الجمعة، 22 أغسطس 2025 04:00 م

مبادرة صحح مفاهيمك توضح خطورة الشائعات وأسبابها وكيفية التصدى لها.. وتؤكد: سلاح مدمر والعلاج يكون بالتزام الصدق والتثبت ونشر الوعي.. والحذر من الشائعات واجب ديني ووطني لحماية المجتمع من الفتن والقلاقل الداخلية

مبادرة صحح مفاهيمك توضح خطورة الشائعات وأسبابها وكيفية التصدى لها.. وتؤكد: سلاح مدمر والعلاج يكون بالتزام الصدق والتثبت ونشر الوعي.. والحذر من الشائعات واجب ديني ووطني لحماية المجتمع من الفتن والقلاقل الداخلية وزارة الأوقاف
الجمعة، 22 أغسطس 2025 01:00 م
كتب لؤى على
واصلت مبادرة صحح مفاهيمك من وزارة الأوقاف، اقتحام الموضوعات الشائكة وتناولت في أحدث أعمالها "خطورة الشائعات"، حيث أوضحت أن الشائعات هي أخبار كاذبة، أو مُحرَّفة تنتشر بسرعة بهدف إثارة البلبلة، والتأثير في الرأي العام، وغالبًا ما تكون مجهولة المصدر، أو مصدرها مغرض، وأكثر ما تتناول القضايا الحساسة التي تمس أمن المجتمع، واستقراره، وقد أمرنا القرآن الكريم بالتثبت في تصديق الأخبار فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: ٦].
 
خطورة الشائعات
 
تتمثل خطورة الشائعات في إتيان ما نهى الله عنه من الانسياق خلف كل ناعق بدون تثبت، مما يساعد في تشتيت التماسك الاجتماعي، وإثارة الفتن، وزعزعة الثقة بين الناس، وقد رأينا كيف استُخدمت الشائعات في أحداث اعتصام "رابعة العدوية" عام ٢٠١٣ م حيث انتشرت أخبار كاذبة؛ لتحريض الناس، وتضليل الرأي العام، مما زاد من الاحتقان والتوتر، وهذا ما حذر منه النبي ﷺ بقوله: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» [أخرجه مسلم ].
 
عوامل انتشار الشائعات

هناك عوامل تؤدي إلى انتشار الشائعات، منها:
 
أ‌-غياب المعلومات الصحيحة: إن غياب المعلومات الصحيحة من مصدرها الموثوق يعطي الفرصة لأصحاب الأهواء في نشر باطلهم؛ ولذا فإن الدولة المصرية تعمل على تقديم الأجوبة الشافية، والأدلة الكافية على كل ما يتعلق بالرأي العام، وتضع أمام أعين الناس المعلومات الصحيحة الهادمة لكل كذبة أو ادّعاء.
 
ب‌- الدوافع الخبيثة: إن من أهم عوامل نشر الشائعات، هو أصل نشأتها، وهو ما يُكنّه أهل الشر والخبث من الحقد، أو الأجندات السياسية الخارجية، كما فعل المنافقون في عهد النبي ﷺ بإشاعة حادث الإفك، ولكل زمان منافقوه يسعون في الأرض فسادًا، بدعوى أنهم يصلحون، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ * أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ} [البقرة١١/١٢]
 
ت‌- وسائل التواصل الاجتماعي: وما يساعد على سرعة انتشار الشائعات، وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، حيث يَتناقلها الناس دون تثبت، أو تأكد من مصدر موثق، وهم في ذلك مخالفين قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: ٦].
 
كيف نتصدى للشائعات؟
هناك عدة وسائل لا بد من مراعاتها في التصدي للشائعات، منها:
 
أ‌-التثبت قبل النشر: أمرنا الله تعالى بالتثبت في أي خبر يأتي إلينا فقال تعالى: {فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: ٦]، وفي قراءة متواترة: {فتثبتوا}٠ (النشر في القراءات العشر لابن الجزري).
 
قال الإمام الزمخشري - رحمه اللّه-: "وإن في الظنُون ما يجب أن يجتنب من غير تبيين لذلك ولا تعيين؛ لِئلَّا يجترئ أحدٌ على ظنٍّ إلا بعد نظرٍ وتأمُّلٍ وتمييزٍ بين حقه وباطله بأمارةٍ بيّنة، مع استشعارٍ للتقوى، والحذر" اهـ. [الكشاف٤/ ٣٧١، ط. دار الكتاب العربي].
 
ب- حسن الظن: لقد أثبتت الأيام على سبيل الأصعدة الدولية أن الدولة المصرية كانت على حق في كل معلومة قدمتها، وإن ما قامت به الجماعات المتطرفة، كان محض كذبة كبيرة على المخدوعين، فيجب على العامة أن يحسنوا الظن في مؤسساتهم الرسمية والوطنية، وقد حثنا الشرع الحنيف على إحسان الظن فقال تعالى: {لَّوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمۡ خَيۡرٗا} [النور: ١٢].
 
ت- نشر الحقائق بعد التثبت والتبين: من الأمور المهمة في هذا الأمر، أن يتعامل الناس بالنشر بالاعتماد على المصادر الموثوقة، وعدم التسرع في مشاركة الأخبار، وعدم الانسياق خلف من يروِّجون الأكاذيب، قال صاحب المقام الأعظم -صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» [أخرجه البخاري برقم (٥٦٧٢)، ومسلم برقم (٤٧)]، وقال – صلى الله عليه وسلم-: «كَفَى بالمرءِ كذِبًا أن يحدِّثَ بِكُلِّ ما سمِعَ»[أخرجه مسلم].
 
ج- التذكير بعقاب الكذب الوخيمة: كثير من الناس لا يردعه إلا الترهيب، والوعيد، والترهيب هنا يقصد به: التذكير بعاقبة من يكذب، أو يساعد في نشر الكذب، والافتراء، وأي ترهيب أبلغ تخويفًا من أن الكذب يجر صاحبه إلى هاوية النار، أعاذنا الله منها؟! قال – صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّار» [أخرجه البخاري برقم (٥٧٤٣)، ومسلم برقم (٢٦٠٧)]
 
جهود الدولة المصرية في التصدي للشائعات
الدولة المصرية تسعى لبناء الوعي؛ لمكافحة الشائعات، والأخبار الكاذبة خاصة لدى الشباب والنشء، وذلك من خلال خطة شاملة تعمل من خلالها كل مؤسسات الدولة المصرية كل في تخصصه، وتشمل إنتاج محتوى توعوي عبر منصات رقمية لهذه المؤسسات، وقد قامت وزارة الأوقاف بتدريب الأئمة والواعظات على تفنيد الشائعات، وإطلاق حملات توعوية مثل: "صحح مفاهيمك"؛ لمعالجة القضايا المجتمعية، كما أطلقت الوزارة "منصة الأوقاف الرقمية"؛ لتقديم محتوى ديني، وثقافي هادف بلغة عصرية، مع التركيز على مواجهة التطرف، والشائعات، وقد واصلت الوزارة جهودها عبر خطب الجمعة، والندوات، والمشاركات الإعلامية؛ لتعزيز الوعي، وحماية المجتمع من الأفكار الهدَّامة.
 
خاتمة
الشائعات سلاح مدمر، والعلاج يكون بالتزام الصدق، والتثبت، ونشر الوعي، عملًا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: ١١٩]، فالحذر من الشائعات واجب ديني، ووطني؛ لحماية المجتمع من الفتن، والقلاقل الداخلية.

الأكثر قراءة



print