تحولت أزمة فنية بدأت على شاشة التلفزيون إلى قضية أمام المحكمة الاقتصادية، بعد أن اتهمت جهات أوروبية الإعلامية مها الصغير بانتهاك حقوق الملكية الفكرية لاستخدامها لوحات فنية لفنانين أوروبيين في أحد البرامج دون إذن مسبق، لتبدأ رحلة جديدة من الجدل بين حرية الإبداع وحقوق الملكية.
بداية الأزمة.. يوليو الماضي
تعود الواقعة إلى يوليو 2025، حين عرضت مها الصغير خلال أحد فقرات برنامج "معكم منى الشاذلي" على قناة ON مجموعة من اللوحات الفنية العالمية، ونسبت إنتاجها إلى نفسها ضمن سياق الحلقة.
لكن المفاجأة جاءت سريعًا، بعدما تقدم أربعة فنانين أوروبيين بشكاوى رسمية أكدوا فيها أن تلك اللوحات من أعمالهم الأصلية وأنها استخدمت دون إذن، مطالبين بحفظ حقوقهم القانونية.
تحقيقات النيابة.. وتطور القضية
عقب تلقي البلاغات، أحال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الواقعة إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات واستمعت إلى أقوال المتهمة ومسؤولي البرنامج.
وتبين من الفحص أن اللوحات المعروضة بالفعل محمية بحقوق ملكية فكرية دولية، وأن استخدامها دون تصريح يُعد انتهاكًا للقانون المصري رقم 82 لسنة 2002 بشأن حماية حقوق المؤلف.
وبناءً على ذلك، أصدرت النيابة قرارًا بإحالة مها الصغير إلى المحكمة الاقتصادية بالقاهرة، لتبدأ أولى جلسات المحاكمة في 22 نوفمبر الجاري.
عقوبات محتملة
وفقًا للمادة 181 من قانون حماية حقوق الملكية الفكرية، فإن من ينتهك حقوق الغير أو ينسب مصنفًا أدبيًا أو فنيًا إلى نفسه يُعاقب بالحبس مدة قد تصل إلى 6 أشهر وغرامة مالية تصل إلى 10 آلاف جنيه أو بإحدى العقوبتين، بالإضافة إلى التعويض المدني لصالح أصحاب الحقوق الأصليين.