الإثنين، 29 أبريل 2024 02:38 ص

"سوسة السوق السوداء" تنخر عظام الاقتصاد.. 35% ارتفاعا بالسلع المستوردة فى 2016

"سوسة السوق السوداء" تنخر عظام الاقتصاد.. 35% ارتفاعا بالسلع المستوردة فى 2016 ارتفاع أسعار السلع المستوردة بسبب الدولار
الأحد، 24 يوليو 2016 11:55 م
كتب إسلام سعيد
تواصل أزمة ارتفاع سعر الدولار فى السوق الموازية "السوق السوداء"، التأثير على أسعار كل السلع والمنتجات، وخاصة المستورد منها، وكذلك ولأول مرة فى التاريخ يسجل سعر جرام الذهب 450 جنيهًا، رغم إجازة البورصة العالمية وهبوط السعر العالمى.

فى هذا الإطار، قال عمرو فتح الله، أحد المستوردين، إن أسعار السلع المستوردة ارتفعت بنسبة 35% منذ بداية 2016، وذلك بسبب الارتفاع المتكرر فى العملة، نافيًا وقف استيراد بعض السلع نتيجة ارتفاع سعر الدولار لأن المستوردين يدبرون احتياجاتهم من العملة من خلال السوق السوداء والصرافات، التى توفر أى كميات من العملة للمستوردين، ولكن بأسعار مرتفعة.

وأكد عمرو فتح الله - فى تصريحات لـ"برلمانى"، اليوم الأحد - أن المستوردين يواجهون أزمة كبيرة، تتمثل فى وقف تنفيذ بعض الصفقات نتيجة ارتفاع سعر الدولار بالسوق السوداء، فى ظل عجز البنوك عن توفير العملة الصعبة من النقد الأجنبى، وهو ما يكبد المستورد خسائر كبيرة.

وأوضح "فتح الله" أن الأسعار تتحرك بشكل شبه يومى مع تحرك سعر الدولار، ومشكلة توفير العملة تجعل المنتج الذى يتم استيراده يتحمل فارق السعر بالسوق السوداء عن السعر الرسمى فى البنوك، وهناك سلع لا يمكن أبدًا وقف استيرادها، مطالبًا بتشكيل مجلس اقتصادى على أعلى مستوى لإدارة ملف النقد الأجنبى، حتى لو تمّت الاستعانة بخبراء أجانب، كغيرنا من الدول مثل إنجلترا.
وقال حمدى النجارى، رئيس الشعبة العامة للمستوردين، فى الاتحاد العام للغرف التجارية، إن سوق الدولار يحتاج "مُنجم" وليس خبيرًا اقتصاديًّا، فالأسعار أصبحت مضطربة وكل يوم هناك سعر مختلف، بل إن السعر يتحرك فى اليوم مرتين أو أكثر، وهو ما أثر على أسعار السلع المستوردة بشكل كبير، ولا يمكن التنبؤ حاليًا بحجم ارتفاعها خلال الفترة المقبلة.
ورغم عدم وجود سوق للذهب، نتيجة إجازة البورصة العالمية، اليوم الأحد، فإن أسعار الذهب فى مصر شهدت ارتفاعا جديدا، رغم إغلاق البورصة العالمية عند 1321 دولارا.

سعر جرام الذهب
ارتفع الذهب فى مصر بقيمة 10 جنيهات، ليسجل لأول مرة فى التاريخ 450 جنيها للجرام عيار 21 وهو الجرام الأكثر تداولا فى مصر، وسجل عيار 18 مبلغ 387 جنيهًا، وبلغ سعر الجرام عيار 24 حوالى 512 جنيها، وأصبح سعر الجنيه الذهب 3600 جنيه.
يأتى هذا الارتفاع الكبير، نتيجة استمرار موجة صعود الدولار بالسوق السوداء، والذى تخطى حاجز 12.25 جنيه بالسوق السوداء، خلال تعاملات اليوم الأحد، وهو ما يرفع تكاليف شراء المعدن الأصفر الذى يعتمد بالأساس على العملة الصعبة، بخلاف سعر ضريبة المصنعية والدمغة.
وسجلت أسعار الدولار فى السوق الموازية، ارتفاعات جديدة، ليصبح سعر الشراء من حائزى العملة 12.30 جنيه، بحسب الكمية المعروضة للبيع، وأصبح سعر البيع يتراوح ما بين 12.55 جنيه و12.60 جنيه.

وفى سياق متصل، امتنعت شركات الصرافة وحائزو العملة عن بيع الدولار، وذلك فى ظل استمرار ارتفاع سعره، فى انتظار حدوث ارتفاعات جديدة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، واشتعلت المضاربات فى السوق الموازية منذ الخميس الماضى، وتزايد الطلب على العملة الأمريكية بشكل كبير، فور تداول أنباء عن ارتفاع سعر الدولار لأول مرة ليتخطى الـ12 جنيها، الأمر الذى دفع حائزى العملة لوقف بيعها، ما أحدث ندرة فى المعروض، وهو الأمر الذى رفع الأسعار إلى هذا الحد.
وتشهد السوق الموازية إحجاما من حائزى العملة عن بيعها، فى ظل استمرار ارتفاع سعر الدولار، الأمر الذى خلق حالة من النقص الحاد فى الدولار وتسبب فى ارتفاع سعره بشكل يومى، ويختلف سعر الدولار من منطقة لأخرى، لكن جميع المحافظات يتم بيع الدولار فيها بسعر يتخطى الـ12.25 جنيه، مع توقعات بحدوث ارتفاعات جديدة مع زيادة الطلب على العملة الأمريكية.



print