المطابع الأميرية: كل ما تريد معرفته عن الجهة الناشرة للجريدة الرسمية والوقائع المصرية

المطابع الأميرية واحدة من مؤسسات الدولة المصرية المهمة، والتى تعمل أحيانا فى الظل ولا يعرفها كثيرون بالرغم من أهميتها فى الحياة السياسية والدستورية المصرية، باعتبارها الجهة الناشرة للجريدة الرسمية والوقائع المصرية، ولذلك يجب على النواب وعلى متابعى السياسات الداخلية التعرف عن قرب على المطابع الأميرية، "برلمانى" يستعرض كل ما يريد النائب والقارئ معرفته عن تلك الجهة المهمة.

تم إنشاء المطابع الأميرية فى البداية كـ"مطبعة أميرية واحدة" بحى بــولاق على ضفة النيل فى سبتمبر عام، 1820م وافتتحت رسميًا فى عهد محمد على باشا عام 1821م.
وكانت تطبع الكتب العسكرية للجيش، ومع مرور الوقت توسعت المطبعة وأصبحت "مطابع" تطبع الكتب الأدبية والعلمية والمدرسية.

بعد قرابة 42 عامًا وتحديدًا فى أكتوبر من العام 1862م قدم الخديوى سعيد باشا المطبعة هدية إلى عبد الرحمن بك رشدى، ثم اشتراها الخديو إسماعيل باشا وضمها إلى أملاك الدائرة السنية، التى تعد بمثابة كل أملاك الخديوى إسماعيل.

استغرق الزمن ثمانية عشر عامًا حتى تعود المطبعة ملكا للدولة وتحديدا فى يوم 20 يونيو من العام 1880م، وذلك فى عهد الخديوى توفيق.

مر عهد حكم الأسرة العلوية وجاءت ثورة يوليو بنظام الضباط الأحرار، فأصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر القرار بقانون رقم 312 لسنة 1956، بإنشاء "الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية"، وإلحاقها بوزارة الصناعة فى يوم الثالث عشر من أغسطس بالعام 1956م.

ولأنها تابعة لوزارة الصناعة فقد عقد مجلس إدارتها أول جلساته، برئاسة الدكتـور عزيز صدقى وزير الصناعة ورجل الدولة البارز فى العهد الناصرى، يوم الأول من سبتمبر عام 1956.

كان من نتائج تلك الجلسة أن قرر الدكتور عزيز صدقى وزير الصناعة، إقامة مبنى جديد للهيئة فى منطقة إمبابة على مساحة قدرها 35000 متر مربع، وأصدر قرارًا وزاريا بتزويدها بأحدث ماكينات الطباعة المتطورة حتى تقوم بواجبها فى مجال نشر الوعى والثقافة بين المصريين.

افتتح المقر الجديد للمطابع فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات يوم 28 يوليو سنة 1973م، ومنذ ذلك الوقت اعتبرت الهيئة من الهيئات ذات الطابع الاقتصادى أى التى تتعاقد مع الجهات غير الحكومية بهدف الربح؛ لتنمية مواردها ذاتيا.

فى الأعوام العشرة الأخيرة توسعت المطابع فى أقسامها الفنية ومطابعها فائقة التطور وذاعت سمعة إصداراتها على نحو بالغ حتى انتشرت فى الأسواق العربية والخارجية وأصبحت بالفعل علمًا على عمق تاريخ الدولة المصرية وعراقتها.