باتت شكوى النواب من أبراج الضغط العالى المتواجدة بالمناطق السكانية، من الميراث الذى ينتقل من فصل تشريعى إلى أخر دون حلول جذرية من الحكومة لهذه المشكلة التي تهدد صحة المصريين، بل تزيد من كاهل الحكومة في علاج تبعاتها الصحية التي تؤثر على المواطن، من سرطانات، أو أمراض القلب وتشوه الأجنة، وهو الأمراض عالية التكلفة في علاجها.
وعلى الرغم من أن الخطأ في الأساس يقع على المواطن الذى قرر البناء في المناطق المحيطة بأبراج الكهرباء، إلا أن دور الحكومة في معالجة الأزمة فرض على الحكومة، فمن الأفضل الاستفادة بأموال المخصصات التي تذهب لعلاج مواطني المناطق المحيطة بأبراج الكهرباء من الأمراض الخطيرة، في استبدال هذه الأبراج بكبلات أرضية، والحفاظ على سلامة المواطن وعلاج الأزمة من منبعها.
خلال الفصل التشريعى الجارى برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى، ظهرت الأزمة في صورة مطالب برلمانية للحكومة بسرعة نقل أبراج الضغط العالى، حيث طالب النائب محمد عزت، عضو مجلس النواب، وزارة الكهرباء سرعة نقل أبراج الضغط العالى من المناطق السكنية، قائلا:" تمثل خطورة على حياة المواطنين، ومن ثم على الوزارة وضع جدول زمنى لسرعة الانتهاء من نقل الأبراج خارج الكتلة السكنية.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الوزارة نقلت العديد من الأبراج خارج الكتلة السكنية، ولكن ما زالت هناك العديد من الأبراج وسط الكتلة السكنية منها على سبيل المثال بعض المناطق على الطريق الدائرى، وهذا يؤثر على حياة المواطنين بشكل مباشر ويعرض حياتهم للخطر.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن وجود أبراج الضغط العالى وسط الكتلة السكنية يؤثر على الصحة ويتسبب فى العديد من الأمراض، وهناك عدد من الوقائع التى تستوجب وضع جدول زمنى للانتهاء من نقل الأبراج خارج الكتلة السكنية للحفاظ على صحة المواطنين وفى نفس الوقت فى إطار الجهود التى تبذلها الدولة وفقا لرؤية مصر 2030.
وفى الفصل التشريعى السابق برئاسة الدكتور على عبد العال، كانت الأزمة نفسها على مائدة المجلس، حيث تقدم حينها النائب علاء عابد، بطلب مناقشة عامة، حول استيضاح سياسة الحكومة بشان حل أزمة أبراج الضغط العالى المتواجدة وسط الكتل السكنية، والتى أصبحت تمثل خطورة مباشرة على حياة المواطنين، مما يستوجب خطة للتعامل مع هذا الملف، خاصة وأنها تهدد حياة الأهالى بالصعق خاصة مع فصل الشتاء، مطالبا بالتوسع في تحويل أبراج الضغط العالى المتواجدة فى مناطق سكنية، إلى كابلات أرضية.
وأوضح رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب فى بيان له، اليوم الأحد، أن منازل الفلاحين أكثر عرضة للخطر، وبحسب بيانات وزارة الكهرباء فإن المسافة الآمنة لتجنب مخاطر أبراج الضغط العالى تبلغ 25 مترا، ولكن الكارثة أن تلك الأبراج تلاحق آلاف المبانى، وتمر أعلى آلاف المنازل وتهدد الجميع بالموت صعقا.
ولفت علاء عابد إلى أنه على الرغم من حرص الدولة على إقامة وحدات الضغط العالى على أراض خلاء بعيدة عن العمران السكنى، للحفاظ على المواطنين، وفقا للاشتراطات الخاصة بالبناء، إلا أن المعتدين على أراضى الدولة تسببوا فى هذه الظاهرة. وأضاف عابد، أن أبراج الضغط العالى للكهرباء تؤدى لأمراض القلب، وتشوه الأجنة، وسرطان الثدى، وتدمير البناء الكيميائي لخلايا الجسم، والمادة الوراثية وتعطيل وظائف الخلايا، واضطراب إفراز الإنزيمات فى الجسم، واضطراب الدماغ.
الجانب الصحى للأزمة أوضحه الدكتور خالد أسامة عبد الغنى، استشارى المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة حلوان في تصريحات صحفية له، مشيرا إلى أن السكن بجوار خطوط الضغط العالى للكهرباء، يسبب أضراراً صحية عديدة منها: الصداع، قلة التركيز، إحساس بالتعب والإرهاق، مؤكدا أن التعرض للموجات الكهرومغناطيسية لهذه الخطوط لفترات طويلة لها تأثير على الجسم، حيث يحدث تغيير فى النشاط الكهربائى للدماغ ولها تأثير سلبى على وظائف الدماغ، وأوصى بضرورة بعد المناطق السكنية عن خطوط الضغط العالى، بمسافة من 1 – 2 كيلو متر حتى لا تؤثر على الصحة.
الكهرباء - صورة أرشيفية
