السبت، 04 مايو 2024 06:05 ص

السويد فى مواجهة غضب العالم الإسلامى.. حرق المصحف الشريف فى تظاهرة بحماية قوات الأمن.. دعوات برلمانية لمقاطعة المنتجات السويدية وحظر السفر لستوكهولم.. والمغرب تسحب سفيرها.. وتركيا قد تعرقل انضمام السويد للناتو

السويد فى مواجهة غضب العالم الإسلامى.. حرق المصحف الشريف فى تظاهرة بحماية قوات الأمن.. دعوات برلمانية لمقاطعة المنتجات السويدية وحظر السفر لستوكهولم.. والمغرب تسحب سفيرها.. وتركيا قد تعرقل انضمام السويد للناتو حرق المصحف فى السويد
الجمعة، 30 يونيو 2023 12:00 ص
كتبت آمال رسلان
فى الوقت الذى احتفل فيه العالم الإسلامى بعيد الأضحى خرجت السويد بحادث جديد أستفز مشاعر المسلمين فى مختلف البقاع، بعد أن أقدم متظاهرون على حرق المصحف الشريف أمام المسجد الكبير بستوكهولم دون أن تحرك السلطات السويدية ساكنا.
 
وخلال الساعات الماضية خرجت الدول العربية والإسلامية مدينة ما حدث مع التوعد بإجراءات حاسمة ردا على الفعل الذى تكرر سابقا فى يناير الماضى على يد رئيس وزعيم حزب هارد لاين اليميني المتطرف الدنماركي السويدي "راسموس بالودان".
 
المظاهرة جاءت بعد إذن حصل عليه المتظاهرين، بناء على طلب كتابي جاء فيه: "نريد التظاهر أمام المسجد الكبير في ستوكهولم، للتعبير عن رأينا حيال القرآن.. سنمزّق المصحف ونحرقه".
 
الشرطة السويدية أفادت في قرار موافقتها بأنّ "طبيعة المخاطر الأمنية المرتبطة بإحراق المصحف لا تبرر بموجب القوانين الحالية رفض الطلب، ويتناقض هذا الكلام مع ما سبق وقاله مسؤولون في الشرطة السويدية، بعد جريمة الإحراق في يناير الماضي.
 
ويأتي هذا التطور الجديد بينما أعلن الأمين العام لحلف ناتو ينس ستولتنبرغ أنه دعا إلى اجتماع لكبار المسؤولين من تركيا والسويد وفنلندا في 6 يوليو المقبل لمحاولة التغلب على الاعتراضات التركية على انضمام السويد إلى المنظمة العسكرية.
 
ووسط تكهنات بأن تدفع السويد ثمن استفزازها بعرقلة انضمامها للناتو من قبل تركيا، وقال رئيس الوزراء أولف كريسترشون إنه لا يستطيع التكهن بمدى تأثير المظاهرة على عملية انضمام بلاده إلى الحلف. وصرح بأنه «أمر قانوني لكنه غير مناسب»، مضيفاً أن المسألة تعود للشرطة لاتخاذ قرارات بشأن تنظيم احتجاجات لإضرام النار في المصحف.
 
وندد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بحرق المصحف، وكتب على «تويتر» يقول: «أندد بالاحتجاج الدنيء في السويد ضد كتابنا المقدس في أول أيام عيد الأضحى المبارك».

وأضاف، إنه من غير المقبول السماح باحتجاجات مناهضة للإسلام باسم حرية التعبير.
 
وطالب البرلمان العربي، الشعوب العربية والإسلامية، بمقاطعة المنتجات السويدية وعدم السفر إلى السويد، وطالب الدول العربية والإسلامية باتخاذ مواقف جادة في هذا الصدد لنصرة الدين الإسلامي والمصحف الشريف.
 
وشدد البرلمان العربي على أن تلك الانتهاكات ضد كتاب الله "المصحف الشريف" تعد جريمة مكتملة الأركان، ترفضها كل القوانين والمواثيق الدولية التي تؤكد على ضرورة احترام الأديان والكتب المقدسة ومنع ازدراء الأديان، مشيرا إلى أن هذه الاستفزازات تثير مشاعر المسلمين وهي مرفوضة جملة وتفصيلا .
 
ودعا البرلمان العربي، برلمانات العالم، إلى "إصدار قرارات حاسمة بوجوب مقاطعة المنتجات السويدية ومنع التعامل معها، وتأكيدهم على ضرورة احترام الدين الإسلامي السمح الذي يدعو إلى السلام والتآخي ويرفض الدعوة للكراهية والحض على العنف".
 
وأدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الواقعة، وقال خلال زيارته أحد المساجد في داغستان، "هذا المصحف مقدس للمسلمين وكذلك مقدس للآخرين، نحن نعلم أنه في الدول الأخرى يتصرفون بشكل مختلف، ولا يحترمون المشاعر الدينية للآخرين، ويقولون أيضا إنها لا تعتبر جريمة في بلدنا نعتبر ذلك جريمة".
 
وأبرز نشطاء صورة بوتين وهو يحتضن نسخة المصحف الشريف المهداة إليه مقارنين بالضجة التي أحدثها إقدام شخص على حرق نسخة من القرآن في السويد.
 
وفي موسكو، وجه رئيس مجلس «الدوما» الروسي فياتشيسلاف فولودين، بصياغة بيان يدين ممارسات السلطات السويدية، التي رخصت لاحتجاج يتخلله حرق القرآن الكريم.
 
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن فولودين قوله خلال الجلسة العامة لمجلس الدوما: «نقترح على لجنة مجلس «الدوما» المختصة صياغة مشروع بيان نعرب من خلاله، وأعتقد أنكم ستتفقون معي في ذلك، عن إدانتنا لسلطات ستوكهولم والسويد، التي أعطت الإذن لحرق المصحف بالقرب من المسجد».
 
وأعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، عن "إدانة واستنكار المملكة الشديدين لقيام أحد المتطرفين بحرق نسخة من المصحف الشريف عند مسجد ستوكهولم المركزي في السويد بعد صلاة عيد الأضحى المبارك".
 
وكذلك قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن "إحراق نسخة من المصحف الشريف في ستوكهولم، فعل مخز يستفز مشاعر المسلمين حول العالم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، ويتنافي مع قيم احترام الآخر ومقدساته، ويؤجج من مشاعر الكراهية بين الشعوب".
 
ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية إحراق نسخة من المصحف الشريف من قبل متطرفين في العاصمة السويدية ستوكهولم اليوم، واعتبرته عملا تحريضيا وعنصريا مرفوضا.
 
أعلن المغرب استدعاء القائم بأعمال السويد لدى الرباط، واستدعاء السفير المغربي بستوكهولم للتشاور، وذلك بتعليمات من العاهل المغربي الملك محمد السادس، على خلفية موافقة الحكومة السويدية، مرة أخرى، على تنظيم مظاهرة، تم خلالها إحراق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد في ستوكهولم.
 
وأفاد بيان لوزارة الشؤن الخارجية بأن هذا العمل العدائي غير المسؤول الجديد؛ يضرب عرض الحائط مشاعر أكثر من مليار مسلم في هذه الفترة المقدسة، التي تتزامن وموسم الحج وعيد الأضحى.
 
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها أمس إحراق المصحف الشريفة، قائلة إن "إحراق النصوص الدينية أمر مؤذٍ ويُظهر عدم الاحترام".

print