الإثنين، 06 مايو 2024 08:04 ص

موسكو تعزل نفسها "طواعية" عن المنظمات الدولية.. "الدوما" يقرر الخروج من "مجلس أوروبا".. ويٌهدد بالانسحاب من "التجارة العالمية"

موسكو تعزل نفسها "طواعية" عن المنظمات الدولية.. "الدوما" يقرر الخروج من "مجلس أوروبا".. ويٌهدد بالانسحاب من "التجارة العالمية" الدوما الروسى
الخميس، 24 مارس 2022 12:00 ص
كتبت آمال رسلان

بعد وضع روسيا تحت مقصلة العقوبات الغربية ردا على غزوها أوكرانيا الذى شارف على أسبوعه الرابع، حاولت موسكو بشتى الطرق الرد بنفس القوة على الإجراءات الغربية، وبدلا من أن تجلس تنتظر عملية عزلها دوليا خطوة تلو الأخرى اتخذت هى زمام المبادرة بالانسحاب من عدد من المنظمات الدولية، مؤكدة أن غيابها سيضر المجتمع الدولى أكثر من ضررها لنفسها.

 

وعلى مدار الأيام الماضية بدأ مجلس "الدوما" فى قيادة بلاده نحو الرد على العقوبات الدولية بطريقة لم تكن متوقعة، وفى الوقت الذى بدأت فيه أمريكا ودول أوروبا بتهديد موسكو بطردها من المنظمات الدولية، جاء رد الفعل من مجلس الدوما عنيفا بالإعلان عن رغبة بلاده فى الانسحاب طوعا.

 

وبدأ الدوما أولى إجراءاته بالانسحاب من مجلس أوروبا، ردا على إعلان المجلس فى 25 فبراير تعليق عضوية روسيا، وقالت وزارة الخارجية الروسية، إنّ موسكو لن تشارك فى تحويل مجلس أوروبا إلى منصة للنرجسية الغربية من جانب "الناتو" والاتحاد الأوروبى، وحمل نائب رئيس مجلس الدوما الروسى، بيتر تولستوى، دول حلف "الناتو" المسؤولية عن تقويض الحوار مع المجلس.

 

وقال تولستوى: "تم اتخاذ قرار الانسحاب من مجلس أوروبا، وتم تسليم رسالة من وزير الخارجية، سيرغى لافروف، إلى الأمين العام للمنظمة"، وأضاف: "تتحمل دول الناتو مسؤولية تقويض الحوار مع مجلس أوروبا، والتى طوال كل هذه الفترة استخدمت موضوع حقوق الإنسان فى تنفيذ مصالحها الجيوسياسية والهجوم على بلادنا".

 

وتابع أنّه "نظراً للضغوط السياسية والعقوبات غير المسبوقة على موسكو، فإن روسيا لا تخطط لدفع المساهمة السنوية لهذه المنظمة"، ووفقًا لتولستوى، فقد "تم اتخاذ قرار الانسحاب فى خضم نقاش آخر مناهض لروسيا فى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا"، مشيراً إلى أنّ ذلك قد تكون نتيجته "قراراً زائفاً آخر مليئاً برهاب الروس، وقائماً على التخمينات التى لا علاقة لها بالواقع"، وأكّد فى السياق أنّ "روسيا تنسحب من مجلس أوروبا بمحض إرادتها، وهذا قرار متوازن ومدروس".

 

وجاء فى بيان الخارجية الروسية حول قرار الانسحاب: "دول الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى، غير الصديقة لروسيا، وباستغلال أغلبيتها المطلقة فى لجنة وزراء مجلس أوروبا، تواصل خط تدمير مجلس أوروبا والفضاء الإنسانى والقانونى المشترك فى أوروبا".

 

وقال رئيس مجلس الدوما الروسى فياتشيسلاف فولودين، إن مجلس أوروبا يفقد معناه، لأنه كرس كل الوقت مؤخرا لانتقاد روسيا والضغط عليها، وبدون ذلك لن يكون للمنظمة ما تفعله، وذكر فولودين، أنه بقى لدى هذه المنظمة مخرج واحد فقط - حل نفسها.

 

وأضاف فولودين: "مجلس أوروبا أخذ يفقد معناه، لأنه طوال الفترة الأخيرة كرس نفسه لانتقاد روسيا وإدانتها والضغط عليها فى كل نداءاته وقراراته. بدون روسيا، لن يكون لزملائنا فى مجلس أوروبا ما يفعلونه. هناك مخرج واحد فقط – أن تحل المنظمة نفسها".

 

ونوه فولودين، إلى أن روسيا انضمت إلى مجلس أوروبا عام 1996، وكان لديها خلال ذلك آمال كبيرة: التمسك بالمثل والمبادئ الديمقراطية، وتناغم وتشذيب قوانين الدول المشاركة، والحوار المتكافئ بين الدول ذات السيادة. لكن كل ذلك لم يتحقق على أرض الواقع. وقال: " كل هذه السنوات سعينا جاهدين لإجراء الحوار. لكنهم لم ينصتوا لنا واستخدموا المعايير المزدوجة بحقنا. ولذلك بات الحوار مع الغرب عديم المعنى، وأبلغت روسيا المجلس بخروجها منه".

 

ولم يمضى أسبوعين حتى أعاد الدوما تهديداته للمجتمع الدولى ولكن هذه المرة بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية، ورغم أنه حتى الآن لم يتخذ القرار إلا أن المناقشات داخل المجلس مستمرة حول تداعيات الانسحاب، بعد أن قدم عدد من النواب الروس مشروع قانون لخروج موسكو من منظمة التجارة العالمية، وذلك بهدف حماية المصالح الوطنية لروسيا، وضرورة اتباع سياسة دفاعية كرد على ضغوط العقوبات وكدفاع عن النفس.

 

وقدم مشروع القانون إلى المجلس نواب عن حزب "روسيا العادلة - من أجل الحقيقة"، وتم نشر نص الوثيقة فى الموقع الرسمى لمجلس الدوما، وجاء فيها: "قدم نواب فى حزب (روسيا العادلة - من أجل الحقيقة) إلى مجلس النواب الروسى مشروع قانون للتنديد بالبروتوكول الخاص بانضمام روسيا إلى اتفاقية إنشاء منظمة التجارة العالمية".

 

ووفقا لواضعى مشروع القانون، فإن الخطوة تهدف لحماية المصالح الوطنية لروسيا، وضرورة اتباع سياسة دفاعية كرد على ضغوط العقوبات وكدفاع عن النفس، وتقترح المبادرة الخروج من اتفاقية مراكش المنشئة لمنظمة التجارة العالمية، الموقعة فى جنيف فى 16 ديسمبر 2011، كما يقترح واضعو المشروع الاعتراف بأن قانون التصديق على البروتوكول باطل.

 

وفى وقت سابق قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الحرب فى أوكرانيا سببت صدمة فى الأسواق الناشئة العالمية، والآن أصبح الكوكب يواجه أزمة أعمق، وهى نقص الغذاء.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن حصة كبيرة من القمح العالمى والذرة والشعير محاصرة فى روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب، فى حين أن كمية أكبر من الأسمدة العالمية عالقة فى روسيا وبيلاروسيا. والنتيجة هى ارتفاع أسعار الغذاء العالمى والأسمدة.


print