزِّز التعايش المجتمعى فى سوريا.
 
وأكد إعلان بغداد دعم لبنان فى مواجهة التحديات والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وحماية حدوده المعترف بها دوليا بوجه أى اعتداءات عليها وعلى سيادة الدولة، مرحبا بالانتخابات البلدية، ومشجعا جميع الكيانات السياسية على التفاهم والابتعاد عن لغة الإقصاء، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية ، كما أكد التضامن الكامل مع اليمن فى حفاظه على سيادته ووحدته ودعم الجهود لتحقيق الاستقرار والأمن ولإنهاء حالة الحرب والانقسام وإيجاد الحلول عبر الحوار الداخلي.
 
وشدد على «أهمية إيجاد حل سياسى لإيقاف الصراع فى السودان بالشكل الذى يحفظ سيادته ووحدة أراضيه، وسلامة شعبه، والتأكيد على ضرورة السماح بالمرور الآمن للعاملين فى المجال الإنسانى. ودعا الأطراف كافة إلى الانخراط فى مبادرات تسوية الأزمة مثل مبادرة إعلان جدة وغيرها من المبادرات، كما رحب بالبيان الصادر عن الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية فى أفريقيا «إيغاد»، الذى نص على توحيد منابر حل الأزمة فى السودان».
 
وأكد «إعلان بغداد» «دعم ليبيا وحلّ الأزمة فيها عبر الحوار الوطنى وبما يحفظ وحدة الدولة، ويحقق طموحات شعبها واستقرارها الدائم، ورفض جميع أشكال التدخل فى شؤونها الداخلية»، داعيا لخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من أراضيها فى مدى زمنى محدد، ودعا جميع الأطراف فى ليبيا إلى مواصلة العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية.
 
وأكد دعم الصومال ووحدة أراضيه، ودعم سيادة الإمارات العربية على جزرها الثلاث «طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى»، داعيا إيران إلى التجاوب مع مبادرة الإمارات لإيجاد حل سلمى لهذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
 
كما أكد «ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط وفقا للمرجعيات المتفق عليها»، وشدد على أن الأمن المائى يشكل ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومى العربى، مؤكدا فى هذا السياق أهمية دعم الجهود التى يبذلها كل من العراق، ومصر والسودان، وسوريا، لضمان حقوقها المائية المشروعة.
 
وأكد إعلان بغداد موقف الدول العربية الثابت فى إدانة جميع أشكال وأنماط الإرهاب والأفكار المرتبطة به، والتصدى للجريمة المنظمة، ومكافحة المخدرات والاتجار بالبشر، وغسل الأموال، ورحب بجهود العراق فى مواجهة ومحاربة الوجود والتهديدات الإرهابية، ودعا إلى تفعيل الإجراءات الرادعة لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف والتحريض.
 
وفى ما يتعلق بالأوضاع الإقليمية والدولية، أكد البيان أن «التوترات المتصاعدة على الساحة الدولية تسلط الضوء على تراجع الدبلوماسية مقابل استخدام القوة فى تسوية الخلافات والنزاعات، ما ينذر بخطر انعدام الحلول العادلة والمنصفة»، وشدد على «الحاجة الملحة لحلول مستدامة فى المنطقة عبر الحوار والدبلوماسية وعبر جهود المساعى الحميدة».

 


print