الجمعة، 26 أبريل 2024 09:52 م

"كلاكيت تاني مرة".. حرب كلامية بين روسيا وأمريكا.. "بايدن" يصف الحرب فى أوكرانيا بالإبادة الجماعية.. و"الكرملين": محاولات للتشويه

"كلاكيت تاني مرة".. حرب كلامية بين روسيا وأمريكا.. "بايدن" يصف الحرب فى أوكرانيا بالإبادة الجماعية.. و"الكرملين": محاولات للتشويه
الجمعة، 15 أبريل 2022 12:00 ص

للمرة الثانية فى أقل من شهر نشبت حرب كلامية بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحرب فى أوكرانيا، حيث علق المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف، اليوم الأربعاء، على تصريح الرئيس الأمريكى، جو بايدن، بشأن "إبادة جماعية" للأوكرانيين، بأن الكرملين يعتبر مثل هذه المحاولات لتشويه الوضع أمرا غير مقبول.

 

وقال بيسكوف، فى تصريح أوردته وكالة أنباء /تاس/ الروسية: "نحن نختلف مع تصريح بايدن بشكل قاطع، ونرى أنه من غير المقبول محاولة مثل هذا التشويه للوضع، خاصة كما سبق أن قلنا، هذا غير مقبول على الإطلاق لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة التى ارتكبت أفعالًا معروفة جيداً؛ عبر التاريخ الحديث والمعاصر".

 

إلى ذلك، وصف الرئيس الأمريكى، الأحداث فى أوكرانيا على خلفية العملية العسكرية الخاصة الروسية بأنها "إبادة جماعية".

 

وتعد هذه المرة الأولى التى يستخدم فيها هذا المصطلح فى حديثه لتوصيف ما يحدث فى أوكرانيا.

 

هذا وتواصل القوات المسلحة الروسية، منذ 24 فبراير الماضى، تنفيذ عملية عسكرية فى أوكرانيا، وعلى خلفية تلك العملية العسكرية، فرضت الدول الغربية عقوبات غير مسبوقة على روسيا، استهدفت القطاعين المالى والاقتصادى، والطيران التجارى الروسى.

 

وفى نهاية مارس الماضى، آثار الرئيس الأمريكى جو بايدن حالة من الجدل، والغضب أيضا، بعد أن أدلى بتصريحات عن أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لا يمكنه البقاء فى السلطة، فيما اعتبره البعض تصعيدا خطيرا من الرئيس الأمريكى على صعيد العداء الشخصى مع نظيره الروسى، وأيضا على مستوى الموقف الأمريكى الرسمى، ما دفع البيت الأبيض إلى توضيح أن بايدن لم يقصد تغيير النظام.

 

فخلال زيارته للعاصمة البولندية فى ختام رحلته الأوروبية، قال بايدن فى خطاب ألقاه خارج القلعة الملكية فى وارسو، "بحق الله، لا يمكن لهذا الرجل أن يظل فى السلطة".

 

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن تصريح باين اللافت يمثل تراجعا عن السياسة الأمريكية المعلنة، وعارض بشكل مباشر مزاعم من كبار مسئولى الإدارة الأمريكية وبينهم وزير الخارجية أنتونى بلينكن، الذى أصر أن تغيير النظام ليس مطروحا على الطاولة. بل أنه ذهب إلى حد أبعد مما ذهب إليه الرؤساء الأمريكيين فى الحرب الباردة، وتردد صداه بشكل سريع حول العالم، حيث سعى قادة العالم والدبلوماسيين وخبراء السياسة الخارجية إلى تحديد ما كان بايدن يقصده، وما إذا كان لا يقصده، ولماذا قاله.

 

وعلقت صحيفة نيويورك تايمز على التصريحات التى أدلى بها الرئيس الأمريكى جو بايدن، والتى قال فيها إن الرئيس الروسى لا يمكنه البقاء فى السلطة، وتساءلت ما إذا كان الرئيس الأمريكى قد قصد تهديدا بهذا التصريح الذى أثار جدلا كبيرا، أم أنه كان مجرد زلة لسان.

 

وقالت الصحيفة إن هذا التصريح كان من بين الكلمات القليلة الأخيرة فى الخطاب الذى ألقاه بايدن بوارسو، والذى تمت صياغته بعناية. إلا أنها ابتعدت بعيدا عن التوازن الحساس الذى حاول بايدن الالتزام به طوال رحلته التى استمرت ثلاثة أيام فى دبلوماسية وقت الحرب فى أوروبا.

 

حيث بدا بايدن وهو يدعو للإطاحة برئيس روسيا لغزو أوكرانيا، إلا أن مساعدى الرئيس سرعان ما أصروا على أن تصريحه لم يكن المقصود منه أن يكون دعوة إلى تغيير النظام.

 

وقال مسئول بالبيت الأبيض، تعقيبا على تصريح بايدن، إن قصد الرئيس هو أنه لا يمكن السماح لبوتين ممارسة السلطة على جيرانه أو المنطقة، ولم يكن يناقش سلطة بوتين فى روسيا أو تغيير النظام.

 

وقالت واشنطن بوست إن الخط الذى سار عليه بايدن لم يكن مخططا له وفاجأ المسئولين الأمريكيين، بحسب ما قال شخص مطلع على الأمر رفض الكشف عن هويته لمناقشته موقفا حساسا.

 

من جانبها، أشارت نيويورك تايمز إلى أنه أيا كانت نيته، فإن هذه اللحظة سلطت الضوء على التحديات المزدوجة التى واجهها بايدن فى اجتماعات القمة الثلاث الاستثنائية التى حضرها فى بلجيكا، ونظرة أقرب على تداعيات الحرب من بولندا، وهى مواصلة الوحدة مع حلفاء أمريكا ضد بوتين، وفى نفس الوقت تجنب التصعيد مع روسيا الذى قال الرئيس إنه يمكن أن يؤدى إلى حرب عالمية ثالثة.

 

ولتحقيق هدفه الأول، أمضى بايدن أغلب رحلته يلفت انتباه العالم إلى ما يرتكبه بوتين من فظائع بحسب الصحيفة، منذ أن بدأ الحرب فى الشهر الماضى. ودعا إلى مواصلة العمل لإحداث شلل للاقتصاد الروسى، وأكد وعد أمريكا للدفاع عن حلفاء الناتو ضد أى تهديد، ووصف بوتين بالجزار المسئول عن الدمار الهائل لمدن أوكرانيا وشعبها.

 

ورد المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف على تصريحات بايدن، وقال إن مصير بوتين ليس فى يد الرئيس الأمريكى، وأكد أن بوتين ليس هو من يقرر، فرئيس روسيا منتخب من الروس.


print