أنهى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب زيارته للشرق الأوسط التى شملت ثلاث دول خليجية هى السعودية وقطر والإمارات، والتى خرج منها بعدد غير مسبوق من الصفقات التريليونية وكلمات مدح تجاه منطقة الشرق الأوسط لم تكن معهودة في الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة جو بايدن، فى ظل تجاهل تام من ترامب لإسرائيل الشريك والحليف الاستراتيجى كما تطلق عليها واشنطن.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زيارته إلى الدوحة والرياض والامارات بالتاريخية، مؤكدا أنه يستهدف جمع 10 تريليونات دولار من الاستثمارات؛ وهو شيء لم يحدث من قبل، حيث إن الإدارة السابقة حصلت إلى نصف تريليون دولار خلال 4 سنوات".
وأضاف ترامب، خلال اجتماع دائرة مستديرة لمجموعة من رجال الأعمال بالدوحة، "لدينا مئات الشركات المختلفة التي تتدفق على أمريكا لتنشئ وظائف بشكل غير مسبوق في الولايات المتحدة، وهناك مصانع تبني في الوقت الحالي؛ حيث إن تكلفة بناء المصنع الواحد تقدر بنحو 15 مليار دولار".
وأشار إلى اهتمام أمريكا بصناعة الرقائق، مضيفا أن هناك شركة لتصنيع الرقائق سوف تأتي من اليابان للتصنيع في أمريكا، وسيتم بناء أكبر مصنع للرقائق في ولاية أريزونا بتكلفة 200 مليار دولار، لافتا إلى أن شركة أبل ستنفق 500 مليار دولار لبناء مصانع في أمريكا.
وأكد ترامب أن شركة "آبل" ستنفق 500 مليار دولار لبناء المصانع في الولايات المتحدة بدلا من الهند، فالهند من أكثر البلدان التي تفرض رسوما جمركية ويصعب بيع منتجات بها، وستقوم الشركة بذلك بالرغم من أن الهند عرضت صفقة تتضمن عدم فرض أي رسوم جمركية.
وقال: "علاقتنا قوية للغاية مع المملكة العربية السعودية ولا أحد سيكسر ذلك، وعلاقتي مع ولي العهد والأسرة الحاكمة بالمملكة قوية للغاية، كما أن العلاقات مع قطر متساوية وأصبحت أكثر قوة، فالولايات المتحدة حليف عظيم للشرق الأوسط من حيث القوة".
وحول الملف الإيراني، قال ترامب "إن أمير قطر يساعد كثيرا في هذا الملف، ولا يرغب أن نقوم من جانبنا بتوجيه ضربة مؤذية لإيران، بل يسعى للتوصل لاتفاق معها"، معربًا عن رغبته في معالجة مشكلة إيران بطريقة ذكية وليست عنيفة.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه لن يحذو نهج الرئيس السابق جو بايدن الذي فجر الشرق الأوسط وأنفق 10 تريليونات دولار ثم انسحب منه، قائلا "لن نقوم بذلك، بل سنعمل على الاعتناء بأصدقائنا؛ فلديكم حليف عظيم في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث القوة".
وأكد ضرورة استعادة الولايات المتحدة لمكانتها مرة أخرى ووضعها في المقام الأول، وسيكون هناك الكثير لمساعدة العالم، متوقعا أن تحقق بلاده نجاحا في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب التي قُتل فيها 5 آلاف جندي من الجانبين، مشيرا إلى أنه كان يخطط للذهاب لتركيا، إلا أن الرئيس الروسي ذاته قد لا يتمكن من المشاركة، إلا أن هناك وزير الخارجية ماركو روبيو متواجد هناك وآخرين.
ولم يغفل في جولته الشرق أوسطية الملف السوري حيث قرر بشكل مفاجئ رفع العقوبات عن سوريا بعد لقائه الرئيس المؤقت احمد الشرع، وقال عنه :"التقيت بالزعيم الجديد للبلاد، وهو، كما تعلمون، يتمتع بماضٍ قوي. سوف أكون لطيفًا جدًا. لقد كان له ماضي قوي، لكنني أحببته كثيرًا. أعتقد أنه سيكون ممثلًا رائعًا، وسنرى. تحتاج إلى ماضٍ قوي للقيام بذلك. لا يمكنك أن تكون شخصًا ضعيفًا - إذا كنت شخصًا ضعيفًا، فسيكون ذلك مضيعة للوقت. لذا فهو رجل قوي واعتقدت أنه جيد. ولنرى ماذا سيحدث. وسنعطيهم الفرصة برفع العقوبات".
ووسط كل هذا تجاهل ترامب تماما اسرائيل بل على العكس أفرجت حماس عن الأسير الأمريكى عيدان الكسندر والذى اعتبره ترامب بادرة حسن نية معلنا تعهده بإنهاء الحرب على غزة، وهو ما أثار قلق تل أبيب حيث قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن جولة ترامب في الشرق الأوسط تشكل جزءًا من تحرّك إقليمي واسع النطاق، حيث يسعى ترامب إلى إبرام اتفاق مع السعودية، ويعمل على التوصّل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، ويسحب القوات الأميركية من اليمن. وبين هذا وذاك، يشرف على إطلاق سراح أسير كان محتجزًا لدى حركة حماس.
وأضافت الصحيفة ، أن تحرّكات ترامب صفعة مدوّية لبنيامين نتنياهو ولسياساته الكارثية، ورأت أنّ خطوات ترامب تضرّ بنتنياهو، ولكن لا تعني بالضرورة أنّها تضرّ بإسرائيل؛ بل على العكس: إن تحقّقت، فقد تكون نافعة لها، لا سيّما إذا أُزيح نتنياهو عن المشهد وتوقّف عن تعطيل المسار.