الجمعة، 03 مايو 2024 05:19 ص

3 مسائل خلافية شائكة فى قانون الأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين.. أبرزها التبنى

3 مسائل خلافية شائكة فى قانون الأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين.. أبرزها التبنى قانون الاحوال الشخصية للمسيحيين - برلمانى
الإثنين، 12 فبراير 2024 11:00 ص
كتب علاء رضوان

يتابع الأقباط عن كثب مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين فهم يريدون قانون يحافظ على بنيان الأسرة المصرية وترابطها ويحقق مصالح كل الأطراف وخصوصاً المصلحة الفضلي للأطفال، وأن تكون التعديلات المرتقبة متوافقة مع الدستور، حيث ترجع تشريعات المسيحيين في مصر إلى سنة 1902 وهو تاريخ أول تشريع للطائفة الإنجيلية، تلتها تشريعات أخرى خاصة بكل الطوائف الأرثوذكسية وفروع كنائسها، والكاثوليكية وفروع كنائسها أيضاً.

 

كما توالت على مصر عدة مشروعات قوانين لم يجد واحداً منها النور حتى الآن بداية بمشروع عام 1955، وآخر عام 1980، وثالث عام 1998، وهناك كم هائل ومتراكم من القضايا في محاكم الأحوال الشخصية وخصصت للمسيحيين دوائر في محاكم الأسرة لا تنظر سوى القضايا الملية، وتصل هذه القضايا الآن إلى بضعة آلاف، ومن المشكلات أمام حل قضايا الأحوال الشخصية ما يرتبط بمواد التشريع واللوائح الخاصة، ومنها ما يرتبط بضرورة الاتساق مع الشريعة العامة للبلاد، وانعكاس ذلك على الكثير من المعضلات القانونية.  

 

زز

 

إشكاليات الميراث وإقرار التبني وحظر تعدد الزوجات بالنسبة للمسيحيين

 

في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على 3 مسائل خلافية شائكة في مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين وهى المساواة في الميراث وإقرار التبني وحظر تعدد الزوجات بالنسبة للمسيحيين، والإجابة على السؤال هل تتعارض مع الشريعة الإسلامية أو النظام العام من عدمه؟ خاصة وإن المادة الثالثة من الدستور المصري 2014م تنص على أن: "مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسي للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصية، وشئونهم الدينية، واختيار قياداتهم الروحية" – بحسب الخبير القانوني والمحامى بالنقض هانى صبرى.

 

بناء على نص المادة الثالثة من الدستور تكون مبادئ الشريعة المسيحية واجبة التطبيق على المصريين المسيحيين، منها المساواة في الميراث وتوزيع الأنصبة الذكر مثل حظ الأنثى، وإقرار التبني، وعدم التوسع في أسباب الطلاق، وحظر تعدد الزوجات في المسيحية، وذلك وفقاً لما تقره مبادئ الشريعة المسيحية بالنسبة المسيحيين فقط، وهنا يتعين معرفة ما هو المقصود بمسائل الأحوال الشخصية وفق نص المادة (13) من القانون رقم 147 لسنة 1949 بشأن نظام القضاء، المسائل المتعلقة بحالة الشخص وأهليته، ونظام الأسرة من زواج وطلاق وخلافه، والمسائل المتعلقة بالولاية والقوامة..، فضلاً عن مسائل المواريث – وفقا لـ"صبرى". 

 

رر

 

هل تتعارض المطالبات الثلاثة مع الشريعة الإسلامية؟

 

وجميع هذه المسائل ترتبط، وبشكل مباشر، بأخص مكونات الهوية الذاتية للفرد، ألا وهو ديانته، الذي يتشكل بها وجدانه وفق تعاليمه بحيث يخضع كل فرد لأحكام قانونه الشخصي المتسق وتعاليم دينه الخاص به، الأمر الذي أفرز حال من التعدد التشريعي في مسائل الأحوال الشخصية، والتساؤل الذي يطرح هنا من البعض هل يتعارض مبدأ المساواة في الميراث وإقرار التنبي وحظر تعدد الزوجات بالنسبة للمسيحيين، مع الشريعة الإسلامية أو النظام العام؟ - الكلام لـ"صبرى".

 

نقرر وبحق إنه ليس هناك أيّ تعارض على الإطلاق، حيث إن الشريعة الإسلامية تقرر الاحتكام  إلى الإنجيل فيما يتعلق بالمسيحيين وذلك وفقاً لما جاء في سورة المائدة (47): "وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"، هذه الآية محكمة، ويقول الفقيه محمد رشيد رضا صاحب المنار: أن هذه الآية فيها بيان هداية الإنجيل، وأكثرها مواعظ وآداب وترغيب في إقامة الشريعة على الوجه الذي يطابق مراد الشارع وحكمته، لا بحسب ظواهر الألفاظ فقط، فمن لم يحكم بهذه الهداية، ممن خوطبوا بها، فهم الفاسقون بالمعصية، والخروج من محيط تأديب الشريعة – طبقا لـ"صبرى".   

 

طط

 

تطبيق المادة الثالثة من الدستور واحتكام المسيحيين إلى مبادئ شرائعتهم

 

وبالتالي يجب تطبيق المادة الثالثة من الدستور وهو احتكام المصريين المسيحيين إلى مبادئ شرائعتهم وأن تكون المصدر الرئيسي للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصية، وشئونهم الدينية، واختيار قياداتهم الروحية، وليس هناك أي ثمة تعارض بين أحتكام المسيحيين لشريعتهم وبين المادة الثانية من الدستور.

 

أن المواطنين سواء أمام القانون، وأنه لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة؛ وذلك لأن حرية الاعتقاد شيء والآثار التي تترتب على هذا الاعتقاد من الناحية القانونية شيء آخر، وكل فرد حر في أن يعتنق ما شاء من الأديان، وكذلك النتائج التي تترتب على هذا الاعتقاد فقد تكفل الدستور والقوانين بتنظيمها. فالمسلم تطبق عليه أحكام خاصة بالنسبة لمسائل الأحوال الشخصية، والمسيحي تطبق عليه الشريعة المسيحية، وتطبيق قوانين خاصة على كل طائفة من الطوائف تبعًا لما تدين به ليس فيه تمييز بين المواطنين، بل على العكس فيه إقرار بمبدأ حرية الاعتقاد وتنظيم لمسائل الأحوال الشخصية اللصيقة بالشخص في حدود دينه وعقيدته – هكذا يقول الخبير القانونى.   

 

ظظس

 

المطالبات تندرج تحت القاعدة القانونية الآمرة المتعلقة بالنظام العام

 

كما إن النص الدستوري في المادة الثالثة من الدستور الحالي اتجه إلى تقرير القاعدة القانونية الواردة به إلى تنظيم وضع بذاته على نحو محدد لا يجوز الخروج عليه التزاماً بمقتضيات المصلحة العامة تغليباً لها على ما قد يكون لبعض الأفراد من مصالح خاصة ضيقة مغايرة، وأن ما تضمنه الدستور في هذا الشأن يندرج تحت القاعدة القانونية الآمرة المتعلقة بالنظام العام التى لا يجوز مخالفتها أو الاتفاق على ما يخالفها، ولا يجوز تجاهلها بل يكون الحمل على تنفيذها عملاً لازماً باعتبارها شريعة نافذة لا يتحلل أحد منها ويكون لكل ذى مصلحة التمسك بها قبل بعضهم البعض – طبقا لـ"صبرى" .

 

أن القواعد القانونية، التي تعتبر من النظام العام هي قواعد يقصد بها تحقيق مصلحة عامة تتعلق بنظام المجتمع فيجب على جميع الأفراد مراعاة هذه المصلحة وتحقيقها ولا يجوز لهم أن يناهضوها باتفاقات فيما بينهم حتى لو حققت هذه الاتفاقات لهم مصالح فردية باعتبار أن المصلحة الفردية لا تقوم أمام المصلحة العامة، وهي حق المسيحيين الاحتكام لشريعتهم في أحوالهم الشخصية، فليطمئن المصريون جميعاً فهم من أفضل شعوب العالم تديناً ممارسةً وتطبيقاً، أن احتكام المصريين المسيحيين لشريعتهم في مسائل أحوالهم الشخصية يتفق مع الدستور والقانون – بحسب "صبرى" .   

 

2023-638194419306045873-604

 

نص الفقرة الثانية من المادة السادسة من القانون رقم 462 لسنة 1955

 

جدير بالذكر أن المشرع المصري كان يفطن إلى المرجعية الدينية للشريعة المسيحية التى تتبوء المكانة المقدسة الأسمي للنظام القانوني الشرعي بالنسبة للمسيحيين وهذا ما تظهره عبارات نص الفقرة الثانية من المادة السادسة من القانون رقم 462 لسنة 1955 من أنه: "أما بالنسبة للمنازعات المتعلقة بالأحوال الشخصية للمصريين غير المسلمين والمتحدي الطائفة والملة الذين لهم جهات قضائية ملية، وتحت صدور هذا القانون فتصدر الأحكام ــ في نطاق النظام العام ـــ طبقًا لشريعتهم".

 

ويضيف الخبير القانوني: من ثم يتعين على كافة السلطات المعنية إعمال نص الدستور وهو ما استقر عليه قضاء محكمة النقض منذ عام 1980م من مبادئ هامة والتى تضمنت أن النصوص الدستورية تتمتع بالإنقاذ الفورى والمباشر، منذ العمل بأحكام الدستور وما يخالفها من نصوص تشريعية تعبير منسوخة ضمنا بقوة القانون دون حاجة لانتظار قضاء دستوري أو تعديل تشريعي، وأوجبت بذلك إهدار مواد القانون التى تتعارض مع النصوص الدستورية سابقة كانت أم لاحقة على صدوره باعتبار الدستور القانون الأسمى والأعلى صاحب الصدارة على المدرج التشريعي .

 

179332-46416-450937542

 

وفى الأخير ناشد "صبرى" الطوائف المسيحية الثلاثة والحكومة والبرلمان أن يتضمن مشروع القانون عدم التوسع فى أسباب الطلاق وفقاً لما تقره مبادئ الشريعة المسيحية والمساواة فى الميراث بين الذكر والأنثى المسيحيين، لان العقيدة المسيحية قد رسخت مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة دون أى تفرقة، كما طالب بإقرار حق التبنى بالنسبة للمسيحيين، وهذه الأمور لها أساس دستورى وقانونى، وله ما يؤيده فى الكتاب المقدس، ونرى أنه لابد من عرض مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين لحوار مجتمعى قبل إقراره .  

 
202112290415221522
 

 

ططيس
الخبير القانونى والمحامى بالنقض هانى صبرى  
 
 

موضوعات متعلقة :

"برلماني" يفتح ملف 3 مسائل خلافية لمشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين.. المساواة فى الميراث وإقرار التبنى وحظر تعدد الزوجات.. والخبراء يجيبون عن الأسئلة الشائكة حول تعارض البنود مع الشريعة الإسلامية من عدمه

قانون الأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين يخرج للنور قريبا.. تطبيق المساواة بين الذكر والأنثى فى الميراث أبرز النقاط الخلافية.. والمادة الثالثة من الدستور الحالي تتفق مع مبادئ الشريعة المسيحية في إقرار المواريث

المسيحيون يترقبون.. أول قانون موحد لـ"الأحوال الشخصية" على اختلاف الكنائس.. ومشروع القانون يلبى احتياجات 6 طوائف.. النقطة الخلافية تتمثل فى "رفض التوسع فى الطلاق وأسبابه".. وخبير يُجيب عن الأسئلة الشائكة

الرئيس السيسى يتابع تطورات قانون الأحوال الشخصية للمواطنين المسيحيين ويوجه بإجراء حوار مجتمعي معمق حول مشروعات القوانين المتعلقة بالأسرة.. ويبحث الموقف التنفيذي لتطوير عملية التصرف في المركبات المتروكة والمهملة


print