الخميس، 09 مايو 2024 01:33 ص

"أوكرانيا" جديدة في المحيط الهادئ تبعات زيارة بيلوسي.. الجيش الصيني يضرب ذخيرة حية وصواريخ باليستية بمضيق تايوان للمرة الأولى.. والدفاع التايوانية: مستعدون لحرب لم نسعى لها.. وعقلاء العالم يطالبون بضبط النفس

"أوكرانيا" جديدة في المحيط الهادئ تبعات زيارة بيلوسي.. الجيش الصيني يضرب ذخيرة حية وصواريخ باليستية بمضيق تايوان للمرة الأولى.. والدفاع التايوانية: مستعدون لحرب لم نسعى لها.. وعقلاء العالم يطالبون بضبط النفس الجيش الصينى
الخميس، 04 أغسطس 2022 08:00 م
كتبت آمال رسلان

 

خلال الساعات الماضية تردد على مسامع العالم بعض "العبارات" من الجانبين الصينى والتايوانى لا تختلف كثيرا عن تلك التي رددتها روسيا وأوكرانيا قبل أن ينخرطا في حرب يدفع العالم أجمع ثمنها الآن، مما أثار مخاوف العالم من اندلاع حرب جديدة في مضيق تايوان، ولكن هذه المرة العواقب لن يتحملها أحد.

ومع الساعات الأولى من صباح الخميس وعقب مغادرة زيارة رئيسة الكونجرس الأمريكي نانسى بيلوسى الاستفزازية لتايوان التي تخضع لحكم ذاتى في حين تعتبرها الصين جزء من أراضيها، بدأت شرارة الاحتقان تنطلق بين الصين وتايوان،ـ ففي الوقت الذى أعلنت فيه الصين أنها تدافع عن سيادتها وأمنها، ردت تايوان بأن جيشها في حالة تأهب لحرب لن يسعى لها.

ووعدت الصين بعد زيارة بيلوسى برد قوى دافعا عن سيادتها، عقبه تدريبات عسكرية بالقرب من تايوان، وأعلن الجيش الصيني عن إطلاق النيران على المياه في الساحل الشرقي لتايوان، وذلك في إطار أهم مناورات عسكرية في تاريخه حول تايوان وشملت التدريبات تنفيذ ضربات وصفها الجيش الصيني بالدقيقة وذلك في مساحات واسعة قرب مضيق تايوان.

وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن القوات الصينية أطلقت صواريخ بالستية "عدة" في المياه المحيطة بتايوان خلال تدريبات عسكرية، منددة بما وصفته بـ"تصرفات طائشة تهدد السلم الإقليمي"، وجاء إعلانها في بيان مقتضب قالت فيه: "أطلق الحزب الشيوعي الصيني دفعات عدة من صواريخ دونغفينغ (Dongfeng) البالستية في المياه المحيطة بشمال شرق تايوان وشمال غربها".

ونقلت رويترز عن مصدر مطلع أن الجيش الصيني توغل عدة مرات بشكل سريع داخل الخط الفاصل، الذي يقسم مضيق تايوان، لافتا إلى إن نحو 10 سفن من البحرية الصينية عبرت لفترة وجيزة، الخط الفاصل قبل أن "تبعدها" زوارق البحرية التايوانية.

وذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" نقلا عن محللين عسكريين أن الصواريخ الصينية ستحلق فوق تايوان للمرة الأولى، وقالت الصحيفة المعروفة بلهجتها القومية "هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها الجيش الصيني ذخيرة حية ونيران مدفعية بعيدة المدى فوق مضيق تايوان".

وقال مصدر عسكري صيني طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية "إذا اصطدمت القوات التايوانية عمدا (بالجيش الصيني) وأطلقت رصاصة عرضا، سيرد (الجيش الصيني) بقوة وسيكون على الجانب التايواني تحمل كل العواقب".

وأكد الجيش التايواني أنه "يستعد للحرب من دون السعي إلى الحرب". وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إن "وزارة الدفاع الوطني تؤكد أنها ستلتزم مبدأ الاستعداد للحرب من دون السعي للحرب".

وقال الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان اليوم الخميس إن التدريبات العسكرية الصينية تثير التوتر في المنطقة ووصفها بأنها غير مشروعة، وأضاف الحزب أن الصين تجري تدريبات في أكثر الممرات المائية ومسارات الطيران الدولية ازدحاما، في سلوك أحادي الجانب وغير مسؤول.

 

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونينغ، إن الولايات المتحدة إذا واصلت السلوك في المسار الخاطئ فستتحمل المسؤولية وعندها لا يمكنها القول إن أحدا لم يحذرها وفق تعبيرها، وأضافت أن الولايات المتحدة قد استفزت الصين وأن بكين اضطرت إلى التصرف من باب الدفاع عن نفسها.

واستغرقت زيارة نانسي بيلوسي إلى هذه المنطقة التي تطالب بها الصين، أقل من 24 ساعة لكنها أثارت غضب بكين لأنها أعلى مسؤول أمريكى منتخب يزور تايبيه منذ 25 عامًا.

وأكدت بيلوسي بحزم أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الجزيرة التي يحكمها نظام ديمقراطي وتعيش تحت التهديد الدائم لغزو من قبل الجيش الصيني، ورد وزير الخارجية الصيني وانغ يي قائلا إن "الذين يسيئون للصين سيعاقبون حتما".

وفى ظل التطورات الميدانية ذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية، أن شركتي "كوريا للطيران" و"خطوط آسيانا الجوية" قامتا بإلغاء رحلاتهما إلى تايوان لمدة يوم أو يومين بسبب التدريبات العسكرية الصينية في المنطقة، وقامت الشركة بتقديم موعد الرحلات بـ 3 ساعات في اليوم الأول من التدريبات العسكرية الصينية، وقررت إلغاءها في اليوم التالي.

وفي إجراء احترازي لضمان السلامة، منعت إدارة الأمن البحري الصينية السفن من دخول المناطق المعنية. ونقل راديو شبكة "تشانيل نيوز آشيا"، في نشرته الناطقة بالإنجليزية، أن شركة "كوريا للطيران" ألغت رحلاتها بين مدينة "انشيون" الكورية الجنوبية وتايوان يومي الجمعة والسبت.

ولم تتوقف التوترات على الوضع الميدانى بل بدأ التوتر دبلوماسيا بين الصين وبعض حلفاء واشنطن، حيث ألغت الصين الاجتماع المخطط لوزيري خارجية الصين واليابان في كمبوديا، بسبب بيان مجموعة السبع الكبار بشأن الوضع حول تايوان.

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشونينج، إنه "لم تعد الصين تنظم اجتماعا لوزيري خارجية الصين واليابان بعد إصدار دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا وجهت فيها اتهامات إلى الصين بشكل لا أساس له، وصورت فيه الأشياء السوداء على أنها بيضاء".

وحذرت الدبلوماسية الصينية من أن الصين قد تعيد النظر في حوارها مع بلدان مجموعة السبع، إذا لم تغير موقفها من الوضع حول تايوان، قائلة: "إذا لم تغير (بلدان مجموعة السبع الكبار) موقفها الخاطئ من مسألة تايوان، فسنضطر لإعادة النظر في أهمية الحوار (معها)".

وتستشعر دول جوار الصين الخطر من التطورات الراهنة، حيث دعت إندونيسيا الولايات المتحدة والصين، إلى خفض تصعيد التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مؤكده أنه إذا لم يتم إدارة الأزمة بشكل جيد فقد يؤدي إلى صراع سافر وتعكير صفو السلام والاستقرار بما في ذلك في مضيق تايوان".

وقالت جاكرتا، التي ينظر لها كرئيس فعلي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان)، إن العالم "في حاجة ماسة إلى توخي الحكمة والمسؤولية من جانب جميع القادة لضمان الحفاظ على السلام والاستقرار"، مضيفة أنها مازالت "تحترم سياسة صين واحدة".

وحتى اللحظة لازالت الأمور قابلة للحوار والسيطرة، في حين هناك الكثير من المخاوف من أن تحمل الساعات القادمة تهورات عسكرية ودبلوماسية تٌشعل حربا عالمية جديدة.

 


print