الجمعة، 10 مايو 2024 01:29 ص

شروط نجاح نظام الدمج بين التصويت بالقائمة المطلقة والفردى فى الانتخابات المصرية

شروط نجاح نظام الدمج بين التصويت بالقائمة المطلقة والفردى فى الانتخابات المصرية صندوق انتخابى
السبت، 14 نوفمبر 2015 02:14 ص
كتب محمد محسن أبو النور
كثير ما يثور فى أذهان المصريين سؤال حول: أى الأنظمة الانتخابية أنسب لثقافتهم وعلاقاتهم بالأحزاب السياسية وعلاقاتهم بالمرشحين للبرلمان، ومؤخرا مع إقرار الدمج بين النظامين الفردى على مرحلتين والقائمة المطلقة يعود للأذهان التساؤل حول الشروط الواجب توافرها لنجاح التجربة الصعبة التى لم يعتد عليها المصريون.

وجود أحزاب قوية


حتى يضمن المشرع نجاح نظام الانتخاب بالقائمة مع التمثيل النسبى فإن ذلك يتطلب وجود أحزاب قوية بل ويسمح باندماج الأحزاب لتكوين قوائم مشتركة، لذلك حرص المشرع فى كل المحاولات التشريعية على منع اندماج الأحزاب أو تكوين قوائم مشتركة، فى مرحلة ما قبل الثلاثين من يونيو من العام 2013.

سبب تبنى النظام النسبى


ولما كانت الأحزاب ضعيفة والتمثيل النسبى هدفه توزيع المقاعد على الأحزاب لتمثيلها فى البرلمان بنسبة ما تحصل عليه من أصوات فى الانتخابات فإن سبب تبنى نظام التمثيل النسبى غير موجود.

فلسفة نظام التمثيل النسبى


ويقوم نظام التمثيل النسبى على فلسفة تعدد الاتجاهات السياسية "يمين/ يسار/ وسط" وهذه الفلسفة تتعارض مع فلسفة نظام الاتحاد الاشتراكى الذى يقوم على تمثيل طبقات المجتمع: عمال وفلاحين ومثقفين ورأسمالية وطنية.

تعارض التمثيل النسبى


وتقول الدكتورة سعاد الشرقاوى أستاذة القانون العام بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، فى بحثها الذى نشرته تحت عنوان "النظام الانتخابى الانسب لمصر" إنه وبعبارة أوضح "يتعارض نظام التمثيل النسبى للأحزاب مع نسبة ٥٠ عمال وفلاحين؛ ويؤدى إدخال نظام تمثيل نسبى على نظام ٥٠% عمال وفلاحين إلى خلق مشاكل فنية عند التطبيق لا حل لها"، وهو ما حدث فى حالة برلمان 2012 الذى صدر قرار من المحكمة الدستورية العليا بحله بناء على هذا العوار الدستورى الواضح.

القائمة المطلقة والفردى


وبالتالى يمكن استنتاج أن الانتخاب بالتمثيل النسبى أو المطلق مقرونًا بالانتخاب الفردى يتطلب ناخبًا مثقفًا قادرًا على فهم ورقة الاقتراع وقراءتها والاختيار بناء على هذا الفهم. ولما كانت نسبة الأمية مرتفعة لدى الناخبين؛ فإن المزج بين القائمة المطلقة والفردى لا يتناسب مع مستوى ثقافة الشعب المصرى، ولو فى تلك المرحلة.

print