السبت، 27 أبريل 2024 05:21 م

"زلزال الحريرى".. انسحاب زعيم السنة يهدد إجراء الانتخابات البرلمانية فى موعدها.. سياسيون بلبنان: خروج مكون معتدل يهدد استقرار المجتمع

"زلزال الحريرى".. انسحاب زعيم السنة يهدد إجراء الانتخابات البرلمانية فى موعدها.. سياسيون بلبنان: خروج مكون معتدل يهدد استقرار المجتمع سعد الحريرى
الأربعاء، 26 يناير 2022 12:00 ص
كتبت آمال رسلان
جاء إعلان سعد الحريرى رئيس تيار المستقبل وزعيم السنة بلبنان باعتزاله الحياة السياسية قبل أشهر قليلة من موعد إجراء الانتخابات النيابية ليزلزل كافة التوازنات فى هذا المجتمع الهش، ويهدد امكانية اجراء الانتخابات فى موعدها فى ظل غياب السنة عن المعادلة اللبنانية.
 
 
 
وأعلن سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، قبل 24 ساعة تعليق عمله في الحياة السياسية، وعدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار.
 
 
 
وأوضح ذلك عبر حسابه على “تويتر”، اليوم، قائلا: “من باب تحمل المسؤولية، ولأنني مقتنع أنه لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة، أعلن تعليق العمل بالحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها، وعدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار”.
 
 
 
ووجه رسالة لأبناء وبنات مدرسة رفيق الحريري، قائلا: “نحن باقون بخدمة أهلنا وشعبنا ووطننا، لكن قرارنا هو تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في السلطة والنيابة والسياسة بمعناها التقليدي.
 
 
 
تصريحات الحريرى مثلت صاعقة لكثير من متابعى الشأن اللبنانى، ورغم أنه كان هناك من يتوقعها فى ظل الخلافات والصراعات الداخلية بين الأطياف اللبنانية، إلا أن حدوثها على الأرض الواقع أفرز عدد من ردود الافعال الغاضبة.
 
 
 
ويمثل انسحاب الحريرى من الانتخابات المقبلة تشرذم للجماعة السنية التى كان يمثلها، فلن يكون هناك مظلة للمرشحين السنة وبالتالى سيؤدى هذا إلى تعاظم وجود حزب الله وحلفاؤه فى البرلمان اللبنانى المقبل، كما ان انسحابه لن يضر بالسنة فقط بل بموقف حلفاء الحريرى التاريخيين وهم العنصر المسيحى والدرزى.
 
 
وهو ما عبر عنه عدد كبير من السياسيين اللبنانيين،حيث حذر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط، من أن قرار رئيس وزراء لبنان السابق، سعد الحريري تعليق ‏العمل السياسي سيطلق يد "حزب الله" والإيرانيين.‏
 
 
 
وأعرب جنبلاط عن حزنه الشديد لقرار الحريري، مؤكدا أننا "نفقد دعامة الاستقلال والاعتدال".
 
 
وكانت صحيفة النهار اللبنانية كشفت أن وليد جنبلاط حاول أن يقنع سعد الحريري بالعدول عن قراره بشأن امتناعه عن الترشح للانتخابات النيابية القادمة، حفاظا على التوازنات، لكنه لم يستطع إقناع الحريري بوجهة نظره.
 
 
وقال رئيس "تيار المردة" اللبناني، الوزير السابق سليمان فرنجية، إن غياب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عن الساحة السياسية "سيخلق فرصة للضعفاء الذين سيعمدون لمزايدات تعزّز التطرف".
 
 
وقال فرنجية في تغريدة على "تويتر"، تعليقا على  قرار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري تعليق عمله بالحياة السياسية: "بمعزل عن من يتفق أو يختلف معه فإن الرئيس سعد الحريري وجه من وجوه الاعتدال في لبنان. وغيابه عن الساحة السياسية سيخلق فرصة للضعفاء الذين سيعمدون إلى المزايدات التي تعزّز التطرف، والتطرف هو أكبر خطر على مستقبل لبنان".
 
 
وعلق رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على قرار رئيس الحكومة الأسبق وزعيم التيار السنى سعد الحريري تعليق عمله بالحياة السياسية، قائلا: "كلامه صفحة حزينة للوطن لكن أتفهم الظروف المؤلمة التي يعيشها".
 
 
وكتب ميقاتي في تغريدة عبر "تويتر": "كلام الرئيس سعد الحريري اليوم صفحة حزينة للوطن ولي شخصيا، ولكنني أتفهم الظروف المؤلمة التي يعيشها والمرارة التي يشعر بها".
 
 
وأضاف: "سيبقى الوطن يجمعنا والاعتدال مسارنا ولو تغيرت الظروف والأحوال، مستلهمين قوله تعالى لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم".
 
 
وفى أول تعليق لرئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، على قرار رئيس الحكومة الأسبق والزعيم السنى سعد الحريري، تعليق عمله بالحياة السياسية، وصف برى القرار  بـ"الشأن الحزين".
 
 
 
وقال بري، في حديث لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية، ردا على سؤال حول قرار الحريري بتعليق مشاركته ومشاركة تيار "المستقبل" في الانتخابات النيابية المقبلة وفي الحياة السياسية عموما، قال: "إن قرار الحريري شأن حزين".
 
 
 
واعتبر نائب رئيس مجلس النواب، إيلي الفرزلي، أن قرار رئيس الحكومة السابق وزعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري بتعليق عمله في الحياة السياسية بغاية الأهمية، وسيكون له تداعيات ليس فقط على الطبقة السياسية بل على المعادلة الوطنية برمتها.
 
 
وقال الفرزلي، وفقا لسبوتنيك، إنه "ستلحق أضرارا عميقة وبليغة لخروج مكون معتدل أساسي يشكل عنصر استقرار في المجتمع اللبناني، وغيابه يشكل طعنة لهذه المعادلة الوطنية وضربة حقيقية، وبالتالي التداعيات قد تكون مهمة بما كان أنه يجب التفكير بكيفية التعاطي مع هذه الخطوة بجدية وبحماية للمعادلة والتوازنات الوطنية للبلد".
 
 
ويهدد خروج الحريرى امكانية اجراء الانتخابات فى موعدها، حيث قال مهند حاج علي، من مركز كارنيجي للشرق الأوسط، لصحيفة اندبندنت "إن الكثيرين في لبنان كانوا قلقين بالفعل من أن الانتخابات لن تتم في ظل نقص موارد الدولة المنهارة"، وقد تؤدي خطوة الحريري إلى مقاطعة سنية واسعة النطاق للانتخابات إذا تمت"، و يضيف "إن الخطوة تصب الزيت على النار وتزيد التوترات لدرجة أنه سيكون من الصعب إجراء انتخابات في ظل هذه الظروف".
 

الأكثر قراءة



print